ثق في غرائزك تجاه من تحب:

تزداد عملية التقييم لعلاقتك صعوبة مع امتلاك طرفك الآخر بعض - إن لم يكن كل - الصفات المطلوبة، على سبيل المثال، كانت بروك، وهي مصورة مناظر طبيعية حرة ومغامرة مقدامة، قد أدرجت على قائمة الصفات الضرورية أنها تحب السفر والسعي وراء تجارب جديدة ومثيرة، و"فيل" كان هو الرجل الذي أحبته بروك، وكان مطابقا لمعظم المواصفات التي تنشدها، باستثناء صفة واحدة. كان فيل من المولعين بالرياضة، وكان يحب الجلوس في المنزل لمشاهدة التلفاز، وكان يفضل تناول البرجر والمقليات عن تناول مأكولات غربية، وكان يرفض أن يفعل أي شيء يخرج عن الحدود التي يشعر فيها براحته.

أحبت بروك فيل لطيبة قلبه ولأنه أشعرها بأنها مميزة، واشترك معها في الإحساس بقيمة الأسرة، لكنها لم تكن على يقين من أنها تريد أن تقضي بقية حياتها مع شخص لا يريد أن يسافر ويرى العالم معها. شعرت بروك بأنها في مأزق وجاءت إلى تطلب النصيحة.

شرحت لبروك أنه على الرغم من أن كل شخص لابد وأن يضع مقیاسا خاصا به کی يستطيع أن يعرف مايصلح وما لايصلح له، فإنه لايستطيع الاستغناء عن غرائزه الداخلية.

كما هو الحال في أي قرار آخر تتخذه في حياتك، ستجمع المعلومات، وستطلب مشورة الآخرين، وستقرأ كل فوازير "مل هو الشخص المناسب؟" في المجلات، لكنك في النهاية ستحسم أمرك طبقا لما يمليه عليك رادارك الداخلي. ستكون في أمس الحاجة إلى الإنصات لقلبك وعقلك معا، وتستجيب لرسالة الأقوى فيهما.

يمكنك أن تستوضح تلك الرسائل بوسائل عدة. يمكنك مثلا أن تعد قائمة موضوعية بإيجابيات وسلبيات هذه العلاقة. بهذه الطريقة يمكنك أن تحول مأزقك من حيث الحجم والشكل إلى مشكلة يمكن التعامل معها بسهولة، بدلا من أن تتركها کی تتحول إلى متاهة شائكة داخل رأسك. .

يمكنك أيضا أن تستدعي مخيلتك صورة للحياة التي تنشدها بعد سنة أو خمس ، أو عشر أو خمسين سنة من الآن، إذا استمرت علاقتك إلى ذلك الوقت. ماذا ترى؟ هل يعجبك ماتراه؟ ماهو شعورك حيالها؟ إجاباتك ستجعل ردود أفعالك الغريزية تطفو إلى سطح عقلك الواعي.

يمكنك، خلافا لذلك، أن تسأل نفسك بعض الأسئلة الصعبة. هل هذا هو الشخص الذي تود أن تتدرج في مراحل الشيخوخة بجواره؟ هل فيه مایکنی من الصفات کی تتشجع وتخوض المغامرة؟ هل اختيارك له مبني على أساس ماترید، أم على ماتظن أنك تريده؟ هل تتخلى عن حلمك، أم أنك تختار الاختيار المناسب لك؟ هل تحاول أن تخنق صوت الحقيقة بداخلك من أجل أن تشعر بالأمان؟

عملية التقييم ليست بالعملية التي تجد لها إجابات صحيحة، الهدف مما قلناه هو أن تزيد من مساحة اليقين في عقلك وقلبك وغرائز کی تكون على ثقة من اختيارك ومرتاحا له. عندما تصل إلى اختيارك ، ستكون واثقا من أنك وازنت اختياراتك الأخرى، وقررت الأصلح بالنسبة لك.

كون ألفة حقيقية بينك وبينك حبيبك:

إذا نجحت أنت وشريكك في تكوين ألفة حقيقية، فذلك يعني أنكما تستطيعان الجلوس إلى بعضكما البعض دون الحاجة إلى أن تملأ اللحظات الفارغة بای حدیث او نشاط. يمكنكما أن تجلسا في صمت تام، وتستمعان إلى ما لا تنطق به شفاهكما: يمكنكما أن تشعرا بالسكون وقد خيم على المكان ، وبالطاقة الكهربية وقد سرت في أوصالكما، وأنتما تقتسمان هذه اللحظات الجميلة التي علت فيها روحاکما فوق السحاب. الألفة هي جائزة السماء لكل اثنين ارتبطا برباط مقدس. الألفة هي المساحة التي جمعت بين قلبيهما.

وقبل الدخول إلى تلك المساحة، كان لكل طرف عاله الخاص. هذا العالم الخاص يتشكل طبقا لرؤية الفرد للحقائق من حوله ، تلك الرؤية تتضمن أفكاره، وأحاسيسه وملاحظاته وخيالاته وتصوراته.

ولکی تربط بين حقائق منفصلة، لابد أن تدرك تماما مایمر به شريكك والعكس صحيح. أي لابد أن تتقاسما أفكاركا الدفينة، ومشاعركما، وأفراحكما، ومخاوفكما وهمومكما، وأحلامكان وأحزانكما، وآلامكما، ومباهجكما إذا أردتما توطيد روابط الألفة بينكما.

تخيل تلك الروابط وكأنها حبالا تستخدم في نسج شباك الصيد، كلما زادت الحبال، زادت الشبكة قوة، وهكذا الروابط، إذا اعترف لك شريكك بانه يحلم بأن يكون طیارا، فقد أضاف حبلا جديدًا.

إذا أسرعت شريكتك لتبلغك عبر الهاتف بترقيتها الجديدة، فقد أضافت حبلا جديدًا، عندما يخبرك عن مدى غضبه من أخيه الأصغر لأنه لايساعده في رعاية والديهما، فقد أضاف حبلا جديدا، وهكذا دواليك.

إذا نجحت في تكوين روابط كثيرة قوية، سيكون الأساس جاهزا لبناء الجسر بين حقائقكما المنفصلة. تخيل أن هذا الأساس يتكون من مئات، بل آلاف الحبال المجدولة التي تصل بينكما، وكلما زاد عدد الجسور التي تبنيها، زاد عمق الرابطة والثقة التي جمعت بينكما، وزاد اقترابكما من ذلك الرباط المقدس الذي يسمى "الألفة".