القانون الأول للحب: يجب أن تحب ذاتك في المقام الأول:

صلب علاقاتك كلها هو علاقتك بذاتك، فمن شروط ایجاد رابطة حب حقيقية ناجحة مع شخص آخر أن تحب ذاتك أولاً:

إن علاقتك التي تقيمها مع ذاتك هي العلاقة المركزية في حياتك، فأنت محور مكونات خبرات حياتك - أي الأسرة والأصدقاء وعلاقات الحب والعمل وهذا هو السبب وراء حقيقة أنه لابد وأن يبدا ای کتاب عن الحب بالقانون الذي لا يخص علاقاتك بالآخرين بل تلك التي تتعلق بك أنت شخصيا وبذاتك.

فهناك اختلاف كبير "بينك" وبين "ذاتك".. فذاتك هي قلب وجودك بغض النظر عن شخصيتك، والأنا، وآرائك، وعواطفك؛ فهي جزء مقدس داخلك حيث تكمن روحك، أما "أنت" فتلعب دور الملاحظ والمحرر والعلم والناقد الذي يستعرض أفكارك وكلماتك ومشاعرك وتصرفاتك، وتحدد مدى ما تظهره من شخصيتك تجاه الآخرين.

وتعد علاقتك مع ذاتك هي أسمى العلاقات التي تنشأ وتشب عليها باقی العلاقات.. وتعمل هذه العلاقة كقالب يتشكل منه باقی ارتباطاتك في الحياة فهو يحدد نوعية ونسيج علاقاتك مع الآخرين وعلاقتهم بك ويضع النموذج الأمثل الخاص بكيفية تبادل الحب.

فمدی عمق وصحة العلاقة القائمة بينك وبين ذاتك يحدد نجاح علاقاتك مع الآخرين. إذا كانت علاقة الحب الحقيقى التي تعيش فيها هی ما ترغبه، فإن أولى الخطوات التي يتعين عليك اتخاذها هي أن تتعلم أن تحب وتقدر ذاتك ككائن ذي قيمة ومحب.

الجزء المفقود من اللغز

لقد حضر آلاف الأشخاص ورش العمل التي كنت أنظمها واحاضر فيها بشان تطوير الذات على مدى سنوات من أجل تحديد كيف يمكنهم العثور على علاقات الحب التي يسعون وراءها، وعادة ما كنت أبدأ بطرح سؤال لمعرفة وصفهم بالتفصيل للطريقة التي يرغبون في أن يتعامل بها معهم من يحبونهم، ومدی شعورهم تجاه هذا الشريك، وكيف يودون أن تكون علاقتهم المثالية معه، بالطبع تتنوع الإجابات من شخص لآخر ولكن هناك عدة ثوابت دائما ما تظهر.

يقول معظمهم إنهم يريدون شخصا ذا قلب طيب ومراعية للآخرين ومحبأ، وينصت لأمنيات الآخرين وأهدافهم وأحلامهم، ويشعرهم بخصوصيتهم والاعتزاز بهم، ويسعد لنجاحاتهم، ويشعرون معه بالانفتاح والإخلاص، ويشعرون تجاهه بالارتباط القلبی والارتباط بالعقل والروح.

وعندما طرحت على نفس هؤلاء الأشخاص سؤالا بشان کم من هذه السلوكيات ينتهجونها في التعامل مع أنفسهم أجاب معظمهم بأنه ليس هناك أي من هذه الأشياء يوجهونها لأنفسهم.. وسوف يقر العديد بانهم متحفزون لسقطاتهم ويكبتون حاجاتهم ولايعيرون اهتماما لصفاتهم الحسنة وحسناتهم وإنجازاتهم. وبشكل عام، يكرسون وقتا ضئيلا وانتباها بسيطا للارتباط بقلوبهم وأرواحهم، فمن يسعون إلى حب حقيقي ليس لديهم فكرة كيف يقدمونه لأنفسهم.

فنفس المركز الذي يولد حب الذات هو نفس ذلك المكان الذي يجذب حب الآخرين لك. إذا كان هذا المصدر ملبدا بالغيوم، فإن قدرتك على جذب علاقة تتلألأ بالسحر من فرط الحب ستكون غير كاملة. ومن أجل إعادة البريق لهذا المصدر الداخلي، ستكون في بادئ الأمر بحاجة إلى أن تتعلم كيف تعطي لذاتك ماترغب فيه من الآخرين ، فالحب يجلب مزيدا من الحب، وعندما يسطع نور الحب بداخلك، فستفتح المجال أمامك لتجربة روعة الارتباط بشخص آخر.

تعلم كيف تُحب ذاتك

من حيث المبدأ، أن تحب ذاتك يعني ببساطة أن تؤمن بجدارتك الداخلية وأهميتك، ويتمثل ذلك في أن ينتابك شعور صحي بداخلك بتقديرك لذاتك وان تعرف من داخلك أنك حلقة ذات قيمة في سلسلة شاملة، فحب ذاتك یعنی كذلك أن ترعي بنشاط كل وجه من أوجه شخصيتك وأن تهتم بها، ويتضح ذلك من كل تحرك لك، من ارتدائك لمعطف لتحمي نفسك من الصقيع، ومن تركك للعمل الذي لا يستهويك، ويقصد بذلك أن تطوع حياتك وفق احتياجاتك ورغباتك مع تقديرها بنفس الطريقة التي تنشدها من شريكك.

لن ينشا الجميع على تقدير الذات وتكريمها، ففي حقيقة الأمر، يحتاج معظمنا إلى بذل مجهود بدرجة ما من خلال حياتنا لتحقيق ذلك، وقد يشعر كل شخص بالنقص في مجال أو أكثر سواء أكان المجال فيزيائية أو فكرية أو مالية أو حتى في الأمور الشخصية أو النضج العاطفي، وعلى الرغم من ذلك، فإن احترام الذات وتقديرها وتدليلها هو حقك المشروع منذ ولادتك وهو شيء يمكنك اكتسابه وتعلمه.

جب ذاتك هو أفضل طريقة لتعلم كيف تحب!

حب ذاتك هو أفضل طريقة لتعلم كيف تحب، فالحب هو فعل يتطلب تفهما معينا ومهارات وقدرات خاصة، وبممارسة الحب تجاه ذاتك، فإنك تدرب ذاتك للانتقال إلى مستوى ثان - أي حب طرف آخر.

عندما تتقن رعاية حاجاتك ومصالحك فقط، ستعرف كيف تهتم بالآخرين بنفس الطريقة، وحال احترامك لأفكارك ومشاعرك، يمكنك تطبيق ذلك في علاقاتك مع الآخرين، وعندما تؤمن من اعماقك بمدي قيمتك، يمكنك عندئذ منح الحب الحقيقي لشريكك.

إذا كان هدفك هو الدخول في لعبة الحب كفائز، فاولى خطواتك هو أن تتعلم كيف تحب ذاتك، وقبل بدء اللعبة والخوض في غمارها، أنت بحاجة إلى التطرق إلى مدارك قلبك وروحك وأن تكتشف مقداره.