من قوانين الحب: أن يكون لك شريك هو خيارك:

أن يكون لك علاقة عاطفية مع شخص آخر هو خيار متروك لك، فلديك القدرة على جذب شريكك، والدخول معه في العلاقة التي ترغبها.

يُقال أنَّ الحب هو من صنع القدر، وتعلمنا من الشعر أن الحب هو إحساس غیر ملموس يمر كالدخان وسرعان ما يختفي. ولكن سر العثور على الحب الحقيقي الصادق لا يكمن في القدر أو الوقت، بل يقبع في وعيك أنت وشعورك.

ما هو ردك عندما أقول: "إن العثور على الحب هو أمر متوقف عليك؟"

هل تعتقد أن لديك القدرة بداخلك على جذب الحب الذي تريده؟ إذا كانت لديك هذه القدرة، إذن فاترك هذا القانون وتوجه مباشرة لقراءة القانون الثالث، وإذا كان لديك ثمة فكرة عن كون الحب ليس في نطاق قدرتك وتحكمك الشخصي، عندئذ يتعين عليك قراءة هذا القانون بشيء من التاني والتروی.

فالحب "لايقع وحسب، بل هو بحاجة إلى التكوين بنفس الطريقة التي تتبعها عند تكوين أي شيء آخر.

دعنا نتخيل أنك كنت تريد صنع وجبة ما، ربما تبدأ بالتفكير في نوع الطعام الذي تود تناوله ، ثم تقدر الوقت المتاح أمامك وما يمكنك إنجازه في هذه الفترة.

قرر ما سوف تقوم به ثم اتخذ الخطوات من أجل تأمين المكونات، واتبع الوصفة ثم تناول الطعام، فإنك لا تجلس في المطبخ تتمنى أن تأكل وجبة ثم يحدث ما يشبه السحر لتظهر أمامك هذه الوجبة.

فالأمر لا يختلف كثيرا مع الحب، حيث إنه ينشأ من خيالك وذاتك وقوتك. اعتقد البعض خطأ أن مجرد أن تريد أن تقع في الحب هو نفسه أن تسعى إليه.

عندما كانت صديقتي اليكس طفلة كانت تريد أن تكون صداقات ولكنها كانت خجولة جدا ولم تكن تشترك في أية مناسبات اجتماعية، ودائما ما كانت تقول لها أمها إنها لن تستطيع تكوين صداقات وهي جالسة في المنزل في انتظار الصحبة أن تأتي وتدق أبوابها، والآن فهي تبلغ من العمر الحادية والأربعين جالسة بمنزلها في انتظار شريك حياتها الذي تفكر فيه، ودون اندهاش لم يطرق هذا الرجل بابها، لذا فهی منتظرة مثل الكثيرات - الرجل الذي سوف يظهر فجاة كما في القصص الخيالية لتعيش حياة سعيدة فيما بعد.

ولسوء الحظ، لم يكن الأمر كذلك، فقد اكتشفت أن الإنسان بحاجة إلى معرفة ما يطلبه من داخله ليبدأ ببث الحب في حياته.

هناك خطوات يتعين اتخاذها لتنتقل بفكرة أن يكون لك شريكا من مجرد أمنية بعيدة المنال إلى حقيقة، واتباع هذه الخطوات يحول بحثك عن الحب من مجرد لعبة حظ إلى لعبة واعية تتعلق بالمسببات.

ما معنى أن يكون لك شريك؟

قبل أن نخوض في غمار اختيار شريك حياتك، قد يكون من الأمور المساعدة لك في المقام الأول أن تفهم بالضبط ماهي حقيقة العلاقة العاطفية وستجد في النهاية أنها اتحاد بين اثنين ، والشراكة من أي نوع تتكون عندما يعتقد كلا الشخصين أنهما سوف يجنيا مكاسب إذا ما توحدا في طاقتهما ومواهبهما ومواردهما أكثر من كونهما منفصلين.

ففي ساحة الحب، تحدث الشراكة عندما ينوی شخصان تكوين حياة جديدة، وعندما يتقربان من بعضهما البعض ليرتبطا معنويا وعاطفيا وروحانية يبدأان في الانتقال من الحديث بضمير "أنا" إلى الضمير "نحن" حيث كل من ضميري "أنا" يرتبطان ليكونا "نحن" الأقوى. حتى إنهما ينسيان هذا الضمير الفردى ويتكاملان مع بعضهما البعض، ولكي تصبح "نحن" يعني ذلك أننا کونا فريقا تكمن قوته في خوض غمار الحياة في قوة اتحاد عناصره.

إيجابيات وسلبيات الإرتباط العاطفي؟

هناك إيجابيات وسلبيات للشراكة، وعندما تتسبب في إحداث تغييرات إيجابية وسلبية في حياتك عندئذ ستجد نفسك مضطرا لإيجاد أساليب جديدة لخلق نوع من التوازن بينهما، وبالطبع يكون الجانب الإيجابي هو القلوب والزهور التي تراها في الأفلام ونقرأ عنها في القصص والروايات الرومانسية.

