في الفصل الثامن من كتاب The Richest Man in the Babylon نتقابل مرة ثانية مع "داباسير" تاجر الجمال. إنه يتحدث إلى "تركاد" الذي يدين له ولغيره بالأموال، ولم يتناول الطعام منذ أيام. يسأل "داباسير" هل تعتقد أن العالم بأسره قد يبدو للإنسان بلون مغاير لما هو عليه حقا؟
من "تركاد" كان "داباسير" في يوم من الأيام لديه العديد من الإعذار التي تتعلق بعدم قدرته على تسديد ديونه، لقد رأى أيضا "العالم من خلال حجر ملون ولم يدرك مدى الانحطاط الذي سقط فيه" قبل أن يكون تاجر جمال ناجا، تهرب "داباسير" من الديون وترك مدينة بابل القديمة باحثا عن الحلول السهلة وفي نهاية الأمر تم بيعه في سوق العبيد.
لا توجد أي وصفة للحصول على النجاح أو السعادة. توجد أمثلة على النجاح والفشل في جميع نواحي الحياة. يوجد هؤلاء الأشخاص الذين ولدوا في ثراء وامتيازات، والذين لم يستغلوا أي شيء من هذه الفرصة. ويوجد بعد ذلك من هم على شاكلة "أوبرا وينفيرى" والتي على الرغم من أنها أصبحت من أصحاب المليارات، ويوجد من يشبهون "دبليو مايكل" الذي عانى من حوادث وتجارب رهيبة في الحياة ومع ذلك استمر في حياته. لقد أصيب بحادث بالدراجة البخارية أدى إلى حرق ما يزيد من 65% من جسده وبعد أن تعافى من هذه التجربة المريرة أصيب بحادث سقوط طائرة أصابه بالشلل. يخبرنا "مايكل" قائلاً: إنه لا يهم التجربة التي مررت بها، لكن المهم ما قمت به تجاه هذه التجربة وما استفته منها" إنه يعرف ذلك بالتأكيد.
في كتابه الكلاسيكي The Science of Getting Rich يذكرنا " والا سدى واليس" بخصوص قوة مواقفنا ومعتقداتنا، فيقول: " حيث إن الاعتقاد من الأمور المهمة، فإنه ينبغي عليك أن تصون أفكارك، وحيث إن معتقداتك ستتشكل إلى حد كبير وفقا للأشياء التي تلاحظها وتفكر فيها، لابد أن تتحكم بحرص في الأشياء التي تجذب انتباهك. إذا أردت أن تكون ثريا، فلا تقم بدراسة الفقر. لا يتحول الشيء إلى واقع من خلال التفكير في مضادة".
ستصبح أي معتقدات بداخلك عما هو ممكن بمثابة السجان لأفكارك، كما أنها لابد أن تؤثر على الطريقة التي تنظر بها إلى العالم. إذا تركت لها الحرية في ذلك. إن تغيير حياتك إلى الأفضل يتعلق بموقفك وعزيمتك أكثر مما يتعلق بالموهبة والقدرة والحظ، كما أنها تبدأ من خلال إيمانك بأن التغيير شيء ممكن الحصول عليه.
يروى "داباسير" لـ "تركاد" قصته وكيف أنه غير من حياته، ثم يقول: " اغرورقت عيناي بالدموع لما وصل إليه حالي، كأنني أشعر بحماس وقلت في نفسي: " لقد أرتني الدموع رؤية، وكأنني أشعر الآن بروح رجل حر تنطلق من داخلي".
اكتب في ورقة عبارة: "يتصف الأثرياء بـ..." وأضف مكان النقاط أول أمر يطرأ على رأسك. اقرأ الجملة بصوت عال واستمر في إضافة الكلمات أو العبارات التي تجول بفكرك. كرر نفس الأمر في ورقة ثانية، لكن اكتب فيها: "يتصف الفقراء بـ..." لا بد أم يمحو هذا التمرين بعضاً من أفكارك عن الثروة. هل يساعدك هذا على بناء الثروة؟