إقرأ في المقال

 

دعنا نقول أنك قد اخترت بالفعل أن تدخل في علاقة شراكة حقيقية، وتعرف من داخلك أنك على استعداد لتقبل كل ما سيقدمه لك هذا الإتحاد سواء كان ذلك بالإيجاب أو السلب، وأنك مستعد للتحرك قدمًا، والآن ما المتبقي أمامنا؟ الإجابة المنطقية هي الاختيار وبدء التنفيذ. ولكن كيف؟

الخطوات التالية سوف تمكنك من اتخاذ القرار لاكتساب شريك حقيقي يمضي معك في رحلة عمرك :

  • اعرف ما ترید.
  • کون رؤيتك.
  • أدرك ما قد يعوق مسيرتك.
  • أظهر نيتك.

هل لي أن أضمن لك أنه بتطبيق تلك الخطوات ستجد الحب الذي تحلم به طوال حياتك؟

لا بل يمكنني القول إن معدل النجاح الذي شاهدته نتيجة اتباع تلك الخطوات كان مرتفعة جدًا، ولذا أؤكد لك أن اتباعها سوف يؤدي بك إلى العلاقة التي ترنو إليها.

 الخطوة الأولى : إعرف ما ترید

لن تتمكن من الحصول على ما تريد إذا لم تكن تعرف كنيته. ودون معرفته ، قد لاتحصل على شيء، بل سيتعين عليك وقتها مجرد أن ترضى بما حصلت عليه.

إذا كنت تعرف ما تريد من هذه العلاقة ولكن ليس لديك علم بما يجب أن تكون عليه هذه العلاقة سيتعين عليك أن تتعرف على عدد قليل من الأشخاص حتى تكون قادرا على تقييم ما لا تريد من أجل أن يتضح أمامك ما تفعل بالضبط، وقد لا تكون هذه الطريقة هي أفضل الطرق للبحث عن الحب. وفي الحقيقة تبدو هذه الطريقة متعبة، قد يدخر المرء الوقت إذا عرف ما يرید.

هناك طريقة أفضل وأسرع للعثور على الشريك الذي تريده بدلا من اللجوء إلى أسلوب التعرف على أناس كثيرين بحثا عن الشريك الحقيقي، ويبدا الأمر بتقييم داخلی لنفسك ولما أنت عليه، ثم عليك الإجابة بنعم کی تُريد حقاً.

أولاً معرفة ذاتك:

والخطوة الأولى في هذه العملية هي أن تعرف ذاتك، وأن تعرف من أنت يعني أن تتصل بجوهرك، ويعني أن تفهم مايجعل قلبك يغني ومايجلب له البهجة والسعادة ومايغضبك والمواقف المناسبة لك وتلك غير المناسبة، وإذا كنت سوف تتحمل ما لاتطيقه. إنك على وعي تام بمرشحاتك ومعتقداتك الداخلية وتدرك ماتتوقعه من مثل هذه العلاقات، والمقصود بذلك أيضا أنك تطوع ذاتك مع أسلوب الحياة الذي ترغبه بدلا من اتباع طرق عديدة لاتؤدي إلى شيء.

عندما تكون متوافقًا مع ذاتك، يمكنك معرفة ماستنشده من شراكتك وعلاقتك من أجل أن تشعر بأنها حقيقية بالنسبة لك، وإنه فقط عن طريق معرفة الذات يمكنك الوصول إلى خيار حكيم بشأن الشخص الذي سوف تربط بقية حياتك به، وكلما عرفت ذاتك وفهمتها، كانت فرص نجاح علاقاتك أكبر.

استخدم ذلك كدافع لإجراء نوع من التقييم الدقيق لذاتك؛ فهدفك هو أن تكون صادقا مع ذاتك بحيث يمكنك العثور على المحبوب الذي سيصدقك المشاعر كما ستفعل.

معرفة ما تريد في شريك حياتك:

بمجرد الوصول إلى معرفة من أنت، تأتي الخطوة التالية في العملية، ألا وهي تقييم نوعية الشخص الذي تود الارتباط به، فطلبك لشخص تحبه من العالم دون الإدلاء بمواصفاته يشبه دخولك أحد المطاعم طالبا طعاما وحسب دون تحديده، ففرص تقديم وجبة لا ترغب فيها ستكون مرتفعة، حيث إنه لايوجد شيء يحدد ماتريده بالضبط.