وهو الإحساس الذي ينتابك عندما تشعر بأن هناك من يكن لك الحب والإعجاب.

وبالنسبة لمعظم الناس، تكمن الميزة الأساسية في الحب في أنك لن تعد وحيدا، فسيكون هناك من ستقضى وقتك معه وتقاسمه رحلة الحياة، ولوجود شريك معك في الحياة بعض الفوائد الرائعة، فهناك من يحبك، ويهتم بك، ويعتني بك، ويتعامل کرفیقك ليلبي مطالبك ، وهناك من يقوم بعمل الأشياء من أجلك أي أنه يبعث في حياتك نوعا من البهجة والمرح.

كذلك فللشراكة مميزات أخرى، كأن توفر لك نوعا من الدعم عند حاجتك لذلك، والإحساس بالأمان عند شعورك بالخوف، وتعطيك القوة عندما تفقد إيمانك بذاتك، وفي أقوى صورها، تكون الشراكة عبارة عن رباط مقدس قاسم فيه من حب أدق أسرارك وتعترف بنقاط ضعفك وتنمو وتتطور حتى تتشابك آمالكما وأحلامكما.

أما أهم سلبيات الشراكة فهي بالضبط عكس إيجابياتها، أي أنك لم تعد وحيداً، وعندما لا تكون وحيدا، فهذا يعني أنك لم تعد ملكا لذاتك ونفسك، ولم تعد کیانا منفردا.

بل ستكون بحاجة إلى التعامل مع الخلافات التي تقوم بينك وبين شريكك - في الأسلوب ونمط الحياة والحالات المزاجية عند الاتصال والعادات وما يفضله كل منكما. عندئذ يتعين عليك التعامل مع الحياة والشؤون اليومية التي تتعلق بشخص آخر، فلدى شريكك أفكار ومشاعر وطموحات وعادات وحيل وأساليب مراوغة وموضوعات بحاجة إلى أن تنال نفس الاحترام الذي توليه لما يخصك.

بكلمات أخرى، أنت بحاجة إلى ترك مكان داخل حياتك ليعيش فيه شخص آخر، فعند الاختيار أو اتخاذ قرارات، سوف يتعين عليك الرجوع لشخص آخر، ولا يمكنك أن تقوم بما تريد وقتما تريد دون أخذ رغبات الشخص الآخر في الاعتبار، وستكون بحاجة إلى مشورة هذا الشخص في كل شيء، وسيتعين عليك إجراء بعض التعديلات على نمط حياتك بحبك يشعر كل منكما بالسعادة.

وإليك ما قامت به جيل عندما أخذت ابنتها إلى أحد المنتجعات وقررت شراء منزل أعجبها وتحمست له حتى إنها لم تتوقف لتستشير زوجها الجديد، حيث إنها اعتادت الاعتماد على نفسها في كل شيء، وعندما رجعت جيل إلى المنزل واجهها فيكتور بغضبه لأنها لم تشاوره في هذا الأمر مما آلمه وسبب له الضيق والغضب. وهنا جعلها تشعر بأن ما قامت به جعله يشعر بأنه ليس جزءا متمما لها ولحياتها.

وهنا أدركت جیل خطئها وأنه كان يتعين عليها مراعاة شعور فيكتور وما يفضله أثناء اتخاذ القرارات التي تخص كل منهما، فإذا كانا سيقومان بشراء منزل لقضاء العطلات، إذا يجب أخذ رايهما معا في الاعتبار.

كما تتطلب الشراكة أيضا أن تكون لديك الرغبة - في بعض الأوقات - لتغيير خططك لتتماشى مع رغبات وآمال واحتياجات الطرف الآخر، ففي الشراكة تتخلى عن بعض السلطات المخولة لك لتخوض غمار الحياة بسلام، فعندما كنت وحيدًا، كنت معتادًا على القيام بما تريد وقتما تريد.

 لكن ظهور شريك في حياتك يغير فجأة كل ذلك، فوجود الشريك يضيف نوعا من التعقيد لحياتك بل ويحتاج إلى بعض التعديل والضبط، الأمر الذي قد ترفض التنازل أو المساومة عليه.

أوجد شريك حياة مناسب:

ولتقوم بإيجاد شراكة حُب ناجحة، يتطلب الأمر منك أن توجد طرقا لمزج الأوجه الإيجابية والسلبية على حد سواء بينكما، وسوف يتعين عليك مواجهة التحديات الخاصة بالتناغم في الحياة وسبل تحقيق نجاحات فيها، والقضايا الخاصة بطموح كل منكما.

فبشكل أساسي تعد الشراكة العاطفية عبارة عن اتفاق مجمل لا يمكن اختياره دون اقتناع، وتتطلب توظيف وإتاحة جميع مواردك وإرادتك وقدراتك على إيجاد نوع من التوازن، كما ستكون بحاجة إلى قوة إيمانك المساعدتك على الاستمرار في رحلتك.