المحتويات
الذكاء العاطفي وفهم مشاعر الآخرين:
إن الذكاء العاطفي هو قدرتك على إدراك وفهم مشاعرك ومشاعر الآخرين، ومن ثم الاعتماد على ذلك الوعي لإدارة سلوكك وعلاقاتك. فالذكاء العاطفي هو ذلك الشيء المبهم نوعاً ما في كل منا. حيث يؤثر على إدارتنا للسلوكيات واجتيازنا للأمور الاجتماعية المعقدة، وكيفية اتخاذنا للقرارات الشخصية التي تحقق نتائج إيجابية.
ويشير الذكاء العاطفي إلى عنصر أساسي من عناصر السلوك الإنساني يختلف عن قدرتك العقلية. وليست هناك علاقة معروفة ما بين حاصل الذكاء العقلي وحاصل الذكاء العاطفي، فببساطة لا يمكنك توقع حاصل الذكاء العاطفي لشخص ما على أساس نسبة ذكائه. إن الذكاء المعرفي أو حاصل الذكاء ليس أمراً مرناً.
فنسبة ذكائك ثابتة لا تتغير منذ ميلادك، إلا في حالات استثنائية؛ كحادث صادم مثل إصابة بالمخ. وذكاؤك لا يزداد بتعلم حقائق ومعلومات جديدة.
الذكاء العاطفي قابل للتعلم والتطوير دائماً:
حيث إن الذكاء هو قدرتك على التعلم، ونسبة الذكاء في سن الخامسة عشر هي ذاتها في سن الخمسين. أما على الجانب الآخر، يعد الذكاء العاطفي مهارة قابلة للتعلم وتتسم بالمرونة. وعلى الرغم من أنه من الصحيح ان بعض الناس أذكى عاطفياً بشكل طبيعي من البعض الآخر، يمكن الوصول إلى مستوى مرتفع من الذكاء العاطفي حتى إن لم تكن تلك المهارة متأصلة فيك منذ ولادتك.
أما آخر القطع اللازمة لاكتمال الصورة فهي الشخصية. وهي "الأسلوب" الثابت الذي يميز كل فرد منا، فشخصيتك نتاج ميولك، كنزعتك إلى الانطواء أو الانفتاح الاجتماعي. ومع ذلك، فإن الشخصية – على نفس منوال حاصل الذكاء – لا يمكن أن تعد مؤشراً لتوقع حاصل الذكاء العاطفي. كما أن الشخصية تتشابه أيضاً مع حاصل الذكاء في الثبات طوال العمر. حيث تظهر صفات الشخصية في الحياة بشكل مبكر، ولا يمكن أن تزول تلك الصفات أبداً.
وفي الغالب يعتقد الناس أن هناك بعض الصفات المحددة (كالانفتاح الاجتماعي على سبيل المثال) ترتبط بارتفاع مستوى الذكاء العاطفي، إلا أن ذلك ليس صحيحا، فالانفتاح الاجتماعي لا يعني ارتفاع الذكاء العاطفي لدى أصحاب تلك الصفة وانخفاضه لدى من يتصفون بالانطواء. ويمكنك الاعتماد على شخصيتك كمعيار لتقييم تطور ذكائك العاطفي، لكن لا يمكن استخدام الذكاء العاطفي لتقييم الشخصية.
الذكاء العاطفي مهارة :
فالذكاء العاطفي مهارة مرنة، في حين تتصف الشخصية بالثبات، وأفضل الطرق للحصول على تقييم كامل لشخص ما تكون بتقييم حاصل الذكاء والذكاء العاطفي والشخصية معاً.
حاصل الذكاء والشخصية والذكاء العاطفي:
إن حاصل الذكاء والشخصية والذكاء العاطفي خواص مميزة لدى كل منا، حيث تعتبر جميعها محددات لطرق تفكيرنا وتصرفنا. ومن المستحيل توقع أحدها على أساس حاصل الآخر، فقد يكون الناس أذكياء إلا أن مستوياتهم في الذكاء العاطفي متدنية، والناس – من جميع أنواع الشخصيات – قد ترتفع مستوياتهم في الذكاء العاطفي أو نسبة الذكاء أو كليهما. ومن بين تلك الخواص الثلاث يبقى الذكاء العاطفي الخاصية الوحيدة المرنة القابلة للتغير.