مراحل الحب وكيف تطورات علاقات الحب؟
مراحل الحب بسيطة للغاية تبدأ بلحظة لقائك بشريك حياتك، وتمتد إلى اختياركما لمواصلة الحياة مع بعضكما البعض ككيان واحد. يمكننا القول إنها خمس مراحل هي: الإتصال، الاكتشاف، التقييم، الألفة، الالتزام.
المرحلة الأولى: الإتصال بينك وبين حبيبك
يحدث الاتصال عندما تتدفق الطاقة بين شخصين دون تحفظ. ويبدأ الاتصال الرومانسي عادة بشرارة تنطلق بين شخصين، فيحدث بينهما تجاذب کیمیائی عجيب يشبه في قوته قوة المغناطيس.
أحيانًا يشعر الشخصان بانهما تقابلا حتما في مكان ما وأنهما يعرفان بعضهما البعض، وأحيانا يشعر كل منهما بالراحة تجاه الآخر. وعلى الرغم من ضآلة الشرارة في البداية، إلا أنها ستكون فيما بعد الشعلة التي ستضيء الطريق إلى مملكة الحب.
الكثيرون يتطرق إلى ذهنهم فكرة الانجذاب الحسي حينما يحاولون تعریف كلمة الاتصال، وهذا أمر ممكن نظرًا لما قد يحدث من تفاعل کیمائی قوی بین أي شخصين. على سبيل المثال، عندما نرى شخصا نشعر بالانجذاب إليه، تخفق قلوبنا بشدة، وترتعد أجسادنا، ويبدأ خيالنا في الجموح، ونشعر بأننا مشدودين بقوة لهذا الكائن الساحر الذي يقف أمامنا.
وقد يحدث هذا الإتصال على عدة مستويات تتداخل مع بعضها البعض احيانا. قد يحدث هذا الاتصال "ذهنية" عندما ينسجم عقلان سويا، وقد يحدث "عاطفية"، عندما يشعر شخصان بأنهما متوافقان، أو قد يحدث "روحيا" عندما تكون روحاهما على نفس الوجة والتردد.
لكل شخصين مرتبطين قصة عن اتصالهم الأول. باری مثلا أدرك أنه حتما يتزوج کامیل من أول لحظة وقعت فيها عيناه عليها، دون سابق میعاد. راشیل وتوم (كلاهما من المعجبين بحلقات المسلسل الأمریکی ستارتريك) صرحا أنها شعرا بانسجام عقلی عجیب عندما تقابلا لأول مرة لدى صديق. أما إريك وستيفاني، فقد أمضيا وقتهما كله في الضحك حين تقابلا في إحدى الحفلات. الملحوظة العامة التي نستطيع إطلاقها على مواقف الاتصال في أنك تعرف متى يحدث الاتصال.
لكن حذار: الاتصال القوى بين شخصين قد لا يعني أنهما بالضرورة يحبان بعضهما البعض، أو أن القدر جمع بين مصيريها قبل أن يلتقيا، الاتصال مو الخطوة الأولى التي تجمع بين أي شخصين يريدان الارتباط ببعضهما البعض. يمكنك أن تتصل بكثير من الأشخاص طوال حياتك، لكنك لن تستطيع أن تعرف شريك حياتك سوى باستكمال باقي الخطوات.
المرحلة الثانية: اكتشاف الحب
مرحلة الاكتشاف هي مرحلة "التعارف" التي عادة ما تكون مصحوبة بقضاء ساعات طوال في الحديث عبر الهاتف ليلا، أو التنزه في نزهات طويلة للحديث عن ذكريات الطفولة، أو تناول عشاء رومانسي للبوح بالأسرار والأحلام.
كلا الطرفين يقوم بسرد تاريخ حياته للآخر. ومع كل معلومة جديدة ، يقع حاجز من الحواجز، ويبدأ الطرفان في الاقتراب أكثر فأكثر من أعماقهما.
ومرحلة الاكتشاف هذه مرحلة بالغة الأهمية، لأنك تكتشف فيها المعلومات التي تلزمك لتقييم ما إذا كان هذا الشخص يناسبك بالفعل أم لا. إذا تعجلت هذه المرحلة أو تجاهلتها، كما كان الحال مع دونا وديفيد، فقد ينتهي بك الحال مع شخص لاتعرفه أو لا يناسبك.
