محتويات

 

لماذا تفشل في إيحاد شريك حياة مثالي؟

حددت شيري كارتر سكوت مجموعة من أسباب صعوبة العثور أو الفشل في إيجاد علاقة عاطفية ناجحة وشريك حياة مثالي، في عدة عوامل، كانت كما يلي :

  1. المعتقدات غير الواعية عن الحياة العاطفية
  2. التردد الداخلي من الإرتباط العاطفي
  3. الخوف من الجرح العاطفي
  4. الخوف من فقدان هذا الحب بعد إيجاده
  5. وضع مقاييس محدده لشريك الحياة
  6. وضع معايير صعبة التحقيق
  7. التجارب العاطفية السيئة السابقة

 

1- المعتقدات غير الواعية عن العلاقات

لهذه المعتقدات قوة عارمة، فهناك مقولة نفسية نقول: "إذا اعتقدت أنك تستطيع، أو اعتقدت أنك لاتستطيع، أيا كان اعتقادك، فأنت على حق" تصف هذه العبارة ماهو معروف "بالتنبؤ بقدرات الذات".

أي أنك تتوجه إلى موقف ما بافتراضات ومعتقدات معينة بحيث إن ماتعتقد صحته فهو صحيح.

بالمثل إذا خضت رحلة البحث عن الحب معتقدا بأنه غير متوافر لك أو أنه يمكنك الدخول في مثل هذه العلاقة فسيكون هذا هو ماستجد، اقض بعض الوقت في فحص واختبار معتقداتك لترى إذا ماکنت تتماشى مع النتائج التي ترجوها. يمكنك تضييع وقت طويل في إتمام عمل ما وأنت لاتؤمن بمقدرتك على تنفيذه في المقام الأول.

2- التردد الداخلي من الإرتباط

إذا كان العديد والعديد من الناس يريدون العثور على الحب؛ إذا لما كل هذا التباين بين مايقولون بشأن مایریدون وبين واقعهم؟

بالنسبة للعديد منهم، هناك عراقيل خفية تعوق الحصول على الحب وهي ما أطلق عليه متزامنة "نعم الخارجية، لا الداخلية". فحالما يكون هناك فجوة بين ماتقول أنك تريد وبين ماهو قائم، يكون هناك شيء غير واعي وقوی داخلك يجيب ب"لا" لإرادتك بأن تدخل في هذا النوع من الشراكة

تكمن هذه العوائق الخفية داخل العقل الباطن، حيث تمنع ظهور الحب الذي نقول إننا نتوق إليه، فعندما تشعر بأنك تعرقلت في عملية جذب حب حقیقی مع الحفاظ عليه ، فمن الجدير أن تتوقف لبرهة وتبحث في خبايا قلبك وعقلك وروحك عن أية معتقدات أو مخاوف أو هموم أو شكوك قد تكون هی مایعوق الحب من التدفق داخل جسدك.

إن هذه العراقيل لا تحدد قدرك. ولا تملى عليك النجاح أو الفشل في لعبة الحب. بل تعوقك، وحسب عن التغلب عليها بحيث تتمكن من تحويل رغبتك في هذا الحب إلى حقيقة.

3- الخوف من الجرح

كان العائق غير الواعي لتريكس هو الخوف من جرح مشاعرها. فقد عاشت سنوات عصيبة تعاني من سوء المعاملة من زوجها، وأخيرا استجمعت قواها وشجاعتها ووضعت حدا لهذا الزواج. وبعد قضاء عام کفترة نقاهة من معانتها؟ بدأت في خوض الحياة مرة أخرى.

وبعدما بدأت تریکس في إدراك شريكها المستقبلي. تجاذبنا أطراف الحديث، وتوجهت لها بسؤال إذا ما كان هذا هو من تبحث عنه. في البداية لم تنبس بكلمة. وكان جليا بالنسبة لها أنها تريد أن تخوض في علاقة صحيحة غير تلك التي عاشتها.

تعمقت في سؤالى وقلت: "هل لديك أية أفكار أو تصورات أو مخاوف من شأنها أن تعرقلك عن غير وعي منك؟".

وبمجرد أن نظرت إلى عينای، انفجرت الدموع تسيل على خدها. وهست قائلة: "نعم" إنني أخشى أن أمر بنفس الجرح مرة أخرى. أنا لا أريد أن أعيش مرة أخرى في ذلك الرعب والخوف".

علقت على ماقالت: "ربما يكون بداخلك صوت يقول "نعم" وفي الوقت نفسه صوت آخر يقول "لا". وقد ترسلين هذه الرسالة إلى من تقابلين وكانك تطلبين الاقتراب ولكن ليس لدرجة كبيرة وفي نفس الوقت تطلبين الابتعاد ولكن أيضا ليس بدرجة كبيرة.

