إن السمنة لا تمثل خطراً فحسب على صحة القلب والشرايين والمفاصل وغير ذلك من الأعضاء، وإنما تمثل خطراً كذلك على الصحة الجنسية والإنجابية، إذ تؤدي إلى مشكلتين وهما: ضعف الرغبة الجنسية، وضعف الخصوبة (القدرة على الإنجاب).
ولقد اهتم الباحثون على مدى سنين طويلة بدراسة تأثيرات السمنة على الناحية الجنسية، ووجد أن هذه التأثيرات السلبية للسمنة على الصحة الجنسية ترجع أساساً إلى حدوث خلل بالتوازن الطبيعي بين الهرمون الذكري (المعروف باسم تستوستيرون) والهرمون الأنثوي (المعروف باسم أستروجين) والذي يوجد بجسم الرجل بنسبة بسيطة.
وقد وجد أن زيادة الهرمون الأنثوي بجسم الرجل تجعل الكبد غير قادر على تكوين البروتينات التي تحدد مع الهرمون الذكري (وهي الجلوبيولينات-globulins ) ونتيجة وجود قصور بهذه الخطوة يزيد فقد الهرمون الذكري من جسم الرجل.
ويكون من المتوقع مع زيادة مستوى الهرمون الأنثوي في هذه الحالة ظهور بعض ملامح الجنس الآخر على الرجل البدين من حيث الشكل والمظهر لكن ذلك لا يحدث لأسباب غير واضحة.
ومن المعروف أن الهرمون الذكري – تستوستيرون – هو المسئول عن توافر الرغبة الجنسية والميل الفطري للجنس الآخر، وهو ضروري لعملية تكوين الحيوانات المنوية. ولذا فإن نقص مستوى هذه الهرمون يضعف الرغبة الجنسية ويقلل من درجة الخصوبة. ولكن إلى أي مدى بعيد تنتشر هذه المشكلة بين أصحاب الأجسام البدينة؟
نقص الهرمون الذكري:
وليس بالطبع كل رجل بدين لديه نقص بمستوى هرمون الذكورة.
في إحدى الدراسات التي أجريت على عدد كبير من البدناء، وجود أن نقص حوالي 20% منهم فقط ممن يتميزون بالسمنة المفرطة يعاني من وجود نقص بمستوى الهرمون الذكري.
ويمكن في هذه الحالات تعويض ذلك بإعطاء الهرمون الذكري المستحضر من خلال نظام علاجي محدد.
بالإضافة إلى العامل السابق وراء ضعف الرغبة الجنسية وضعف الخصوبة، فإن السمنة يمكن أن تؤدي من ناحية أخرى إلى ضعف جنسي قد يؤثر على المعاشرة الجنسية و الإنجاب إذا كانت مصحوبة بمرض السكر أو بارتفاع ضغط الدم ..
ففي حالات مرض السكر غير المنضبط قد يعاني المريض من ضعف الانتساب بدرجات متفاوتة وذلك بسبب مضاعفات السكر المرتفع على الأعصاب المختصة بالانتصاب. وقد تتسبب أيضاً مضاعفات مرض السكر في حدوث ارتجاع للسائل المنوي إلى المثانة البولية .. ويخرج بعد ذلك مع البول. ومن الواضح أن هذه المشكلة تعد سبباً قوياً للعقم.
أما في حالات ضغط الدم المرتفع فإن المريض قد يتعرض أيضاً لمشكلة ضعف الانتصاب ليس بسبب مرض الضغط المرتفع نفسه، وإنما بسبب تأثير العقاقير كأحد الأعراض الجانبية.
وبناء على ذلك يمكننا أن نعتبر أن التخلص من الوزن الزائد يعد بمثابة دواء منشط للرغبة الجنسية ومساعد على زيادة درجة الخصوبة.