في يوم من الأيام سال أحد الطلاب معلمه "أركاد" قائلاً: لقد كنت محظوظاً اليوم، لأنني عثرت على محفظة بها بعض قطع الذهب غني أود وبشدة أن أبقى محظوظاً دائماً.
بالطبع ينسى "أركاد" أن الشخص الذي فقد المحفظة يروي الىن الجزء المقابل من القصة، باحثاً عن الطرق التي يمكنه بها تجنب ذلك الحظ العاثر فيما بعد... على الرغم من ذلك، يشعر "أركاد" أن الأمر يستحق المناقشة وانه لابد أن يتحول الحوار إلى لعبة أو مراهنة. وهنا يقول عندما يتحدث الإنسان عن الحظ هل من غير الطبيعي أن أفكاره تتحول إلى طاولة المراهنات؟ ألم نصادف العديد من الأشخاص ممن يتمنون أن يقف الحظ بجانبهم لكي يحققوا العديد من المكاسب؟
لأن لعبة المراهنات تأخذ أشكال متعددة فإنه من الصعب أن تحصل على رقم محدد وسريع لكمية الأموال المنفقة فيها ولقد أقرت جمعية ترخيص مكاتب المراهنة في المملكة المتحدة أن عمليات المراهنة العالمية بجميع أشكالها تقدر بحوالي 1000 بليون دولار أمريكي. وفقا للبحث الذي أجراه المجلس القومي للبحوث الاجتماعية عام 2007 بخصوص تفشي المراهنات في المملكة المتحدة فإن الربح الذي يحصل عليه صاحب الملهى بعد سداد مستحقات الفائزين. لكن قبل خصم التكاليف. قد زاد من 7 بلايين جنيه إسترليني في عامي 1999 و 2000 إلى 10 بلايين جنيه إسترليني في عام 2007.
هذا قدر كبير جدا من المال مما يؤيد وجهة نظر آركاد التي تقول إن: لعبة المراهنات تقود إلى قدر كبير من التنظيم بحيث تخدم دائما مصلحة المالك.... هناك القليل جدا من اللاعبين ممكن يدركون أن اللعبة تخدم في المقام الأول مصالح المالك، وأن فرصهم للفوز ضئيلة جدا.
يشير التقري إلا أن ما يقرب من 378000 شخص في بريطانيا يعانون من بعض المشاكل بسبب ألعاب المراهنة وتبدو هذه المشاكل أكثر شيوعا في الرجال دون النساء. ليس هناك فرق إذا كان الشخص مطلقا أم لا، على الرغم من أن الدراسة لم تتطرق إلى نقطة إذا ما كان الطلاق يؤدي إلى مشكلة المراهنة أو إذا ما كانت المراهنات هي التي تقود على الطلاق. لكنني أعتقد أن الحالة الثانية هي الأصح أي أن المراهنات هي التي تؤدي إلى الطلاق.
في الأيام الحالية يوجد عدد هائل من الطرق التي يمكن من خلالها خسارة النقود والتي تتمثل في: أندية القمار وسباقات الخيول وكلاب الصيد وأوراق اليانصيب ومراهنات كرة القدم وألعاب الورق ولعبة الحظ وماكينة القمار. وفي أستراليا يمكنك أيضا الرهان على قذف العملة المعدنية على الرغم من أن طرق المراهنة أصبحت الآن أكثر تعقيدا مما كانت عليه في بابل القديمة إلا أن النتيجة لا تزال واحدة.
يذكرنا آركاد أن الحظ هو رمز الحب والكرامة والذي تتمثل سعادته في مساعدة الأشخاص الذين يحتاجون المساعدة ومكافأة الأشخاص الذين يستحقون المكافأة. إنني أبحث عن ذلك الحظ، لكنني لا أبحث عنه في طاولات اللعب حيث يفقد الناس أموالا أكثر من التي يربحونها، وإنما أبحث عنه في أماكن أخرى حيث تكون أعمال الإنسان جديرة بالاهتمام وأكثر استحقاقا للمكافأة".
إليك هذه الفكرة.
إذا كنت تنوي اليوم الذهاب إلى سباقات الخيول، فلا تأخذ بطاقة ائتمانك معك خذ معك نقودا. ما تحتاج أن تنفقه فقط فهذا كل ما يمكن أن تخسره إذا كنت محظوظا ستوفر القليل من تلك النقود لتستطيع دفع تكلفة سيارة الأجر عند العودة إلى المنزل. إذا لم تدخر من تلك النقود يمكنك الاستمتاع برحلة سير طويلة بينما تفكر في خسارتك.