تتمثل الخطوة الثانية عشرة نحو تحقيق الثروة في حسن إدارة المخ. "إن الإنسان، بكل ما اكتسبه من ثقافة وتعليم، لا يفهم شيئا أو يفهم القليل من القوة غير الملموسة للتفكير، وهو لا يعرف إلا القليل عن التركيب المادي للمخ، كما أنه لا يعرف إلا القليل عن مخطط آلة المخ المعقدة والتي من خلالها تتحول قوة الفكرة إلى مقابلها المادي".

على الرغم من أن "هيل" قد تنبأ بكل حماسة أن "رجال العلم" سيكتشفون أسرار العقل، إلا أنه أقر أن هذه الدراسات لا تزال في مرحلة الحبو". إنني أتساءل ماذا كان سيعتقد "هيل"، إذا علم أننا ما زلنا نواجه نفس الأمرد فالحقيقة تقول إنه كلما اكتشفنا المزيد من أسرار المخ، ندرك أننا لا نزال ا نعلم أي شيء.

لنأخذ مرض اضطراب تعدد الشخصيات مثالاً، إن هذا المرض بعد من الحالات المرضية التي تسكن فيها شخصيتان أو أكثر نفس الجسد، غالبا ما تكون كل شخصية واضحة ومختلفة عن الأخرى ويمكن التمييز بينهما فقط لأن إحدى الشخصيتين تشكو من فقدان الوعي أو فقدان الذاكرة. ومما هو جدير بالذكر، أن 79% من الحالات المصابة بهذا المرض لديهم تاريخ يشير إلى معاناتهم من الخوف من شيء ما ويبدو أن هذا الاضطراب بعد طريقا للتعامل مع ذلك الشيء، لقد تلقت كل شخصية قسطا من الألم، ولذلك يمكن أن يتصرفا بنفس الطريقة

يمتلك الأشخاص المصابون بهذا المرض ما يتراوح بين ثمان وثلاثين شخصية مختلفة، والأمر غير الطبيعي في هذه الحالة المرضية أن كل شخصية من الشخصيات لها سمات مختلفة من حيث الناحية الجسدية والبيولوجية. بالإضافة إلى التغييرات في نمط التفكير ومعدل ضربات القلب والمظهر الخارجي، فإن الشخصيات المختلفة التي تسكن نفس الجسد قد يكون لديها بعض الحساسيات المختلفة.

سجل د. "بينيت برايون" أحد أعضاء الجمعية الدولية لدراسة تعدد الشخصيات في شيكاغو إحدى الحالات التي يعاني فيها جميع الشخصيات التي تسكن المريض من الحساسية ضد عصير البرتقال. ما عدا شخصية واحدة. يعاني المريض عادة من طفح جلدي شديد، لكن إذا تحول إلى الشخصية التي لا تعاني من الحساسية ضد عصير البرتقال يذبل الطفح الجلدي فوراً ويمكنه تناول عصير البرتقال بحرية. وما هو أكثر غرابة، ظهور واختفاء بعض البثور والتقرحات الجسدية في الشخصيات التي تسكن نفس الجسد، كما تأكد طبياً أن أمراض عمى الألوان والصرع والسكر موجودة في إحدى الشخصيات الفرعية، مما يربك الأطباء تماما عند تحول المريض بين الشخصيات وذلك بسبب تلاشي نفس المرض أو الحالة.

لم يفهم العلم العديد من الاكتشافات التي وصل إليها، حتى الاكتشافات داخل مجال الاضطراب المتعدد للشخصيات قد ألقت بالعديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات فكر في النضج لثانية. إذا كان من الممكن من الناحية البشرية التخلص من مرض السكر خلال الفترة التي ينتقل فيها مريض اضطراب تعدد الشخصيات بين شخصياته المتنوعة، إذن فهل من الممكن أن نتعلم جميعاً كيف نتخلص من أمراضنا؟ مما لا شك فيه أن الإجابة ستكون نعم، لكن لا يزال كل شخص يخمن متى سيأتي هذا اليوم.

إليك هذه الفكرة...

قد يكون من الصعب عليك تصديق بعض الأمور التي قرأتها هنا، بل وقد تعتبرها أمراً مستحيلاً. على الرغم من أن ما ذكرته هو الحقيقة، لا تأخذ كلماتي كما هي: لا تؤمن بكل كلمة تقرأها. وبدلا من ذلك اطلب الدليل على صحتها. اذهب إلى المكتبة أو ادخل على شبكة الإنترنت أو ابحث في المواد المرجعية. من خلال المشاركة في الحصول على المعلومات وتأكيد صحتها أمام نفسك ستنتقل تلك المعلومات إلى الجزء الخاص بالمعرفة في المخ وتصبح لديها بعد ذلك القدرة على التحول.