وبمجرد أن تخلصت تریکس من هذا الخوف الذي يعوقها، كانت قادرة على الاقتراب من الاعتقاد بان الحب ليس بالضرورة يؤدي إلى الآلام، وعندما اعترفت بمخاوفها وأقرتها انتهت؛ حيث إن الخوف يظهر عندما تسلط الأضواء عليه. وسرعان ماقابلت الشخص المناسب الذي غمرها بحب أبدي لايموت ، وعاشت حياة سعيدة هادئة البال.

وبالنسبة للعديد من الناس، يمنعهم الخوف من الجرح من العثور على الحب الذي ينشدونه. قد يريدون الحب، ولكن مایریدون حقا هو الحب المضمون. اسأل نفسك: هل أنشد علاقة سليمة أم ضمانا لعواطفی؟

4- الخوف من ضياع الحب

كان ينتاب جورج خوف من أنه إذا عثر على الحب، قد لا يتمكن من الحفاظ عليه، وعندما تقابلت معه، كان لجورج ماض أليم، فلم تكن علاقاته قوية بدرجة كافية، فقد كان يعمل طيارا ويعرف جيدا كيف يقود الطائرات أما مع علاقاته النسائية فقد كان الأمر مختلفا تماما. وقد تقدم لخطبة جانيس فقال :

"لا أعتقد أنني لدي ما أقدمه لك، فإنني أقضي وقتي في السفر والترحال وعندما أعود إلى المنزل إما أقضى وقتی نائما أو في التدريب على الطيران أو الصيد.

ليس لدي مساحة لإقامة علاقة"، وسألته عما كان يريد قال إنه يريد الحب ويريد أن تكون له شريكة وصديقة ورفيقة تصحبه في مشوار حياته ولكن ليس كل مايتمناه المرء يدرکه.

سألته إذا ما كان هناك شيء يخشاه. أجاب قائلا: "بالنظر إلى كل حالات الطلاق ، أرى أن فرص النجاح في الحياة الزوجية ضئيلة جداً. فأنا أعرف أناسا يتمتعون بلباقة وطلاقة ولكن انتهت زيجاتهم بالطلاق ، وأنا لا أطيق المرور بهذه التجربة".

سألت جورج إذا ما كان بإمكانه التحدث بصدق عن مخاوفه مع من يحب، أعتقد أن ذلك ممكنا، فبادرت بالقول: "إذا كنت تستطيع التحدث عن همومك ومخاوفك إلى من تحب وتسأله العونة والمساندة، أعتقد أن هذا سيتيح لك فرصة نجاح. والآن هيا أرني كيف ستتصرف".

5- وضع معايير صعبة التحقيق

إن توقع أمور غير واقعية من شريك هو عائق آخر يحتمل بزوغه من الخوف. إذاً وضعت معايير صعبة التحقيق، لن يتاتى لك أن تخشی تجربة جرح مشاعرك، لأنك لن تجد أبدا هذا الشريك، هذا هو ما واجهت به روجر فی حواري معه.

عندما بدأ روجر في وصف فتاته التي يرغب في الزواج منها لاحظت أنه يريد امرأة ذات صفات صعبة التوافر في شخص واحد مهما كان هذا الشخص ، فهو يريد امرأة ذات قوام "مياس" وقوة "زينا" الخارقة وسحر الأميرة ديانا" وجمالها، ويريدها أن تكون في ذكاء "باربارا والترز"، ويجب أن تكون مصدرًا للسعادة والمرح وتوافقني الآراء ومحبة للتحدث إلى رمشارکتی همومي.

فسألته بلباقة هل ترى نفسك مثل جيمس بوند. فضحك وأجاب: "كلا".

وبادرته بالسؤال : إذن لماذا تبحث عن امرأة كاملة الأوصاف، أجاب على ذلك بالقول: "نعم"، يبدو هذا مستحيلا، أليس كذلك؟

فبدأت أشرح لروجر أنه كان هناك فارق بين تخيل رفيقتك المثالية وبين تخيل شخص خارق للطبيعة. وبرفع مستوى توقعاته من ذلك الشريك، كان يمنع نفسه من الدخول في علاقة حقيقية، حيث إنه ليس هناك من قد تتناسب صفاتها مع المعايير التي وضعها هل تتسم معاییرك بالواقعية؟

إذا كان وصفك لشريك حياتك يشبه رجل خارق أكثر من كونه بشر، قد تحتاج إلى تقييم الموقف لتعرف إذا ماکنت تضع مواصفات خارقة للعادة، حيث يتاكد لك الأمر، أي أنك لن تجد من يناسبك.

