بناء الألفة مع شريك حياتك أو حبيبك:
بناء الألفة هي عملية قائمة بذاتها. ومع ان الاتصال والتفاعل الكيميائي العاطفي يمثلان أهمية كبرى في تلك العملية، إلا أنه يمكن لكلا الطرفين اللجوء إلى استخدام طرق وأساليب ومناهج مختلفة لذات الغرض.
أولى تلك المناهج الأولية هي أن تترك الباب مفتوحًا على مصراعيه أمام شريكك کی بری حقیقتك من كل الأبعاد. لن يتم ذلك سوى بالإفصاح عن أدق الحقائق عن نفسك - والتي لا تفخر بها - وبهذا سيرى شريكك الجانب الإنساني منك.
إعلانك عن مخاوفك وهمومك وسقطاتك الشخصية وأحقادك سيضعك في حالة يرثى لها شريكك، وتجعله يتقبلك كما أنت.
أيضا اقتسام الآمال والطموحات والأحلام يبنی روابط من الألفة بين الأحباء. وتماما كما يفعل الأطفال حين يهمسون لبعضهم البعض باحلامهم، يستطيع الشريكان أن يقتسما رغباتهما المكتومة ويرفا درجة الثقة بينهما، كما أن الكشف عن أفكارك الخاصة سيمكن شريكك من اقتحام عالمك الخاص، وسيجعله يشعر بأنه أليف مرحب به.
احذر الكتمان وكن صريحاً مع شريك حياتك:
الكتمان يبنى جدرانا فاصلة، أما الإفصاح فهو يشيد جسورا من التواصل. هذا هو خيارك إما الجدار أو الجسر.
مجرد قضاء بعض الوقت سويا سيتكفل بإيجاد قدر من الألفة بينكما. جلوسك وأنت تسمع دقات قلب محبوبتك وإيقاع انفاسها سيجعلك ترتبط بها على أساس انسانی وکیمیائی معا. سيعتاد كل منكما إيقاع الآخر، وفي النهاية سيخرج إيقاع "نحن" إلى الوجود.
جمعت اللقاءات بين ألى وديرك لمدة عام، ثم اضطر ديرك لدخول المستشفى لإجراء جراحة صغيرة ولكن معقدة.
قبل دخوله المستشفى، كان ديرك وألى يشعران بسعادة غامرة وهما يوطدان أواصر الألفة بينهما يوما بعد يوم، ويتقربان من بعضهما البعض أكثر فأكثر، حتى بدأت ألى تشعر بانها أصبحت مستعدة للارتباط بديرك دون أدنی تردد.
وعندما وقفت ألى ترقب ديرك في حجرته بالمستشفى، وهو مقيد بالأجهزة والأنابيب، شعرت بموجة من الحب الجارف وقد سرت في بدنها، وحدثت نفسها قائلة: "إنني أريد أن أرعى هذا الإنسان مابقی من حیاتی".
أدركت ألى لحظتها أنها حققت ذلك التحول العميق في علاقتها بديرك، وغلبتها أحاسيسها التدفقة. لقد التزمت في قرارة نفسها بالوفاء لديرك.
بالطبع لابد أن يلتزم الطرفان إذا ماقدر لعلاقتهما أن تستمر. إذا التزم طرف دون الآخر، ستصمد العلاقة إلى فترة قصيرة قبل أن تعصف بها رياح الملل والرفض. لكن حمدا لله، فقد كان ديرك يبادل ألى شعورها، وقد أصبحا الآن من أكثر الزيجات نجاحا وسعادة والتزاما.
الخوف من الالتزام تجاه من تحب لا يساعد في بناء الألفة
البعض يحجم عن الالتزام لأنهم يخشون الوقوع في الخطأ، فقد يكون لديهم تاریخ مليء بالأخطاء يجعلهم ينفرون من الالتزام كلما تذكروه. إذا فاولئك الأشخاص يعانون مرارة الندم أو تقريع الذات، وفرص تحفظهم، أو ترددهم، أو مقاومتهم للالتزام ستكون كبيرة.
قبل أن يبدأ هؤلاء الأشخاص الالتزام بعلاقة أخرى، لابد وان يسامحوا أنفسهم ويداووا جروحهم، هذا النوع من المداواة لابد أن يقوم به صاحب الجرح بنفسه، لا أن يقوم به شخص آخر، إنها رحلة فردية. الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يقدمه الطرف الآخر في هذه الحالة هو أن يسمح لصاحب الجرح أن يعبر عن مخاوفه وأن يكون مستعداً.
إذا طالت الفترة الزمنية للعلاج عن حدود صبرك ووقتك، ستكون بحاجة إلى إعادة النظر في الأمر إما أن تبقى أو ترحل.
إذا كنت أنت الطرف الذي يجد صعوبة في التحول من "ربما" إلى "نعم"، سيكون لزاما عليك أن تبدأ في رحلة علاجك. ستكون في حاجة إلى النظر داخل نفسك، وتدرس مایعترض طريقك. ماهو الخوف الذي يعيقك عن المسير؟ معرفتك لهذا الخوف يستجعلك تعرف طبيعة العلاج الذي أنت بحاجة إليه.
بعض الناس يرغبون في الحصول على ضمان يؤكد لهم أن ما اختاروه صحيح مائة بالمائة. لوسی سيدة تبلغ من العمر 35 عاما، وكانت دائما ماتنشل في ارتباطاتها السابقة كلما دخلت في مرحلة الالتزام ، لأنها لم تكن على قناعة بان شريكها سيكون هو الشخص المناسب لها. إنها تعاني من خوف الوقوع في قرار خاطئ.
الالتزام ينطوي على قدر من المخاطرة، ولاتوجد ضمانات في الحياة، وأفضل ماتستطيع عمله هو أن تبحث في قلبك عن الحقيقة، وإذا أخبرك قلبك أن هذا الشخص هو ماترید، إذن فانت بحاجة إلى أن تخطو الخطوة التالية بشيء من الإيمان. قد لا تكون على يقين تام من أن ماتفعل هو الصواب، لكن، على الأقل، سوف تأخذ بعض الدروس المستفادة من الحياة في أبسط الحالات، وسترتقي في ممالك الحب العليا، وتتذوق متعة ذلك الرباط المقدس الذي يجمع بينك وبين من تحب.