يمكنك الاستمرار في طلب شی، ما رائع لكن تعريف هذا الشيء أمر شخصي. إنك بحاجة لأن تكون محددا وواضحا، فأفصح عن أعبائك لتحصل على ما تريد بالضبط.

هناك عدة عوامل يمكن أخذها في الاعتبار عند وضع رؤيتك. ففي بادئ الأمر، هناك صلة واتصال بينك وبين شريكك المثالى. هل تبحث عن علاقة حميمة كما تريد شیری؟ ما مدى مراعاتك لشعور شريكك، وما مدى مراعاته لشعورك أنت؟ كيف تريد أن تكون هذه العلاقة؟

ثانيا هناك أمور متعلقة باسلوب الحياة يتعين دراستها. 

أين ستعيشان؟ وما الأسلوب الذي سوف تتبعانه في حياتكما؟ مانوع الحياة الاجتماعية التي تود العيش فيها؟ ماهي الأنشطة التي ستشتركا فيها؟ هل ستعتادا السفر والترحال؟

ومن الأهمية بمكان أيضا أن تأخذ في الاعتبار الأمور الخاصة بمسيرة حياتكما. هل تريدان أطفال؟ كم عددهم؟ ومتى؟ وهل تخطط للتقاعد عند سن معينة؟ 

إذا كان الأمر كذلك ماهی خططك المستقبلية؟ وهل تتخيل أن يشترك معك شريكك في ذلك؟

حدد معايير شريك حياتك المناسب:

إن إعداد قائمة بالمعايير التي تضعها لشريك حياتك هو أفضل الطرق لتوضيح ماتريد أن يكون فيه من صفات، فتدوين تلك المعايير يسمح لك بأن تكون على وعي بما تبحث عنه، فلدى العديد من الناس رؤية مشوشة عما يريدون ولكن تدوين ذلك يجعله واضحًا وملموسًا.

وإذا وضعت هذه القائمة من أعماقك ومن ذاتك، ستصبح أكثر استعدادا لتجنب المخاطر التي تجعلك تستمر في علاقتك بشخص ليس هو من يناسبك كشريك حقيقي.

والقائمة المناسبة للمعايير التي تختار على أساسها شريك تتضمن ثلاثة أجزاء يحوى الأول منها المتطلبات الجوهرية التي لايمكن التفاوض بشأنها – أي معاييرك التي تبدأ بعبارة "يجب أن يكون لديه"، وهي الصفات والسلوكيات والقدرات والتوجهات والمعتقدات والهوايات التي تود أن تراها مجسدة في شريك حياتك، والتي لا يمكن أن تعيش بدونها مع شريكك. فعلى سبيل المثال، ترى "كيم" التي تبلغ من العمر الحادية والثلاثين أن روح الدعابة هي من أهم المعايير التي ترى وجوب توافرها في شريك حياتها، فهي تعرف أنه من أجل أن تصبح سعيدة تريد شخصا يعرف كيف يضفي جوا من البهجة والمرح على حياتها.

الجزء الثاني من القائمة هو ذلك الجزء الذي يضم رغباتك التي يمكن التفاوض بشأنها، وهذه هي الصفات غير الجوهرية ولكن تفضل توافرها في شريك حياتك، فعلى سبيل المثال، قد يتمنى الطبيب أن تكون شريكة حياته مثله ولكن ليس ذلك بالضرورة.

ويفصل الجزء الثالث من القائمة الأوجه غير المقبولة والتي لايمكن التفاوض بشأنها، وهي ما أطلق عليه "القائمة المحظورة" وبالنسبة للبعض هی شرب الكحوليات والمسكرات، وبالنسبة للبعض الآخر قد تكون المزاج المتقلب، وبالنسبة لبعض الفتيات اللائي يرغبن في أن يصبحن أمهات مثل بونی قد تضم هذه القائمة الشخص الذي لايحب الأطفال، فهي تعرف أنها لن تسعى للزواج من شخص لا يريد أن يكون أسرة وينجب أطفالا. فلكل شخص - ذكرا كان أو أنثی - حدود لما يتقبل وجوده أو يرفضه أبدا في شريك حياتها أو شريكة حياته.