6- وضع مقاييس محدودة لشريك الحياة

هل تتصف المقاييس التي تضعها لاختيار شريكك بالضيق والمحدودية؟ إذا وجدت أنها توافق كل من تقابل، فهي كذلك، أي محدودة. اسال ذاتك ما الفائدة التي عادت عليك من عدم السماح لذاتك بالخروج على محدودیتها، قد تنتابك الدهشة من اكتشاف أن الأمر قد يكون عدم وجود الإرادة مما يمنعك من العثور على الحب.

كم هو سهل أن تلقي باللوم على الظروف المحيطة بك أو القدر حال عدم قدرتك على الدخول في علاقة حب. على الرغم من أنه في الغالب الأعم يكون سبب الأحلام صعبة المنال نابعا من داخلنا. كل ماعليك عمله هو التوغل داخل ذاتك والاستفسار منها عن مدى رغبتها في العثور فعلا على شريك العمر.

تخيل أنك كنت تريد العثور على وظيفة جديدة، وفي أثناء لعب التنس مع صديقك، ذكر لك أن هناك شخصا يبحث عن من يعمل معه وانطبقت شروطه عليك، هاهی، فقد حصلت على الوظيفة من خلال النية وحسب.

والآن دعنا نفترض أن العثور على وظيفة يعد أمرًا أكثر تحديًا، ولكن مازالت بحاجة إلى النية ممتزجة بالمجهود، فقد تبدأ بإخبار الناس أنك تبحث عن وظيفة، ثم تبدأ في البحث عن وظيفة في الإعلانات وترسل سيرتك الذاتية لبعض الشركات. فإذا تسنى لك العثور على الوظيفة عن طريق ذلك، فقد حصلت عليها من خلال النية والجهد.

دعنا، تلك المرة، نفترض مرور بعض الوقت دون ظهور تلك الوظيفة. وقتئذ سوف تستمر في إظهار نيتك مع ذلك المجهود ولكن ستكون بحاجة أيضا إلى القيام بكل مايتطلبه الأمر".

ويتم ذلك عندما تتخطى كل الحواجز والقيود لتحقيق النتائج التي تصبو إلى تحقيقها. قد تحاول اكتساب خبرة في مجال جديد أو البحث عن مدرب ليرشدك في هذا الطريق أو قد تتصل بشركات التوظيف أو أولئك الذين يعملون على ترشيح بعض الأشخاص لبعض الوظائف بصفة غير رسمية، بكلمات أخرى، تقوم بإزالة كل مایعوق تحقيق أهدافك.

حال العثور على وظيفة من خلال هذه الإجراءات (حيث يتم ذلك في أغلب الأحيان، إذا لم يكن هناك عائق داخلی خفی یعترض مسيرتك)، عندئذ فقد حصلت عليها من خلال النية والجهد بالإضافة إلى كل ما يتطلبه الأمر، هذا هو نفس مايحدث عند البحث عن علاقة حقيقية.

7- المحاولات السابقة الخاطئة

في بعض الأحيان، يكون هناك نوع من المحاولة والخطأ، وفيما سبق قد لايصيب الهدف من المرة الأولى، وإذا كررت هذه العملية عدة مرات دون نجاح، فمن المفيد أن ترجع إلى الخلف لتعيد فحص إذا ما كانت هناك عوائق خفية تعترض طريقك.

وإنني أؤمن بحق - من واقع ماتعلمته من خبراتی وتجاربی - أنه ليس هناك مستحيل عند وضع هدف حقیقی واقعی مع بذل الجهد المناسب للوصول إليه. إذا قمت حقا بإظهار نيتك والتعبير عنها مع بذل الجهد الكافي دون العثور على ما تريد، فمن المحتمل أن يكون العائق نابع من داخلك لا من ظروف المحيطة. تراجع وتفحص وراجع وقيم وتحرى أينما كان ذلك ضروریا، وأخيرا سوف تجد الحب الذي تبحث عنه.

يتطلب الحب عقد النية، وتوفير الوقت والتحلي بالصبر، وبعض الأحيان جهدا حقيقيا. الأساس هو أن تثق بعملية الحب والإيمان بأن الحب الذي تريده وتستحقه سوف ينهال عليك كما ينبغی.

فعند الوصول إلى الخيار الواعي الذي يؤكد أن الاتحاد والشراكة هما ماترید، وعندما تتبع الخطوات اللازمة، فكفتك هي الراجحة. وستكون النتيجة هي الشراكة الحقيقية مع من تحب فعلا، وعندئذ تكون قد بدأت بالفعل في مشروع بناء علاقة حقيقية.