كيف تخطط لعلاقتك الزوجية بنجاح؟
عندما تعثر على نصفك الآخر، وتتعاهد معه على الالتزام، قد تظن أن الأمر قد انتهى. في الحقيقة لقد بدأ العمل للتو، وعلى الرغم من انكما نجحتما في تكوين ذات ثنائية، فلايزال الطريق طويلا أمامكما لتفعيل ديناميكية هذه الذات.
في عبارة أخرى، لقد حان الوقت الآن لكي تخططا لعلاقتكما بوعي واهتمام أکبر.
لقد نجحتما في بناء الأساس العاطفي المتين لعلاقتكما، وجاء وقت النظر في التفاصيل اليومية التي ستتعرضان لها يوميا، وستكونان في حاجة إلى التأكيد على التفاهم المتبادل بينكما کی تضمنا لارتباطكما استمراره وامتداده. والتواصل بين قلبيكا وروحيكا سيمدكما بالطاقة کی تستمرا، لكن ديناميكية ذلك التواصل هي التي ستحدد طبيعة تجربتكما معا.
ضع أساس قوي من التواصل بينك وبين شريك حياتك:
أحد أسباب انتهاء 50% من الزيجات بالطلاق هو أن الزوجين لم يضعا أساسا متينا من التواصل والتوافق بينهما، سوى تلك الكلمات المزعزعة التي تبادلاها في مرحلة التعارف. فالناس عادة مايلتفون، ويحبون، ويناقشون أحلامهم وأهدافهم، ويتحدثون عن بعض الموضوعات ، ثم يتزوجون.
وفيما بعد، يدركون ما لم يدركوه من قبل وهو أنهم لم يستوضحوا الهدف من وجودهم سويا، ولم يضعوا معيارا لا يتوقعونه من بعضهم البعض. فالناس نادرا ما يحملون أنفسهم عناء استيضاح الأدوار والمسؤوليات المكلفين بها كي يتوصلوا إلى اتفاق فيما بينهم على مسار العلاقة. الوقت يمر، ثم يجد أحد الطرفين نفسه فجاة وقد استيقظ وهو لايجد أساسا قويا لزواجه بشریکه ، يعتمد عليه ويعطيه طاقة الاستمرار.
تحديد نقاط الاتفاق بينك وبينك شريك حياتك:
لكي تخططا علاقتكما بالطريقة التي تحلو لكما، أبدءا بتحديد النقاط الخاصة بكيفية التعامل مع بعضكما البعض، واتفقا عليها. هذه الاتفاقات ستكون الغراء الذي يلصقكما سوية عندما تهدد نيران الخلاف بالتفرقة بينكما
وهناك وقت طبیعی لمناقشة مثل هذه الاتفاقات، إذا تعجلت النقاش، قد يصاب الطرف الآخر بالخوف. إذا تأخرت في النقاش، قد يسبقك الطرف الآخر التكوين عادات وأنماط سلوكية لايمكن الرجوع عنها. الوقت الأمثل لطرح هذا النقاش هو سریعا بعد أن تلتزما أمام بعضكما البعض بالاستمرار في الارتباط
في بعض الأديان، يقوم الزوجان بتوقيع تعهد يلتزمان فيه بالأسلوب الذي سيتعاملان به، وكيف سيسير زواجهما.
ومما لاشك فيه أن وضع هذا التعهد أو الميثاق أمر له قيمة كبرى، خصوصا عندما يكون الأشخاص في المراحل المبكرة من الالتزام، وذلك حتى يكون بمثابة الرسم الهندسي الذي يوضح مسارات علاقتهما بعد الزواج.
وسواء كان التعهد مكتوبا أو منطوقا، فهذا أمر ليس ذا أهمية، بقدر أهمية أن يكون هو الخطوة الأساسية التي تجعلكما تخططان لحياتكما. أنا شخصيا أشجع الأزواج على كتابة اتفاقاتهم، لأن الكتابة تجعل الشيء حقيقيا، وتعمل عمل المنبه في حالة النسيان. افعلا ما شئتما في هذا التعهد، لأنه سيكون نبراسا يهديكما وسط تحديات الحياة، ويجعلكما مطمئنين إلى أن السفينة تسير بأمان.
قد يكون هناك في كلمة "تعهد مايجعلك تستحضر في ذهنك معانی التقيد والأسر، لكن لاتجعل ذلك يوهن عزيمتك. الأمر بسيط للغاية. ابدا بالجلوس أنت وشريكك سوية، وتباحثا في نواياكما حيال هذا الارتباط اطرحا بعض التساؤلات الأساسية، مثل ما الهدف من هذا الارتباط، ماذا تنويان أن تكونا في رباطكما الجديد، وكيف سترعيان هذه العلاقة المقدسة.
إتفقا على القواعد الأساسية التي ستحكم تعاملاتكما معا:
يمكنكما أن تكتبا هذه التعهدات أو الاتفاقات في قائمة باستخدام صيغة "نتفق على...."، كأن تقولا مثلا: "نتفق على أن يسمع كل منا حقيقة الآخر، ويعتز بها، ويصغي إليها باهتمام بالغ، وأن نرعی بعضنا البعض في وقت المرض، وأن نبرح دائما بما يسبب لنا الضيق". وهكذا دواليك. أو يمكنكما ببساطة أن تقولا هذه التعهدات بصوت عال في بضع دقائق.
