يتعلق بهذا
يشعر "بانسير" بالحيرة حيال موقفه المالي ويقول لصديقه: "لقد ربحنا قليلاً من المال خلال السنوات التي مرت علينا ... بعد أن قضيت نصف سنوات العمر في العمل الشاق فإنك –أقرب أصدقائي-تمتلك محفظة نقود فارغة... إنني أعترف بأن محفظة نقودي فارغة مثلك تماما. ما شعورك تجاه ذلك؟".
يعود جزء من المشكلة إلى الحقيقة التي تقول إن الطيور على أشكالها تقع. كباقي الكائنات الحية، فإننا نحدد الأمر المقبول والطبيعي من خلال النظر إلى الأشخاص من حولنا. مما يعني أن آباءنا ومدرسينا وأصدقاءنا يمارسون تأثيراً هائلاً على ما نعتقد أنه أمر ممكن في حياتنا. يتمثل الجانب الإيجابي في الشعور بالانتماء. أما الجانب السلبي فيتمثل في أننا إذا حاولنا الخروج على تلك النماذج الفكرية المتعارف عليها، فإنه من الضروري مواجهة مقاومة ما.
هناك تجربة شهيرة أجريت على القرود والتي توضح هذا الأمر بقوة حيث قام العلماء بحجز مجموعة متنوعة من القرود داخل حظيرة كبيرة، وكانت توجد في منتصف الحظيرة سارية خشبية طويلة ويوجد على قمتها سباطة من الموز. بينما يحاول القرود الوصول على الموز الموجود أعلى السارية كانوا يرشون بالماء من خلال خرطوم مياه عالية الضغط. على الرغم من أن هذا الأمر لم يضرهم أو يؤذهم، فقد كان من الواضح أن تلك التجربة لم تكن ممتعة وفي نهاية الأمر توقف جميع القرود عن محاولات الحصول على الموز.
ثم عزل العلماء أحد القرود عن المجموعة الأصلية وأضافوا قرداً جديداً إلى المجموعة. على الرغم من تقبل المجموعة للقرد الجديد، إلا أنه بمجرد أن رأي الموز أعلى السارية ذهب ليحاول الحصول عليه ولكن حاول باقي القرود إبعاده عن السارية. حتى مع عدم وجود خرطوم مياه في هذه المرة. لقد تأقلموا وتكيفوا على الإيمان بأن محاولة تسلق السارية لابد أن يصاحبها الألم ولذلك كانوا يحاولون "حماية" القرد الجديد من الأذى.
وسرعان ما توقف القرد الجديد أيضا عن محاولة تسلق السارية، وفي نهاية الأمر تم استبدال جميع قرود المجموعة الأصلية بقرود جديدة واحداً تلو الآخر حتى لم يتبق في الحظيرة أي من القرود التي شهدت أو جربت المعاملة بالمياه، ومع ذلك لم يحاول أي من القرود تسلق السارية والوصول إلى الموز.
كما هو الحال بالنسبة لهؤلاء القرود فإننا نحكم على الأمر المقبول من خلال حكم من حولنا من الأشخاص. إذا كنت مديوناً وكانت عائلتك وأصدقاؤك مديونين أيضاً، فلن يكون هذا الأمر سيئاً بالنسبة إليك. أليس كذلك؟ في الحقيقة، أنت لن تشعر بأن الأمر سيء لكن من المحتمل أنك إذا تعرفت على الأمر وحاولت تغييره فإن من حولك سيحاولون "إبعادك عن الألم"، قد يعود جزء من السبب في ذلك إلى أنهم لا يريدون رؤيتك وأنت تفشل في شيء ما. ويعود جزء من السبب إلى أنهم لا يريدون رؤيتك وأنت تنجح أيضاً. ومن ناحية أخرى فقد يضطرون إلى التغيير أيضاً. إذا قمت بأي محاولة لتنتبه إلى الوضع الراهن فمن المحتمل أنك قد تواجه بعض المقاومة. وبحزن بالغ، فإن الأشخاص الذين يحبوننا كثيراً هم من قد يثبطون كثيراً من عزمنا.
إليك هذه الفكرة...
ما رأي أقرب الناس إليك في المال؟ إذا لم تكن تعرف اعتقادهم فاسألهم عن ذلك. قد تتفاجأ عندما تكتشف أنكم متشابهون بخصوص ما تقومون به وما تنفقونه وما تدينون به على الآخرين. انظر إذا كانوا يرغبون في تغيير مواقفهم أيضاً وتكوين نادي أغنى رجل في بابل لدعم بعضهم الآخر.