لم يكن "فرانكلين" من مشجعي الملابس الفاخرة. لقد آمن بالالتزام بالمبادئ كما وضح ذلك في كتابه، "كم من شخص، في سبيل ارتداء الملابس المبهرجة، يعيش ببطن خاوٍ ويؤدي بأسرته الى الموت جوعا".
كما كانت تقول جدتي دائما: "العديد من الأشياء الصغيرة تكون شيئا كبيرا". وقد اعتادت جدتي أن تخبرني بأن العرافات تستخدم قشر البيض الفارغ كقوارب لتفرق سفن البحارة، لذلك. لا أعتقد أنها ستقوم قريبا بكتابة مجموعة من الكتب الاقتصادية في أي وقت.
إن فكرة أن الأشياء الصغيرة يمكنها أن تضيف بعض التغييرات ليست من الأفكار الحديثة، ولقد كان "بنجامين فرانكلين" بالفعل لمهمته عندما كانت متعلقة بالتحذير من تراكم تكاليف النفقات الصغيرة. "قد تعتقد أن القليل من الشاي أو المشروبات بين الفنية والأخرى أو الطعام الأقل تكلفة والملابس الأقل بهرجة والقليل من أدوات التسلية بين الحين والآخر، لا تمثل أمراً مهماً: لكن تذكر ما يقوله "بور ريتشارد": "العديد من الأشياء الصغيرة تكون شيئا كبيراً ولذلك كن" حذرا من النفقات الصغيرة حيث إن ثقباً صغيراً قد يغرق السفينة بأكملها". كلما فكرت في هذه العبارات التي سمعتها من جدتي. لاحظت أنها تشارك "بنجامين" في عدد كبير من الاهتمامات المشتركة.
لم يكن التاريخ يميل إلى الأشياء الاقتصادية أو رخيصة الثمن خلال نصف القرن الماضي. فهؤلاء الذين نشأوا في زمن الحرب أو في فترة الترشيد لم يحتاجوا إلى إخبارهم بالحاجة الماسة إلى التحكم في المصروفات. أما هؤلاء الذين نشأوا في الفترة التي تليت هذا العهد فقد مالوا إلى التمرد على أفكار الأجيال السابقة ومحاربتها واستبدلوا بالأشياء "الاقتصادية" الأشياء "الرخيصة" واستمتعوا بالتحرر من القيود المفروضة على الإنفاق، لكن مع هذه الحرية قد خسروا القدرة على إدراك تكلفة الأشياء الصغيرة. يعد اختبار "سعر جالون اللبن" واحداً من الطرق الشهيرة لاختبار مدى التفكك الموجود بين الشخصيات الشهيرة، لكن لا يجب أن تكون نجما في موسيقى الروك لكي تخفق في الاختبار. فمعظمنا لا يهتم بما يتفقه على الأشياء الصغيرة.
يوجد جدال كبير على أن النفقات الصغيرة هي التي تضر بالفعل بالشركات الصغيرة. وذلك؛ لأن هذه النفقات الصغيرة تميل إلى أن تمر دون أن يلاحظها أحد. بينما يتم فحص ودراسة النفقات الكبيرة وتقييمها. متى كانت المرة الأخيرة التي قمت فيها بحساب ما أنقتته خلال الأسبوع على أساليب الترفيه والنفقات اليومية الصغيرة؟ هل تعلم بالضبط تكاليف البنزين الذي تستخدمه أثناء ذهابك للعمل؟ أراهن أنك لن تستطيع الإجابة عن هذا السؤال. حسنا، ماذا عن التكلفة الأسبوعية التي تنفقها على مشروبات مثل الكابتشينو ومكعبات الشكولاتة والفطائر؟ وماذا عن المصروفات النقدية الصغيرة خاصة المصروفات الصغيرة جدا؟ وماذا عن تكلفة الشاي والقهوة واللين الذي تتناوله في المكتب (أترى، لقد أخبرتك بأنه لا يجب أن يمر بهذا الاختبار نجوم موسيقى الروك فقط)؟ ماذا عما تنفقه على حبر آلة الطباعة؟ وما تنفقه على أوراق آلة النسخ؟ أضف كل هذا وستحصل على كومة كبيرة أو اثنتين، إنني أضمن لك هذا. يجب عليك بالفعل أن تحكم قبضتك على هذه الأشياء بل يجب أن تقوم بذلك الآن.
إليك هذه الفكرة...
اقض أسبوعا في تسجيل لقائك اليومية، قسم هذه النفقات إلى نفقات خاصة بالتنقل ونفقات طعام إلى آخره، أضف سجلات النفقات الأسبوعية إلى بعضها البعض لترى ما نفقته سنويا على كل صنف، أضف الضرائب بنسبة ملائمة، وانظر ما مقدار الربح الذي يجب عليك تحقيقه لتسدد هذه النفقات... ثم انظر بعد ذلك إلى ما يمكنك ادخاره عند اختيار الحصول على بدائل أرخص.