يمكنكما أيضا أن تتفقا على القواعد الأساسية التي ستحكم تعاملاتكما في وقت الخلافات. على سبيل المثال، ألا يقاطع أحدكما الآخر، وألا تهجرا المنزل وأنتما غاضبان، وألا يقدم أحدكما اقتراحات مجحفة للآخر، وألا يهينه، أو يصرخ فيه، أو يضربه. هذه القواعد تقلل من الأثر الكثيب الذي تسببه الخلافات في المستقبل.
في النهاية، ناقشا معا تقلبات الحياة التي قد تطرأ عليكما، وكيف تعالجانها.
كيف ستصمدان مع بعضكما البعض أمام أي حدث جسيم أو مأساوی قد يقع لكما؟ كيف ستواجهان الأوقات الصعبة؟ كيف ستحتفلان بالإنجازات والأحداث المبهجة؟ الحياة تشبه لعبة قطار الملاهي المعلق والاتفاقات التي تتوصلان إليها هي حزام الأمان الذي يحميكما من السقوط.
إذا قررتها كتابة هذه الاتفاقات، بعد ذكر كل شيء وتودان الحديث عنه، لابد أن توقعانها، ثم تحنظائها في مكان أمين.
قد ترغبان بعد عام أو أعوام في مراجعتها، بطريقة تتذكران بها روح التفاهم التي جستكما، والهدف الحقيقي من وراء ارتباطكما.
تحديد الأدوار والمسؤوليات بينك وبين شريك حياتك
في أية علاقة، لابد من تواجد أدوار ومسؤوليات يقوم بها أطراف العلاقة، حتى وإن لم يعوا ذلك.
وغالبا ما ينجذب الأفراد للاضطلاع بالأدوار والمسؤوليات التي يفضلونها، وعادة لا تكون هناك حاجة لمناقشة هذه المسألة، فهي شبه محسومة، ولكن غالبا مايشعر الفرد بالضيق من ضخامة المسؤولية الملقاة على عاتقه، أو قد يسقط شیء یا سهوا لأن كل طرف ظن أن الطرف الآخر يتولى مسؤولية ما، إذا لم تتم مناقشة المسؤوليات والأدوار، فسوف يفهمها كل طرف حسب أهوائه ، ومن هنا تبرز الخلافات والمشاكل.
وتظهر الأدوار والمسؤوليات في تفاصيل الحياة العادية وفي علاقتكما ببعضكما البعض وفي إطار تلك الأدوار والمسؤوليات يتحدد مثلا الطرف الذي سيتولى إدارة ميزانية الأسرة، ومن سيلقى القمامة بالخارج، ومن سيعد طعام العشاء، ومن سيصلح الأشياء حين تصاب بعطل، ومن سيقود السيارة في الرحلات الطويلة، ومن سيرعى الحيوانات الأليفة، ومن سيخطط للذهاب مع الأصدقاء، ومن سينظم الحفلات، ومن سيرتب العطلات، ومن سيتولى الأزمات، ومن سيضفي مسحة من الرومانسية على حياتكما، ومن سيترك وظيفته لرعاية الأطفال.
قد لا يبدو ضربا من الرومانسية أن يتم تعيين الأدوار والمسؤوليات بوضوح منذ البداية، لكن لابد أن تحرصا على أن تسير سفينة حياتكما بسلاسة ويسر.
في عمق ذلك الرباط القدس الذي جمع بينكما يكمن مفهوم الشراكة : أي الكيان الذي أوجدناه سويا من خلال جهودكما المشتركة.
هذه الشراكة ستبقى متوازنة من خلال التقسيم العادل للجهود التي سوف تبذلاها، والتي لابد من التفاوض على توزيعها بأسلوب يتسم بالنزاهة.
إذا بددتها حبكما وأنتما تتصارعان علی من يفعل ماذا ، فلن يتبقى لكما سوى وقت يسير کی تستمتعا بجوائز الحب الرائعة.
قد يبدو أن تحديد الأدوار والمسؤوليات أمر يقتصر على أصحاب الأعمال والتجارة. لكنهم لا يفعلون ذلك من فراغ. إذا لم يحدث ذلك، فلن يكون مستبعدا أن تفشل نشاطاتهم ومصالحهم. إذا ساورك نفس الشعور، لاتتكاسل، قم بهذه الخطوة کی تضمن أن تستمر الشراكة بينكما.
الحب عملية تتطلب منك الصبر وسعة الحيلة والمهارة، إذا أجريت التغييرات المطلوبة في المفهوم والتصرف، سيدخل الحب إلى حياتك من أوسع الأبواب ويبحث عن مساحة کی بنمو فيها.
إذا وثقت في نتيجة هذه العملية، ستزيد فُرص بناء أساس قوي يصمد أمام الزمان.