لا تنخدع بنظارتك الوردية
أولى لمسات الرومانسية تتحقق في هذه المرحلة، لكن، مع كل ما سیستمعه من الطرف الآخر عن حياته، ومع كل السعادة الغامرة التي ستشعر بها وأنت تبوح بأدق أفكارك له، هل ستتذكر ضرورة أن تبقى متيقظة وألا تنجرف وراء مشاعرك، على الرغم من أنك ستفضل وضع نظارتك الوردية في مكانها دون أن تنزعها کی لاتفسد على نفسك سعادتها، وبهجتها، لكن خرى بك أن تنظر من تحتها من حين لآخر، کی لاتغيب الحقيقة عن عينيك.
تحدث واذكر الحقائق و حسب
استخدم هذه المرحلة كفرصة لاستكشاف شريك المستقبل من الداخل ومن الخارج. وجه إليه أسئلة، وأنصت باهتمام لإجاباته عنها. من السهل أن تسمع ماترید، وتتجاهل مايخبرك به أي شخص عن نفسه. انتبه لما يقوله الطرف الآخر عن نفسه، وكما قالت أوبرا وينفري عام 1996 في كلمتها أثناء حفل تخريج دفعة كلية ويليزلي: "عندما يخبرك الناس عن حقيقتهم، صدقهم من أول مرة".
اسأل عن الأمور الأساسية. أين تقيم شريكة حياتك؟ ماذا تعمل؟ كيف تستمتع بوقتها؟ هل لديها حيوانات أليفة؟ الإجابة عن هذه التساؤلات ستلقی بكثير من الضوء على أسلوبها في الحياة وعاداتها. اسأليه عما يحبه. هل يحب الموسيقى؟ وأي نوع منها؟ ماهو الطعام الفضل لديه؟ ماهي الأفلام التي يحب مشاهدتها؟ هل يحب السفر؟
اسأل عن ماضيها؟ أين تربت؟ ماهي المدرسة التي تعلمت فيها؟ كيف كانت طفولتها؟ لماذا اختارت مهنتها التي تعمل بها الآن؟ هل لديها أشقاء أو شقيقات؟ كل ذلك سيُساعدك على أن ترسم صورة كاملة عنها وتعرف كيف أصبحت بشخصيتها تلك.
راقبي كيف يتعامل مع الناس، خاصة النادل في المطعم، وسائق الأجرة، وقاطع التذاكر في السينما مثلا.
راقبيه كيف يتصرف مع أصدقائه، كل هذه المعاملات ستعطيك مفاتيح هامة تقودك للتعرف على أنماطه السلوكية وطبيعته الحقيقية.
راقب ردود أفعالها معك. هل هي معطاءة؟ هل تعرض عليك تذوق طعامها؟ هل تقاطعك أثناء حديثك؟ هل تقول لك "شكرًا" من قلبها؟ هل تتصل بك عندما تقول إنها ستفعل ذلك؟ ملاحظتك لهذه التفاصيل الدقيقة ستجعلك تتنبا بردود أفعالها إزاء أية أمور كبرى تطرأ على حياتكما في المستقبل.
اسأليه عن آماله وأحلامه، ماذا يريد أن يحقق لذاته؟ ما هی أهدافه؟ ماهی الأمور التي تشغل حيزا كبيرًا من اهتمامه؟
هذه التساؤلات ستجعلك تتحركين من السطح إلى القاع کی تبحثي عن ذاته الحقيقية.
إذن في الوقت الذي تعملين فيه على اكتشاف شريك المستقبل، سيسعی شريكك هو الآخر لاكتشافك. لكن حذار من أن يقودك حرصك على أن تظهری بمظهر طيب أمامه إلى أن يراك هو على غير صورتك الحقيقية.
اصطناعك الواجهة سيحول دون إقامة جسر من التواصل الحقيقي بينكما، هذا هو مايبدو من تعبير "واجهة"، ولن تستفيدا شيئا سوى ضياع وقتكما في خداع وتضليل.
الهدف من مهمتك الاستكشافية في المقام الأول هو جمع المعلومات عن شركة المستقبل، حتى تتمكن فيما بعد من أن تحدد هل هي تناسبك حقا أم لا، والعكس. انتهز هذه الفرصة لجمع أكبر قدر من المعلومات، فقد لاتتاح لك فرصة أخری کی تتعرف على شريكة حياتك بهذا القدر في المستقبل.
