يقول "أركاد" إن السبيل الخامسة من سبل معالجة الثروة الضئيلة تتمثل في "امتلاك منزلك الخاص. ومن ثم تأتي العديد من المسرات إلى الشخص الذي يقيم في منزله الخاص، كما أن هذا سيقلل كثيرا من نفقات معيشته وسيوفر له العديد من المكاسب من أجل تحقيق السعادة وإشباع العديد من رغباته".
ما يقوله "أكارد" لا يزال حقيقيّاً حتى الآن، ومما لا شك فيه أن امتلاك منزل خاص بدون أي قروض عليه قد يقلل كثيراً من تكاليف المعيشة. على الرغم من ذلك، فإن امتلاك منزل، لسوء الحظ لا يعد هو الطريق الوحيد لعلاج الثروة الضئيلة، لكنه واحد من تلك الطرق.
لو أنك أردت، أن تشتري منزلاً في المملكة المتحدة، في أوائل التسعينات، كان بإمكانك أن تقترض ما يقرب من ثلاثة أضعاف الراتب الكلي أو ثلاثة أضعاف ونصف الضعف، وإذا كنت أعزب وتُحقق سنوياً دخلا يُقدر بــ 20000 جنيه إسترليني، يمكنك اقتراض 70000 جنيه إسترليني وإذا كنت متزوجا وتحقق دخلا يقدر بــ 20000 جنيه إسترليني وتحقق زوجتك دخلاً يُقدر بــ 18000 جنيه إسترليني، إذن يمكنك اقتراض 114000 جنيه إسترليني.
في مارس 2007 وصل متوسط أسعار المنزل في المملكة المتحدة إلى 194400 جنيه إسترليني. بينما كان متوسط المرتبات سنوياً يُقدر بحوالي 23000 جنيه إسترليني أقل من ثمن متوسط أسعار المنازل. من الواضح وجود فجوة كبيرة.
وفقا للبنوك وسماسرة الرهانات العقارية، أصبح النظام التقليدي قديماً جداً. لقد غير بنك آبي ثاني أكبر ممول للقروض العقارية في المملكة المتحدة. من قوانينه بحيث يسمح لمشتري البيت أن يقترض خمسة أضعاف مرتبه، فيما رفعت بعض البنوك الأخرى النسبة إلى ستة أضعاف المرتب. لم يكن بنك نورثورن روك واحداً من تلك المؤسسات. ففي وقت تعديل هذه القوانين. كان لا يزال هو تحت سيطرة الحكومة بعد أن أضعفته استراتيجية الإقراض التي كان يستخدمها في القروض عالية المخاطر.
ووفقا لبان صدر قبل حدوث هذه الأزمة، صرح مدير بنك نورثورن روك قائلاً: "إننا نشجع المقترضين من خلال الجودة العالية والمخاطر القليلة. ونتيجة لنظام التقييم الأكثر تعقيداً الذي نطبقه على بطاقات الائتمان. يمكن أن نكون أكثر مرونة فيما يتعلق بالظروف الخاصة للمقترض"، من الواضح أن هذه الاستراتيجية لم تحقق النجاح. من المحتمل أنهم لو قللوا من تركيزهم على التقييم "المعقد" وطبقوا قليلا من الذوق العام، فلم يكن دافع الضريبة ليعاني من أي أزمة.
لكن، لتتصف بالعدالة، فإن هذا الخطأ لم يكن في نورثورن روك خاصة. فقد تجاهل المقرضون في كل بقعة على وجه الأرض بشدة أن أعمالهم قد تكون غير معقولة. يا إلاهي!
قد يكون "أركاد" على صواب عندما أخبر طلابه بأنه: "لن تستمتع أسرة أي شخص ما بحياتها. ما لم يكن بحوزتهم قطعة أرض صغيرة حيث يمكن للأطفال اللعب في مكان نظيف ويمكن للمرأة أن تزرع ليس فقط الزهور ولكن أيضا الأعشاب والخضروات لتطعم منها الأسرة". لكن تم إثبات مدى صعوبة القيام بذلك.
إليك هذه الفكرة...
إذا كنت على وشك شراء منزل فتدفع أكبر قدر من الوديعة بقدر ما تستطيع تجنب معدلات القروض المبدئية، فإذا انخفض معدل الفائدة الذي ستقوم بدفعه، فلتدفع نفس المقدار لتتخلص من ذلك الدين في أسرع وقت ممكن. إذا دفعت 30 جنيهاً إسترلينيًّا كمبلغ إضافي فوق القسط الشهري للقرض، ستنخفض القيمة الكلية للقرض بمقدار 10000 جنيه إسترليني إذا كانت قيمته الكلية 200000 كما أنه سيقلل مدة القرض بمقدار أربعة عشر شهراً.