إذا كنت تستطيع أداء عمل ما بحلول الأربعاء فحدد السبت موعداً للانتهاء منه. إذا كنت تعلم أن الحكم سينجز عملا ما في أسبوع فحدد أسبوعين لإتمام العمل، إذا كأن تثبيت آلة في مكانها وتشغيلها يتطلب رجلين فاطلب ثلاثة رجال.

هذا ليس خداعاً وإنما مجرد حذر، وإذا علم أنك تتعهد ذلك فتحدث بصراحة ووضوح بأنك دائماً تضع نسبة في حساباتك لأي طارئ، وستجد أن ذلك لن يغضب أحدا.

وهذا هو الشطر الأول من البند: أن تمد بالقليل، لكن إن وعدت بالقليل؛ يوم الجمعة أو بعد أسبوعين، فإن ذلك لا يعنى أنك ستركن إلى تلك المساحة الزمنية. كلا بالطبع، إنما عليك أن تتأكد من أن أداء مهمتك سيتم قبل الموعد الذي حددته وحسب الميزانية المرصودة وبشكل أفضل مما وعدت به. وهذا هو الشرط الثاني من البند: أن تحسن من النتائج. فإذا وعدت مثلا بأن تسلم تقريرا بحلول يوم الاثنين، فيحب إتمامه قبل الموعد وليس التقرير فحسب، بل قدم التقرير مضافا إليه خطط تصورية كاملة للفروض التالية. وإذا وعدت بأن المعرض سوف يقام ويتم تشغيله بحلول مساء الأحد بمساعدة عضوين اثنين فقط من فريق العمل، فيجب عليك ذلك، ويجب عليك أيضا أن تتمكن من الإحاطة بمنافس الشركة خارج المعرض.

 وإذا وعدت بتقديم عرض مكتوب في كتيب الشركة الجديد بحلول الاجتماع المقبل، فليس هذا فقط ما ستفعله، وإنما أيضا ستقدم ملخصاً تفصيلياً وبه النص مكتوباً بالكامل ومحدداً به كل تكاليف الطباعة، وقد تم التقاط الصور مع تحديد أسعار التوزيع. ويجب أن تعي في أثناء ذلك ألا تتخطى حدودك وتتحمل مسئوليات لم تعط لك أصلا.

ومرة أخرى سأكرر ما قد يكون واضحاً لك، لا تكن مثل كتاب مفتوح وإلا سيتوقع رئيسك ما ستقوم به، احرص على أن تكون مفاجأة سارة له، لا أن تكون أفكارا معلبة.

وقد يساعدك أن تتظاهر أحياناً بالغباء. فيمكنك أن تتظاهر بأنك لا تفهم تقنية جديدة أو برنامجاً حديثاً في حين أنك تفهمه فهماً جيداً. ولذا فحين تقوم بإعداد الميزانية بشكل لا يمكن أن يقوم به أحد آخر فسيبدو ذلك جيدا. لكن بالمقابل إذا قلت " نعم " إني أعرف هذا تمام المعرفة وقمت به على النحو السابق، فلن تكون هناك مفاجأة في أدائك، ومن ثم تفقد ميزة الإبهار.

إنك حين تعد بالقليل وتنجز أكثر مما وعدت به - فإن هذا يعنى في حالتك كشخص متبع للقواعد أن عليك أن تعي أمراً أساسياً، وهو أنه لا يجب التأخر أبدآ عن الموعد المحدد حتى لو تعرقت دماً، وعملت طوال الليل لإنجاز المهمة في موعدها - أو قبل ذلك - فمن الأفضل أن تفاوض في تأخير موعد الإنجاز بدلا من أن تعجز عن الوفاء بالوعد وتخذل أحدهم - فكثير من الناس يحرصون على أن يحبهم الآخرون، وأن يكونوا محل قبولهم واستحسانهم ومديحهم، وتكون الموافقة على أول موعد لإنجاز مهمة أو طلب ما هو سبيلهم لذلك، فتجد الشخص يقول: " نعم سيمكنني إنجاز ذلك في هذا الوقت المحدد "، ولكنه لا يستطيع الوفاء بوعده. فيظهر بذلك بمظهر المهزوم غير الكفء.