المرحلة الثالثة: تقييم حبيبك المحتمل
لنفترض أنك وشريكك عبرتها بسلام ونجاح مرحلة الاستكشاف، وقررتما المضي قدما. هنا تأتي مرحلة التقييم، أو مرحلة تحديد المصير. الآن، تتوفر الديك المعلومات التي تحتاج إليها کی حدد ما إذا كان الطرف الآخر هو الشخص المناسب لك أم لا، في هذه الرحلة، سوف تقارن بين إيجابيات.
قد يبدو لك ذلك مبالغة في التحليل والتعقيد، بل والقسوة أيضًا، لكن إذا كنت ترغب في تكوين رباط قوي لاتنفصم عراه، فلابد أن تسمع لنداء العقل وسط مشاعر الرومانسية المتلاطمة. من السهل أن تحكم على شريك حياتك وأنت متيم به، لأن أي شيء يفعله ستراه جميلا ورائعة. لكن حذار، لابد أن تنظر إلى المستقبل وترى كيف سيكون شكل العلاقة عندما ينثر حماسك وتنخرط في دوامة الحياة اليومية
أهم شيء في اختيارك لشريك المستقبل على أساس من الحب هو أن يتم ذلك بالمعايير الصحيحة. طوال سنين عديدة مضت، رأيت أناسا يختارون شرکاءهم بناء على معايير قابلة للتحول والتبدل، كالمظهر، والمال، والوظيفة والجاذبية، وماتكاد إحدى تلك المعايير تختفي، حتى تنهار العلاقة كلية.
لو قامت العلاقة على أساس نشاطات مشتركة بينكما، فماذا ستفعلان إذا جاء وقت توقفتما فيه عن تلك الأنشطة الطرفان اللذان يجمع بينهما حب التزلج مثلا، لابد وأن يدركا بأن الثلج يذوب في وقت الربيع.
الطرفان اللذان يجمع بينهما وسامة الشكل وجمال المحيى لابد وأن يدرکا بان ذلك عرضة للزوال إما بتأثیر الزمن أو الإصابة نتيجة لحادث. الطرفان اللذان يجمع بينهما ارتباط مالی لابد وأن يدركا أن السوق قد ينهار في أية لحظة. تقييمك لشريكك على أسس قابلة للزوال والتحول سيكون أمرا جد خطير.
المرحلة الرابعة: الألفةبينك وبين حبيبك
إذا أدى تقييمك للعلاقة إلى موافقتك عليها وعزمك على مواصلتها، إذن ستكون أنت وشريكك مستعدين للانتقال للمرحلة الرابعة وهي الألفة.
في هذه المرحلة، ستبدأ علاقتكما في الدخول إلى مستويات أعمق استعدادا لتكوين مفهوم "نحن".
والألفة لاتأتی سوی بتوطيد الاتصال الذي تم في البداية بينكما. ثم إن الألفة تعني في جوهرها إلى أي مدى يسمح أحد الطرفين للآخر بالاقتراب من ذاته ، وإلى أي مدى يكون متاحة له على المستويين الشخصي والعاطفي.
فالألفة تعنی أن تسمح لنفسك بان تكون ضعيفا، وفي نفس الوقت أن تجعل محبوبك يشعر بالأمان وهو يفصح عما بداخل نفسه.
إنها أحلى وأجمل أنواع الارتباط: هی قدرة طرف على إكمال عبارات الطرف الآخر، واستجلاء مايدور بذهنه دون أن ينطق به، وفهم سرائر نفسه فهما عميقا، والتفكير معه على نفس الوجة.
المرحلة الخامسة: الإلتزام تجاه من تحب
الالتزام هو التحول من مجرد القول: "إنني أعتقد أنني أريد هذه العلاقة" إلى: "إنني أعرف أنني أريد هذه العلاقة". إنه نفس معنى اللحظة التي يتبدل فيها الشك باليقين، والتردد بالتصرف، وكلمة "ربما" ب "نعم" ولن يظهر الالتزام سوی عندما تكون قد مررت بالفعل بعملية التقييم بقدر كاف يجعلك تشعر باختيارك وتدعمه بالاقتناع الداخلي.
لكن الالتزام لا يلغي الخوف أو الشك. إنه يعني أن جزءًا كبيرًا منك يعتقد، بل ويؤمن أن ماتفعله صحيح مائة بالمائة، بينما يؤمن الجزء الآخر بأنك قد لاتكون مصيبا في اختيارك، لكنه على استعداد لتحمل المخاطرة. الالتزام یعنی أن تضع بيضك كله في سلة واحدة وتمضي في طريقك دون خوف.