وسوف تساعدك قائمتك على أن تصبح واضحا بشان ماترید توافره من صفات في شريكك، وسوف تمكنك من إخراج تلك المعايير من حيز التفكير داخل العقل إلى حيز التنفيذ، وعليه يمكنك تحويل الرؤية المشوشة لعبارة "أعتقد أنني أريد" لتصبح رؤية محددة ومركزة توضحها عبارة "إنني أعرف ما اريد".

فانت تصنع معاييرا ومواصفات واضحة "لشريكك " والتي سوف تعفيك من محاولة تكوين هذه العلاقة مع كل من يقابلك. ضع هذه القائمة في حافظة أوراقك أو أي مكان آمن بحيث يمكنك الرجوع إليها عندما يظهر في الأفق شريك محتمل.

وبوضعك قائمة لصفات شريكك المثالي وتكوين تصور له في عقلك، تكون بذلك مستعدا للانتقال إلى الخطوة الثانية: وهي تكوين رؤيتك عن العلاقة التي ترغب فيها.

الخطوة الثانية : كوّن رؤيتك عن شريك حياتك

وكما قمت بتكوين صورة لشريكك المثالي، يتعين عليك أيضا تكوين رؤية بشأن العلاقة المثالية معه بحيث تعرف ما ترنو إليه. وعندئذ تصبح الرؤية التي کونتها هي مقياس التوافق لديك. وستعرف، عندما تقابل شخصا ما يوافقك في طبيعتك ، أنه هو ذلك الشريك.

ولتضع أسس هذه الرؤية، فإنك تريد بادئ ذي بدء أن تعرف ديناميكيات العلاقة التي تبغيها. فعلى سبيل المثال، يعرف "هيل" أنه ينشد ارتباطا من نوع تقليدى وتكوين أسرة؛ لذا فإن "كاثلين" تلك الفتاة التي لا ترغب في الاستقرار - لاتصلح أن تكون هي شريكته التي يصبو إليها، وتبحث "شيري" عن شريك يلعب دور الرفيق والصديق الذي يشاركها أنشطتها الاجتماعية، ومن ناحية أخرى، جویل تريد شخصا يتفهم مايتطلبه منه العمل، بينما يبحث روبرت عن الزوجة التي قد تعينه في أعماله التجارية وتعرف كيف تتعامل مع شركائه وعملائه. ليس هناك نموذج أفضل أو أسوأ من الآخر، فكل منها يعد انعكاسا لرؤية صاحبه.

الخطوة الثالثة : أدرك ما قد يعوق مسيرتك

إنت تعرف الآن من أنت وماترید توافره من صفات في شريكك. وقمت بتكوين رؤية لعلاقتكما المثالية، وقد حان وقت التفكير بشان الجزء الصعب ألا وهو العثور على الأمور والقضايا التي قد تقف عقبة في طريقك والتخلص منها.

إذا كان ردك على ما قلت للتو هو: "الشيء الوحيد الذي يعرقل طریقی هو حقيقة أنني لا أستطيع العثور على الشخص المناسب" ساجيب عليك بطلب واحد، هو أن ترجع إلى القانون الأول الخاص بتأثير معتقداتنا على سلوكياتنا وتوقعاتنا ونتائج ذلك، وأود أيضا أن أقول لك أن مايعرقل طريقك هو إيمانك بانك لن تتمكن من العثور على ماترید.

الخطوة الرابعة : أظهر نيتك تجاه شريك حياتك

يقصد بذلك تحقيق ماكان حلما أو هدفا أو أمنية في الواقع الملموس، وهو أيضا ترکيز نيتك على مقصد محدد واضح ثم العمل على تحقيقه.

وغالبا مايحدث إظهار النية كنتيجة لجذب ماتريد إلى ذاتك. وبالتعبير عن نيتك أمام العالم، تكون بذلك قد دفعت بعجلات الطاقة حتى تحصل على ماتريد بالضبط يتطلب ذلك نوعا من القوة والعزيمة ولكنها ليست قوة سحرية.

فكم من المرات كان كافيا أن تعرب عن نيتك لتصل إلى النتائج، ولكن في أغلب الأحوال ستكون بحاجة إلى الجمع بين النية والجهود الواقعية الملموسة بغية الوصول إلى النتائج المرجوة.

بل سيكون في بعض الأحيان ليس من الكافي أن تمزج نيتك بجهودك، بل ستكون بحاجة إلى استخدام المدفعية الثقيلة، أي "القيام بكل مايتطلبه الأمر".