إذا رغبت في أن تعلم كيفية الكف عن المضاربة، فتعلم ذلك من مضارب فاشل.
هناك خطر كبير في المقارنة بين لعب لعبة ذات قواعد وفرص مفهومة جيداً وبين ظاهرة غير مفهومة جيداً مثل الفقاعة الاقتصادية، لكنني سأحاول لأن هناك بعض أوجه التشابه المفيدة.
يوضح” ماكاى" أنه في ذروة فقاعة بحر ‘لجنوب "كان الأشخاص على اختلافهم من الجنسين مشتركين في كل هذه الفقاعات، فقد كان الرجال يذهبون إلى المقاهي لمقابلة السماسرة، ينما كانت النساء يقصدن محلات صناعة وبيع القبعات النسائية والخردوات للغرض نفسه. بيد أن الأرمل يكن متعلقاً باعتقاد الناس في جدوى المشاريع التي اشتركوا فيها، بل كان كافياً بالنسبة لأغراضهم معرفة أن أسهمهم سوف ترتفع قيمتها ارتفاعاً كبيراً سريعاً من خلال فنون المضاربة في الأسواق المالية".
وبدا فعل ذلك أمراً معقولاً للغاية حيث كان يمكن شراء الأسهم من بورصة إنجلترا آليا من ناحية وبيعها بزيادة ١٠% في ناحية أخرى. لكن في الوقت الحاضر. يبدو خطأ هذه الفكرة جلياً لأي سياسي محنك على الفور.
في الواقع، تتمثل المشكلة في أنه باستمرارك الغبي في الاعتماد الكلي على سهم ناجح سوف تتكرر مرات ربحك حتى تخسر وفي الوقت الذي تربح فيه مبالغ صغيرة، فإلى تخسر المبالغ الكبيرة.
وهناك سياسة ساذجة تقضي بأنه لا حاجة بك إلى معرفة قواعد العبة حتى تفهمها بل يمكنك الضاد كلياً على أحد الخيارات. وعادة ما يعطي هذا الأمر للآخرين شعوراً ا بأنك لديك الغلبة تقريباً. وفي أغلب الوقت سيتكبدون بعض الخسائر القليلة لدرجة تجعلهم يحجمون عن النزول بثقلهم لمنافسك كي لا يخرجوا من ساحة المنافسة في حالة خسارتهم. لذلك تربح عادةً بعض المكاسب الصغيرة منهم حتى إن كنت تعلم في داخلك أن قدراتك لم تكن جيدة جداً.
ويعتقد البعض أن هذه الفكرة صائبة لا تخطيء أبداً. لدرجة تجعل البعض يعتمدون كلياً على خيار واحد يجعلهم في المقدمة خلال وقت وجيز؛ لأنه ليس هناك من ينافسهم في حلبة السياق، وفي النهاية كما قال المثل الشهير: ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع. يأتي شخص آخر يتفوق في الإمكانيات ويأخذ كل ما حققه اللاعب من مكاسب، كي يعود لنقطة الصفر بعد أن خسر كل شيء. في الواقع، عندما نستخدم سجل الاستثمارات الناجحة الماضية ليكون مرشدنا الوحيد لتحقيق أرباح من خلال المضاربة بدلاً من النظر في مدى جودة الاستثمار، فإننا نقوم بالمخاطرة نفسها. فعندما تتبع ألناجحين تنجح ويصبح لديك المزيد من الثقة لتكرار ما فعلته في الماضي فتربح، وكذلك يفعل أصدقاؤك الذين يتبعونك. فعندما يكون لديك المزيد من الثقة ‘تكرر ما فعلته أكثر حتى تخسر كل شيء.
إليك هذه الفكرة...
التاجر الجيد هو من يقيم الأمور وفقاً لجوهرها الحقيقي، بالإضافة إلى تقييم جميع المتغيرات في كل موقف، إما التاجر الفاشل فهو يقلد التجار الناجحين دون أن يعلم السبب أما التاجر الفاشل جداً فهو من يقلد التجار الفشلة. فلا تقلد أحداً.