أخبر "أركاد" أصدقاءه الدرس الأول الذي تعلمه من الثروة فقال: "لابد أن تحتفظ بجزء من أرباحك ليكون ملكاً خاصاً لك أنت. ويجب ألا يقل ذلك الجزء عن عُشر الأرباح بغض النظر عن القدر الكلي للأرباح. قد تكون هذه النسبة أكبر مما تتوقع بكثير. ادفع لنفسك أولاً".
استمر "أركاد" في توضيح حديثه قائلاً: "لا تشتر من صانعي الملابس وصانعي الصنادل ما يزيد عما يمكنك دفعه لباقي متطلباتك، ولابد أن تحتفظ بما يكفي لشراء الطعام والتصدق على الفقراء وإخراج الكفارات الواجبة عليك".
إن الفكرة بسيطة جداً. احتفظ جانباً بعشرة قروش من كل جنيه تتسلمه بيدك. خذ هذا القدر الذي تحتفظ به والذي يمثل 10% من إجمالي الربح وضعه في مكان آمن، بعيداً عن متطلبات الطوارئ. وحينها، وحينها فقط، قم بدفع فواتيرك وأنفق أرباحك في شراء ما تريد. تعد هذه الطريقة نقيضاً للعملية المستخدمة في العادة. بدلاً من أن ننفق كل ما نربحه، فإننا نشتري كل ما يُشبع رغباتنا وإذا لم نستطع شراء ما نريد فإنا نفترض فقط 10% من أرباحنا. الأيام الصعبة غالباً ما تُنسى، ولذلك نادراً ما نجني مدخرات لهذه الأيام. إننا لا ندفع لأنفسنا إلا في النهاية، إذا دفعنا في الأصل.
غالباً ما ترتبط فكرة ادخار 10% من الأرباح بالتبرعات الخيرية، حيث يدفع الشخص عُشر دخله إلى إحدى دور العبادة أو المؤسسات الخيرية. سواء كانت هذه الممارسة ستمنح للواهب أو المتبرع مزيداً من الثواب الذي يقّربه إلى الله أم لا فإن هذه طريقة مضمونة لتحقيق الثروة (إما ثروتك الخاصة أو ثروة المؤسسة الخيرية).
لابد من تعزيز الثروة، وهذا يعني تعزيزها في العقل كما يتم تعزيزها في الخزائن.
تعد فكرة: دفع راتب لنفسك أولاً من المبادئ الأساسية لعملية تكوين الثروة والتي ركز عليها جميع علماء الاستثمار وخبراء المال منذ أن تم نقشها في بداية الأمر على قرص من الطين في مدينة بابل القديمة.
يعلمنا الادخار كيفية الانضباط الذاتي. بالاشتراك في العملية الروتينية لادخار جزء من دخلك. فإنك تتعلم كيف تتحكم في رغباتك. كما أنها تعطيك الشعور بالراحة لأن المقدار القليل يتحول تدريجياً إلى مقدار كبير. على الرغم من ذلك. فإنه عادة ما يتم إغراؤنا بالإبزيمات الحمراء اللامعة الذي يضعها صانع الأحذية في الصندل أو بالقطعة الأخيرة من الجاكت الذي "يجب علينا الحصول عليه" من صانع الملابس، وبدلاً من أن ندخر من ربحنا فإننا ننفق الربح كله كما نحتاج إلى تكملة قليلة.
"تنشأ الثروة، مثل الشجرة، من حبة صغيرة جداً. حيث إن أول عملة معدنية ندخرها تمثل الحبة التي ستنشأ منها شجرة ثروتك. كلما أسرعت في زرع هذه الحبة، نمت شجرتك بسرعة. وكلما أخلصت في اهتمامك بهذه الشجرة من خلال دعمها بالمدخرات الثابتة، تنعمت بالسعادة في ظل هذه الثروة".
إليك هذه الفكرة ....
افتح حساباً خاصاً تحت مسمى (أغنى رجل في بابل) وقم بتأسيس عملية تحويل مباشر من حساب راتبك إلى حساب المدخرات الجديد. قم بتحويل 10% من ربحك إلى هذا الحساب شهرياً بطريقة ألية إذا لم تستطع تحويل المبلغ شهرياً بطريقة آلية. فقم بإيداعه يدوياً. لا تقترب من المال الموجود في حساب (أغنى رجل في بابل) تحت أي ظرف من الظروف.