بمجرد أن تتراكم المدخرات يجب عليك أن "تتعلم أن تجعل كنزك يعمل لصالحك. اجعل ثماره والنتائج التابة لثماره تعمل لصالحك أنت. لكن كن حذراً، فإن الفائدة المرتفعة تعتبر من عوامل الإغراء المضللة والتي تغوي الشخص الغافل حتى يأتيها ثم تدفع به على صخور الخسارة والندم".

عند الحديث عن "صخور الخسارة والندم" يرى معظم البريطانيين أن الأخبار التي تقول إن بنك نورثورن روك. خامس أكبر ممولي الرهن العقاري في المملكة المتحدة. قد مر ببعض الاضطرابات المالية في سبتمبر عام 2007م كانت بمثابة المرة الأولى التي يطلعون فيها على مصطلح "قروض الرهن العقاري عالية المخاطر" ومشتقاته.

لقد طلب بنك نورثورن روك تمويلاً طارئة من بنك إنجلترا المركزي لأن القروض الداخلية للبنك قد توقفت عن تقديم الدعم بسبب أن مؤسسات التمويل العالمية تُعد نفسها لمواجهة مشكلة انهيار القروض العالية المخاطر في الولايات المتحدة (وحيث إن بنك نورثورن روك كان جزءاً من ذلك السوق فقد تأثر كثيراً بهذه الأزمة). والشيء التقليدي أنه كان يتم تمويل الرهانات العقارية من ودائع العملاء. وهذا يحدد بالطبع. عدد الأشخاص الذين يمكن أن يقرضهم البنك. لذلك توصلت بعض الشخصيات البارزة في الولايات المتحدة إلى فكرة حزم الدين في مشتقات مالية معقدة وعرضه للبيع على مؤسسات عالية أخرى بمعدل فائدة منخفض. قد تقرض هذه المؤسسات على المستعير معدل فائدة بنسبة 6.5% ثم تبيع الدين إلى مؤسسة أخرى بنسبة 5.5% محققة ربحاً بنسبة 1%، مما يسمح لهم بتحقيق الربح وبيع قروض الرهن العقاري التي لا حصر لها بتعويض الخسارة.

لم تمر فترة زمنية طويلة قبل اختفاء معيار قياس وتقييم القرض، فبقدر ما يمتلكه المستعير من رغبة، يمكنه الحصول على رهن عقاري. لقد كان السوق المعروف باسم سوق الرهانات العقارية شديدة الخطورة من الأسواق المربحة بالفعل. حيث لا يهتم سمسار البورصة إذا ما تمكن العمل من الدفع لأنه يحصل على عمولته بغض النظر عن ذلك، كما أن البنوك لا تهتم بذلك أيضاً لأنها كانت تحقق أرباحاً فاحشة وكانت سعيدة بتجاهل المصائب الحتمية وشيكة الحدوث. علاوة على ذلك كانت الملكية مزدهرة، ولذلك كانت الأصول تقدر بأكثر من الديون في جميع الأحوال...

لقد كانت أياماً سعيدة!

وبعد ذلك انتهى سوق الإسكان وارتفعت المعدلات الافتراضية للقروض بصورة جنونية، إذا كنت تعتقد أن قروض الرهن العقاري عالية المخاطر تُشبه التفاحة الفاسدة، فبدلاً من أن تلقي هذه التفاحة الفاسدة. عن طريق رفض الدين. تقوم البنوك بتقطيع هذه التفاحة الفاسدة إلى قطع صغيرة وتضيف كل قطعة إلى تفاحة جيدة. على الرغم من ذلك، في نهاية الأمر كان هناك العديد من التفاح الفاسد الذي انتشر داخل النظام وأصبح من الصعب إخفاؤه. استعدت البنوك على مستوى العالم لهذا الموقف الصعب الوشيك فأوقفت القروض فيما بينها. وهذا ما تسبب في مشكلة بنك نورثورن. وأعدت البنوك نفسها من أجل التصحيح. وفي أبريل من عام 2008 قدر البنك الدولي تكلفة هذه التفاحة الفاسدة (الأزمة المالية) بحوالي 565 مليار دولار، مع خسارة محتملة تقدر بحوالي 945 مليار دولار. لقد كان هناك العديد من التفاح الفاسد...

لذا قد يكون هذا هو الوقت المناسب للالتفات إلى النصيحة البابلية القديمة وإدراك أن "العائد الصغير الآمن مرغوب بشدة عن العائد مرتفع الفائدة وشديد المخاطر".

إليك هذه الفكرة ...

إذا لم تستطع أن تدفع مقدم ثمن المنزل الذي تريد شراءه، فلتؤجر منزلاً، ادخر الفارق بين ما ستدفعه كقسط للرهن العقاري وبين الإيجار الذي تدفعه حالياً. بهذه الطريقة ستشعر بما يشبه أنك تدفع قسط رهن عقاري. وتدخر أموالك في نفس الوقت.