"لمدة مائة يوم ... كنت ألتقط حصاة صغيرة كل يوم وألقي بها في النهر ولو أنني في اليوم السابع لم أتذكر أن ألقي بالحصاة، ما كنت لأقول لنفسي، "سألقي غداً بحصاتين بدلا من واحدة مما يؤدي الغرض أيضاً. لكنني سأعود أدراجي مرة ثانية ,القي حصاة اليوم".
يركز "أركاد: هنا على العمل المنضبط الثابت عندما يتعلق الأمر بتحقيق الأهداف التي حددناها في الحياة. خاصة إذا تمثل هذا الهدف في بناء الثروة. إذا عزمت على تحسين وضعك المالي وتبني عادة جديدة لادخار عشر ما تربحه، سيتهدم كل عملك الجيد بمجرد أن تضع يدك على هذه الأموال أو أن تنفقها من غير حكمة أو أن نختار ببساطة ألا تلتزم بالقاعدة.
واستطرد "أركاد" في حديثه قائلاً: "وحتى في اليوم العشرين لن أقول لنفسي: يا "أركاد"، إن ما تقوم به ليس مفيداً. ماذا ستستفيد من إلقاء حصاة يومياً في النهر؟ ألق مجموعة من الحصاة دفعة واحدة وانتهِ من الأمر". لا، لن أقول لنفسي هذا ولن أقوم بهذا. عندما أحدد مهمة لنفسي، فإنني أقوم بإتمامها".
إن هذا الانضباط في القيام بثبات بالمهمة التي حددتها لنفسك هو ما يفصل بين النجاح والفشل. بغرابة شديدة، يدرك القليل من الناس الصلة التي لا خلاص منها والموجودة بين قلة الانضباط والفشل. وينظر معظم الناس إلى الفشل على أنه واحد من الأحداث المثيرة للاشمئزاز، مثل إفلاس شركة أو استعادة مِلكية منزل. لكن، كما يشر "جيم رون" في كتابه Seven Strateges for Wealth Happiness ليس هذه هي الطريقة التي يقع بها الفشل: "نادراً ما يكون الفشل نتيجة لمجموعة من الأعمال المنفصلة وبدلا من ذلك فإنه يقع نتيجة لتعاقب قائمة طويلة من الإخفاقات الصغيرة المتراكمة، والتي تحدث نتيجة القلة الكبيرة في الانضباط".
يمكن رؤية قوة العمل الثابت والمجهود المنضبط بوضوح في مجال آخر شديد الأهمية والحيوية. الصحة. حيث إن قواعد بيانات العضوية في صالات الألعاب البدنية في جميع أنحاء العالم ممتلئة بالتفاصيل الخاصة بالأعضاء الذين يتمتعون بهدف نبيل يظهر في استعدادهم الظاهري من خلال ارتداء ملابس رياضية من النوع ليكرا في نفس الوقت لا يمتلكون الطموح الحقيقي، فعقب انتهاء المأدبة السخي التي تقام في الاحتفال ببداية العام الجديد فإن طموحاتنا المتمثلة في تأدية التمرينات الرياضية خمس مرات في الأسبوع تتضاءل حتى تصبح تمريناً واحداً أسبوعياً (إذا كنا محظوظين)، وفيه نقوم بمجهود شاق جداً من خلال قتل أنفسنا في التمرين على جهاز الجري في صالة الألعاب. ومع ذلك، فإن النصيحة المثالية في هذا الأمر تقول إن التمرين القصير المتتابع والثابت أكثر فائدة من التمارين الشاقة المتقطعة. لذا فإن ثلاثين دقيقة من التمرين المنتظم تعد أكثر فائدة من قضاء ساعة ونصف الساعة في التمرين الشاق...
إذا خضعت في يوم ما لحمية غذائية لتصل إلى أحد الأوزان التي قد تُسبب الدوار، فإنك ستعرف مدى السرعة التي ستفقد بها هذه الرشاقة عندما تقرر أن توقف هذه الحمية لعدة ليالٍ. إن الصحة، مثل الثروة، ما هي إلا شيء يمكن بناؤه على مدار الوقت. فلا يمكن الوصول إليها بين عشية وضحاها، كما أنها تتطلب مجهوداً ثابتاً. يذكرنا "كلاسون" من خلال قصة "أركاد" بأن: "الثروة تنمو، حيثما يبذل الإنسان الطاقة".
إليك هذه الفكرة...
انظر في تقارير بطاقة ائتمانك الصادرة خلال الشهور الستة الماضية. هل هي عبارة عن "قائمة طويلة من الإخفاقات الصغيرة المتراكمة، والتي تحدث قلة في الانضباط" هل جعلت الآلة غير المستخدمة التي "توجب" عليك امتلاكها أو الحذاء الذي لم ترتده أبداً حياتك أكثر ثراءً؟ أم العكس هو الصحيح؟ وبعد ذلك قد تحتاج إلى أن تكون ملمًّا بمفهوم الانضباط.