الحُب في عيون الخبراء:

في عام 1998 خرج إلى النور كتاب إذا كانت الحياة لعبة فهذه هي قوانينها، ليقدم للناس خيار الحياة كلعبة تتعلم فيها دروسا من كل خبرة تمر بك كل يوم، وتم تاليف هذا الكتاب من أجل مساعدة الناس على خوض رحلة الاستكشاف، والنمو، والتطوير.

وحيث إن البحث عن شريك يعد جزءاً طبيعيًا من تجارب الإنسان، فقد كان من المفيد أن نجعل بؤرة تركيز هذا الكتاب على الحب، ويقدم كتاب إذا كان الحب لعبة فهذه هي قوانينها خيار اللعب مع شريك يتبع نفس القواعد التي تتبعها، فخوض تلك اللعبة وحدك أمر وأن تلعبها مع شريك أمر مختلف.

حيث تعرض لك فرص رائعة ووقتها يكون للعبة مذاق خاص، وحال وجود شريك معك يكون واحد + واحد يساویان ثلاثة ، خبرتك وخبرة شريكك والخبرة التي تتقاسمانها، فالدخول في ساحة الحب يعلمك أنت وشريكك مجموعة من الدروس - الدروس التي من شأنها أن تدعم حياتكما.

الحب والمودة:

المودة هي عملية يسعى من خلالها شخصان لتحقيق نموها الشخصي في إطار علاقتهما، وعلى مدار الخمسة والعشرين عاما الماضية. حضرت العديد من ورش العمل في هذا الشأن وساعدت العديد من الأزواج في البحث عن علاقات جديرة بالثقة بينهم - قائمة على الإخلاص والاحترام والتواصل ومستوی عمیق من الاتصال.

کما ساعدت أزواجا في تحديد أهدافهم وتوقعاتهم ورؤاهم وقيمهم ورغبتهم في تخطي مرحلة كونهما شخصين حيث يتحدث كل منهما بضمير "أنا" للوصول إلى التحدث بالضمير "نحن" وقد شاهدت زيجات تمت ونجحت أمامي.

وبحكم عملی، كان لي الشرف في توثيق عشرات الزيجات حيث يوثق العالم العديد من علاقات الحب، ولقد لاحظت كيف يصبو كل من الرجل والمرأة إلى المشاركة في حياة واحدة، وشاهدت كذلك مدى الجهد والصبر والعناء المطلوبين من أجل إنجاح هذه العلاقات. كل هذه التجارب والخبرات مصحوبة بالدروس التي استفدتها من الحياة - قد علمتني أن الحب ذاته أمر يسير وطبيعي فهو علاقة تضع أمامنا العديد من التحديات.

 ويتطلب الحب الصادق أن تتخطى مجرد الفتنة أو التفاعل الكيميائي. وفي بعض الأحيان، تخطى كل ما هو متوقع. ويتطلب الحب الحقيقي أن تكتشف ذاتك الحقيقية ومن خلال هذه الحقيقة ستتوصل إلى الشخص الذي تود مشاركته وخوض غمار الحياة معه.

ولكن ماهو بالضبط الحب الحقيقي؟

هو أن تختار شريكك بالضبط كما هو، وأن تنحي غضبك جانبا أثناء خيارك، وتحاول إكساب هذه العلاقة مذاق السحر بدلا من التنقيب عن أسباب عدم جدواها، والحب أيضا هو دعم ومؤازرة شريكك في جميع خياراته وحثه على تحقيق رغباته وكل أحلامه التي يتمناها.

الحب الصادق هو تقدیر صدق شريكك وتمنى الخير كل الخير له.. ولكنه ليس تحكما أو امتلاكا بل احترام أسلوبه الفريد في الحياة والثقة فيه.. وهو الشجاعة على قول الحقيقة خاصة عندما تظن أنه لا يمكن التصريح بها لسواه.

ويقصد بالحب الحقيقي معرفة حدود ماهو مسموح لك به واحترام حدود شريكك.. والتخاطب بدلا من فرض الرأي، وطرح التساؤلات بدلا من الانتقال سريعة إلى النتائج، وهو يعني أيضا الوصول إلى قرارات مشتركة بدلا من الشجار والشجار بدلا من الانفصال والتغلب على الخلافات وجرح المشاعر والإحباطات مع العلم بأنه يمكن التئام أي جرح من خلال الالتزام، ويعنی كذلك البقاء حالا تريد إنهاء العلاقة واحترام التزامك باتخاذ قراراتك مع من وقع عليه اختيارك.

الحب الصادق:

والحب الحقيقي الصادق يعني التركيز على من تكن له الإعجاب وسبب امتنانك له، والتركيز على الحلول بدلا من المشكلات والتركيز أيضا على شريكك وإعطائه الفرصة لمعرفة كم تهتم به كل يوم، أي تقدير من تحب أن تتعامل معه کامر مسلم به أو كقدر.

ويعني العيش دون أحكام بغية إيجاد نوع من الأمان للتصريح بالحقائق، وأن تعيش مع شريكك كل يوم وكانه اليوم الأخير في حياتكما، والرغبة في أن تكون ذاتك وأن تعيشا في تناغم معا.

كيف تبدو العلاقة الحقيقية الصادقة ؟

إنها تبدو كحقيقة وواقع، فهي تزدهر بالإخلاص وتتألق بالحقيقة، وتتميز هذه العلاقة بالمرونة، فهي تنحنی أمام الاحتياجات والتغيرات المتقلبة لدى كل شريك، وتطيح باية صعاب قد تصادفهما، ويلتزم كلا الشريكين بالعمل على تحقيق النمو والازدهار لكليهما طوال حياتهما، فبشكل مجازی هذه العلاقة تشبه الماس فهو يتلألأ بالبريق، ويشع طالما أن قلبه صلب متين، فهو المحتوى والمجال الذي سينمو فيه الحب الحقيقي.

الصورة المثالية للحب:

وبالطبع فإن هذه هي الصورة المثالية للحب. وتكمن المتعة الحقيقية - والفرصة - في الوصول إلى مثل هذه الرؤية، وسوف يوفر لك هذا الكتاب الأدوات التي ستكون بحاجة إليها على طول الطريق أثناء تعلمك كيف تفوز بالحب، وعلى عكس أي كتاب "قوانين" آخر عن الحب، فلست بحاجة إلى دراسة واستذكار هذه القوانين، لأنها بطبيعة الحال حقائق شاملة مدفونة في أعماقك، وربما تكون قد سهوت عنها حین وقوعك تحت سحر الحب، فالحب قوة عارمة من شأنها، في بعض الأحيان، أن تطيح بالصواب والحكم الصائب، بينما يعد الشعور بالحب الجديد من متع الحياة هو أيضا تحديا، حيث تتذكر الحقائق الخاصة بكيفية الارتباط وسط شعورك بالخفة والدعة. أتمنى أن يكون هذا الكتاب خير معين لك في حبك.

في الحقيقة أنا لم أصطنع هذه القوانين، فهي موجودة منذ بدء الخليقة ودوری هو تقديمها لك بحيث تتذكر الحقائق التي تحكم علاقات الحب في اندماجات سعيدة وصحية ومنتعشة، وإعادة اكتشاف هذه القوانين من شأنه أن يساعدك كثيرا في رحلتك للبحث عن الحب الحقيقي الأبدي مع الحفاظ عليه.

وسواء أكنت تبحث عن شريك روحك أو كنت تحاول توطيد علاقتك الحالية بآخرين، ستجد في كتاب "إذا كان الحب لعبة فهذة قوانينها" إجابات لما قد يدور بخاطرك من استفسارات.