كيف تحدث العدوى بالمونيليا؟

تعیش «الكانديدا» في المكان الدافئ الرطب القليل الحموضة، لذا فالمهبل ليس السكن الملائم لها، لكن - لسوء الحظ - أن عوامل كثيرة داخلية وخارجية تغير من طبيعة المهبل وتجعل منه السكن المريخ والمفضل لها.

أول هذه العوامل هو استعمال المضادات الحيوية واسعة المجال؛ لأنها تقتل أنواعاً مختلفة من البكتيريا دون أن تفرق بين النافع منها والضار فهي تقتل البكتيريا النافعة التي خلقها الله في المهبل لتتغذى على إفرازاته فتحول مادة الجليكوجين الموجودة بها إلى حامض اللاكتيك ليطهر المهبل ويحميه من غزو الميكروبات.

  • حبوب منع الحمل تساعد على تفشي الإصابة بالمونيليا:

وتتعرض المرأة للإصابة بالمونيليا إذا كانت تستخدم حبوب منع الحمل خاصة الحبوب التي تحتوي على نسبة عالية من هورمون الأستروجين، لمنع الحمل عن طريق منع حدوث التبويض؛ لأن ارتفاع مستوى الأستروجين بالجسم يزيد من كمية الجليكوجين في إفرازات المهبل، وهي مادة شبيهة بالسكريات، والمونيليا تفضل الوسط الغني بالسكريات، ونفس الشيء يحدث أثناء الحمل. كما معرض للحامل من ناحية أخرى الإصابة بالمونيليا بسبب ضعف مقاومة فطيم عتوم للميكروبات المختلفة.

أما حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجستيرون فقط.      (تسمي (min pills والتي تمنع الحمل -عن طريق زيادة كثافة إفرازات عنق الرحم تمنع بذلك مرور الحيوانات المنوية - لا تؤدى زيادة الجليكوجين، لكنها قد تساعد على الإصابة بالمونيليا من ناحية أخری؛ حيث أنها تزيد كمية الإفرازات أي تزيد من البلل أو الرطوبة .

لذلك فاستخدام حبوب منع الحمل ليس الوسيلة المناسبة إذا المرأة تتعرض من وقت لأخر للعدوى بالمونيليا:

  • اللولب أيضاً له مشاكلة:

وفي نفس الوقت نجد أن استعمال اللولب قد يكون أسوأ من الحبوب، لأنه يعرض المرأة لعدوى الجهاز التناسلي بصفة عامة؛ حيث أن «الخيط الرفيع» الذي يتدلى منه خارج عنق الرحم، يكون بمثابة وسيلة المواصلات التي تتعلق بها الميكروبات من مختلف الأنواع وتتسلقها متجهة لأعلى في اتجاه الرحم.

حتى في حالة استخدام الحاجز المهبلي كوسيلة لمنع الحمل قد تنشأ في بعض السيدات حساسية للعدوى بالمونيليا بسبب مادة المطاط الموجودة به أو بسبب الكريم القاتل للحيوانات المنوية الذي يستخدم مع الحاجز، مما يجعلهن عرضة عن غيرهن للعدوى بالمونيليا.

 

     وقبل الحيض مباشرة يتعرض كثير من النساء للمونيليا لانخفاض درجة حموضة المهبل في ذلك الوقت. وأحياناً تكون المعاشرة الزوجية عاملاً يساعد على العدوى بالمونيليا إذا تم ذلك دون خروج قدر مناسب من الإفراز الملين للمهبل، مما يؤلم الزوجة وربما تصاب بخدوش تعرضها للالتهابات.

وقد يكون للسائل المنوي للزوج دخل في الموضوع؛ ففي بعض الرجال يكون مرتفع القلوية عن المعتاد، فيخفف من حموضة المهبل.

  • احذري الجينز الضيق  :!

وبعض الملابس تساعد على تهيئة المناخ الملائم لسكن "الكانديدا"، مثل "البنطلون الجينز الضيق" المنتشر بين طالبات الجامعة، أو ما شابه ذلك، لأنه يمنع التهوية ويزيد من العرق ودفء المكان، وهو ما ترحب به المونيليا، وكذلك الملابس الداخلية المصنوعة من النيلون لأنها لا تمتص العرق وقد تؤدي لحساسية الجلد، لذا يفضل عنها استعمال الملابس القطنية، خاصة في الجو الحار. وبعض النساء يفضلن وضع فوطة صحية» بصفة مستمرة بين أعلى الفخذين لتلتقط أي إفراز مهبلي يخرج، مما يساعد أحياناً على العدوي بالمونيليا بسبب ضعف التهویه ودفء المكان، واحتكاكها بالجلد، خاصة إذا كانت كبيرة الحجم، وخاصة إذا كانت المرأة أصلاً لديها قابلية للعدوى بالمونيليا.

  • احذري الكيماويات وبعض أنواع الصابون:

ونجد كذلك أن كثرة تعرض المهبل إلى الكيماويات من خلال التشطيف بالمطهرات أو أنواع الصابون (خاصة ذا الرائحة) أو من خلال الاستحمام في البانيو بعمل حمامات الفقاقيع (الرغاوى (، يؤذي أنسجته، ويغير من طبيعة الإفرازات المهبلية، مما يعرضه للعدوى بالمونيليا. أو ربما لالتهابات كيماوية من هذه المواد.

  • الضغط النفسي وسوء التغذية:

ومن الملاحظ أيضاً أن الضغط النفسي وسوء التغذية له صلة بالعدوى بالمونيليا؛ لأن كثرة الهموم والمتاعب والتوتر بالإضافة إلى ضعف البدن تضعف من مقاومة الجسم للمرض، مما يهيئ الفرصة للفطريات مثل المونيليا لأن تغزو الجسم.

ومن النواحي الأخرى لسوء التغذية اتباع عادات غذائية سيئة مثل الإفراط في تناول السكريات، وهو ما يساعد أيضاً على العدوي بالمونيليا؛ لأنها تتغذى أساساً على السكريات، هذا يفسر سبب انتشار المونيليا بين المريضات بالسكر حيث أن ارتفاع مستوى الجلوكوز (السكر) بالدم يؤدي لزيادة كمية الجليكوجين (مادة سکرية) في الإفراز المهبلي. كما يساعد خروج السكر مع البول على زيادة فرصة العدوى من ناحية أخرى نظراً لتجاور فتحة خروج البول وفتحة المهبل.