يذكر خبراء الرياضة أن جسم الإنسان مهياً بالخلقة لممارسة الأنشطة الرياضية والتي تحتل ركناً أساسياً في حياتنا اليومية. وللأسف أن أسلوب الحياة العصرية الذي أصبح يتميز في كثير منا من الاهتمام بالجانب الرياضي مما أدى بالتالي إلى انتشار مشاكل صحية عديدة بسبب القعود لفترات طويلة وإهمال ممارسة الأنشطة الرياضية وعلى رأسها مشكلة السمنة.
كيف تؤدي ممارسة الأنشطة الرياضية لعلاج السمنة؟
زيادة استهلاك السعرات الحرارية:
كلما زاد استهلاك الجسم للسعرات الحرارية زادت الفرصة لإنقاص الوزن والتخلص من الشحوم الزائدة المتراكمة بالجسم. ممارسة الرياضة بانتظام تؤدي إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية. فعلى سبيل المثال تجد أن الإنسان المتوسط في حالة النشاط العادي يستهلك في الساعة قدراً من السعرات الحرارية في حدود 60 -70 سعرا حرارياً. بينما تصل هذه الكمية إلى حوالي 300 سعر حراري تقريباً عند القيام بأي نشاط رياضي معتدل، مثل المشي السريع.
ويجب ملاحظة أن استهلاك الشخص البدين للسعرات الحرارية أثناء ممارسة الرياضة بفوق استهلاك الشخص معتدل الوزن.. وذلك ببساطة لأن الشخص البدين يتحرك بوزن إضافي زائد بوزن إضافي زائد يجعله يبذل مجهودا ً أكبر ويصرف بالتالي قدراً أكبر من السعرات الحرارية. فعلى سبيل المثال: يستهلك الشخص الذي يبلغ وزنه 100رطل في المشي البطيء لمسافة ميل واحد حوالي 70 سعراً حرارياً، بينما يستهلك البدين الذي يزي ضعف هذا الوزن قدراً يصل إلى 140 سعراً حرارياً.
وهذا الاستهلاك المتكرر للسعرات الحرارية من خلال الانتظام على ممارسة الأنشطة الرياضية يؤدي مع الوقت إلى اختزال الوزن الزائد بالجسم.
زيادة معدل التمثيل الغذائي:
إن أجسامنا تحرق الطعام الذي نأكله بمعدل معين يسمى معدل الأيض القاعدي ( basal metabolic rate = BMR ) .. وقد وجد أن ممارسة الرياضة بانتظام تزيد من هذا المعدل، وهذا يعني زيادة استهلاك وحرق الطعام وتقليل فرصة تحوله إلى دهون تختزن بالجسم.
استهلاك مخزون الدهون بالجسم:
نظراً لاحتياج ممارسة الأنشطة الرياضية إلى كمية زائدة من الطاقة بالنسبة للأحوال العادية فإنه ذلك يؤدي إلى حرق مخزون الدهون المترسبة بالجسم و الزائدة على حاجته للحصول على قدر كاف من الطاقة (السعرات الحرارية) مما يؤدي بالتالي إلى اختزال الشحوم الرياضية (الدهون) من مناطق متفرقة من الجسم، و خاصة إذا صاحب ممارسة الأنشطة الرياضية الالتزام بنظام غذائي محدود السعرات الحرارية.
إخماد الشهية:
إن ممارسة الأنشطة الرياضية وما يصاحبها من زيادة استهلاك الطاقة (السعرات الحرارية) تكون مصحوبة بزيادة تناول الطعام لتعويض استهلاك الطقة مما يجعل وزن الجسم معتدلاً في كثير من الأحيان.
ولكن في الحقيقة أن الدراسات الحديثة أثبتت أن القاعدة السابقة تنطبق على الأشخاص النشيطين ذوى الأوزان المعتدلة، أما بالنسبة لأصحاب الأجسام البدينة ، الذين اعتادوا على الحياة الكسولة فإنهم عندما يمارسون الأنشطة الرياضية بانتظام فإن شهيتهم للطعام تنخفض في معظم الأحيان مما يؤدي بالتي إلى انتقاص أوزانهم .
اعتدال المزاج وزيادة القدرة على الاحتمال:
إن السمنة ترتبط في كثير من الأحيان بالشعور بالكآبة وخاصة عند النساء ... وهذه الكآبة قد تدفع للإفراط في تناول الطعام يؤدي إلى الدخول في دوائر مغلقة.
ومن الفوائد النفسية المهمة لممارسة الأنشطة الرياضية أنها تحسن من الحالة المزاجية، وتقاوم الشعور بالاكتئاب وتزيد من القدرة على الاحتمال والصبر.
ومن التأثيرات الإيجابية لا شك أنها تساعد في العلاج من مشكلة السمنة وزيادة القدرة على الالتزام بنظام غذائي مناسب لإنقاص الوزن.