يقص علينا "كلاسون" في الفصل الافتتاحي وعنوانه "الرجل الذي طلب الذهب"، قصة "بانسير"، صانع العربات التي تجرها الخيول، حيث يخبر "بانسير" صديقه "كوبي" عن حلمه الذي رأى نفسه فيه ثرياً، ثم يقول له: "عندما استيقظت من نومي وتذكرت أن محفظة نقودي فارغة، اجتاحني شعور من الثورة والتمرد".
يعد هذا الشعور بالتمرد قوي فعالة للتحول كما أنه يمثل نقطة الانطلاق أو نقطة اللا عودة في نهاية الأمر، شعر "بانسير" بالغضب، حيث أدرك النهاية أنه على الرغم من السنوات التي قضاها في تقديم الخدمة المتقنة والعمل الشاق، فإنه ما زال لا يمتلك أيَّا من العملات الذهبية في محفظته وهذا هو الشعور الذي يحثك نحو التغيير المالي.
عندما تحين لحظة التوقف، فهذه هي اللحظة السحرية في عملية الإدراك. في هذه اللحظة لابد من تغيير شيء ما والشخص الوحيد الذي يمكنه القيام بذلك التغيير هو أنت، لقد تحدث العديد من المحاضرين في مجال التنمية الذاتية عن نقطة التحول تلك، ويعد "أنتوني روبينز" واحداً من أشهر هؤلاء المحاضرين حيث يخبرنا عن نقطة الانطلاق الخاصة به عندما اكتشف أنه تجاوز الثانية والعشرين من العمر، وكان يقيم في شقة صغيرة تبلغ مساحتها 400 قدم مربع ويغسل الأطباق في حوض الاستحمام. مع تحمل ما لا يطاق والشعور بالتعاسة، شعر "أنتوني روبينز" بالصدمة – لقد ملأه الشعور بالتمرد الذي يتحدث عنه "بانسير" – وألزم نفسه بأن يغير الأشياء من حوله.
وبالفعل قام "أنتوني روبينز" بتغيير تلك الأشياء بالفعل، حيث أصبح الآن رئيساً لعدد كبير من الشركات الناجحة، وهو يدرب أقوى الأشخاص في العالم، كما أن ندواته العلمية يحضرها الملايين من الأفراد، بالإضافة على أن ثروته تفوق ما يتخيله معظم الناس.
كل شيء نقوم به، لابد له من سبب وتتعلق تلك الأسباب إما بتحقيق السعادة أو بتجنب الألم. يقتصر السبب الذي يجعل من نقطة الانطلاق أمراً فعالاً للغاية على أننا دائماً ما نقوم بعمل الكثير لتجنب الألم أكثر مما نقوم به لتحقيق السعادة. يكون هذا الأمر غاية في الوضوح، عندما تفكر في غريزتنا الطبيعية للبقاء وعادة ما يحدث ذلك في أكثر الساعات الحالكة في حياتنا، حيث نُقحم في العمل بسبب أن رغبتنا في البقاء تكون قوية جدا، كما أننا نُقحم في القتال أو الرد عليه للتخلص من الخطر والبُعد عن الألم. لذا إذا وصلت إلى نقطة اللا عودة الخاصة بك، مثل "بانسير"، ثم شعرت بالإثارة فستشعر بالتغيير في كل مكان من حولك.
لسوء الحظ، قد لا يصل معظم الناس إلى هذا الحد من السوء ... إنني دائما ما أتذكر إحدى صديقاتي وهي تخبرني عن علاقتها الزوجية فتقول: "إنها لم تكن جيدة بما يكفي للبقاء عليها، ولم تكن سيئة بما يكفي لتركها". في كلتا الحالتين، فإننا عادة لا نصل إلى التمرد الذي يميز نقطة الانطلاق لنفس السبب، فالموقف ليس على هذا القدر من السوء. إننا نقف في منطقة غير مأهولة وممتلئة بالكسل. لا توجد سعادة، لكن لا يوجد ألم كاف للتحفيز على التغيير. إذا أردت أن تغير من ثروتك المالية، فإنه كلما أسرعت في إصابة نقطة الانحراف، أبليت بلاء حسناً.
إليك هذه الفكرة...
إذا لم يكن موقفك المالي على هذا القدر الكبير من السوء ولكن لا يزال في مكان ليس بقريب مما تحبه. إذن فأنت بحاجة إلى بعض من الفاعلية. استخدم اختبار الكرسي الهزاز. تخيل نفسك وأنت في الثمانين من العمر وتجلس مع حفيدتك التي تبلغ من العمر خمس سنوات وتحكي لها الذكريات التي شعرت فيها بالندم. ما الذي فقدته، وكيف أثر على الأشخاص الذين تحبهم؟ استخدم تلك المشاعر والأحاسيس لتحثك على العمل.