الإفرازات المهبلية طبيعتها وأنواعها

هل طبيعة المهبل أن يكون مبتلاً أم جافاً؟

  • الإفرازات المهبلية الطبيعية:

تعتمد بعض السيدات أن طبيعة المهبل أن يكون جافاً وأن وجود أي بلل، باستثناء ما يصاحب الإثارة الجنسية، يعني وجود شيء غير طبیعی. بينما الحقيقة أن طبيعة المهبل أن يكون رطباً أو مبتلاً بالإفرازات المهبلية .. ولكن إلى أي درجة؟ هذا يختلف من امرأة لأخرى، فقد تزداد كمية الإفرازات المهبلية بشكل ملحوظ في بعص النساء عن غيرهن، لكنها لا تزال طبيعية تماماً، كما أنها تختلف في نفس المرأة باختلاف الوقت؛ أي باختلاف التوازن بين هورموني الأستروجين والبروجستيرون (الهورمونات الجنسية) على مراحل الدورة الشهرية، كما أنها تتأثر بالعوامل الخارجية وحالة الجسم عموماً.

فنجد أن إفرازات المهبل تزداد بصفة عامة في الأحوال التالية:

  • عند الإثارة الجنسية: سواء للاتصال الجنسي أو التفكير في الجنس أو الاحتلام (التفكير في الجنس أثناء النوم).
  • عند التبويض، أي في منتصف الدورة الشهرية.
  • أثناء الحمل.
  • قد تزداد، في حالة الإمساك المزمن والضعف العام أو الكسل وعدم ممارسة أي نشاط رياضي أو الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة.

من أين تأتي الإفرازات المهبلية؟

تخرج الإفرازات المهبلية من عدة أماكن، هی:

  1. غدد بارثولين: وهي غدد دقيقة توجد خلف الشفرين الكبيرين، ويخرج إفرازها عند الإثارة الجنسية فقط، ليجعل المكان لزجاً مما يسهل إيلاج العضو في حالة حدوث اتصال جنسی. وهو إفراز شفاف له رائحة مميزة هي رائحة الجنس.
  2.  المهبل: بالرغم من أن المهبل لا يحتوي على أية غدد، لكن خلاياه تقوم أثناء فترة الخصوبة برشح سائل حامضي يميل إلى اللون الأبيض، هذا السائل بخاصيته الحامضية يمثل وسيلة دفاع طبيعية ضد الميكروبات التي قد تغزو المهبل (كما سيتضح .(
  3. عنق الرحم: يحتوي عنق الرحم على غدد كثيرة تُفرز مخاطاً شفافاً له خاصية قلوية، ويزداد إفرازه وقت التبويض .. يتجمع هذا المخاط عند فتحة الرحم ليمنع دخول الميكروبات إلى الرحم، لكنه في وقت التبويض يصير سائلاً ويسمح للحيوانات المنوية بالسباحة خلاله للدخول إلى الرحم ومنه إلى البوقين حيث يتم تلقيح البويضة. وفي حالات قليلة تتغير طبيعة هذا المخاط بحيث يمنع نفاذ الحيوانات المنوية خلاله، فيحدث العقم.
  4. الرحم: تفرز غدد الرحم بعد حوالي ثلاثة أيام من التبويض إفرازاً شفافاً غنياً بالجليكوجين والجلوكوز، فائدته تغذية البويضة الملقحة التي تنزرع في جدار الرحم، إذا ما تم حمل.

وصفُ الإفرازات المهبلية الطبيعية:

تكون الإفرازات المهبلية في أغلب النساء قليلة الكمية فلا تزيد.     عن بضعة سنتيمترات مكعبة، وتتميز بلون رائق شفاف يميل إلى اللون الأبيض، ولها رائحة مميزة وليست كريهة، هي رائحة الجنس. والأهم من ذلك أنها لا تثير الرغبة في الحكة (الهرش) ولا تسبب عموماً الشعور بعدم الارتياح أو المضايقة (على عكس الإفرازات المرضية)، لكنها قد تزيد في الكمية عند بعض النساء، خاصة في منتصف الدورة الشهرية (وقت التبويض)، فتضطر المرأة إلى كثرة تغيير ملابسها الداخلية، وتسبب إحساساً بالقلق وعدم الارتياح.

يُمكنُكِ إدراك الخواص السابقة بنفسك ملاحظة الإفرازات المهبلية على الشفرين الخارجيين أو حول فتحة المهبل.

  • كيف يحمي الإفراز المهبلي جسم المرأة؟ :

يحتوي الإفراز الذي يخرج من جدار المهبل على خلايا متساقطة ومادة تُسمي جليكوجين (شبيهة بالسكريات). وقد خلق الله - عز وجل - نوعاً من البكتيريا يسمي (دودرلين)، يعيش داخل المهبل في صورة مسالمة ويتغذى على ما يحمله الإفراز المهبلي، وينتج عن ذلك تحول الجليكوجين إلى حامض اللاكتيك أو اللبنيك (Lactic acid) فيجعل إفراز المهبل حامضياً، ولهذه الخاصية أهمية كبيرة فهی تجعل الإفراز المهبلي بمثابة مطهر طبيعي للمهبل يحميه من غزو الميكروبات التي تضعف حيويتها ونموها في الوسط الحامضي.

ولسوء الحظ أن استخدام المضادات الحيوية واسعة المجال يقتل أنواع كثيرة من البكتيريا بما فيها هذا النوع المسالم البريء، والنتيجة هي انخفاض درجة حموضة الإفراز المهبلي، مما يهيئ الفرصة لنشاط ونمو الأنواع الضارة من الميكروبات مثل المسببة للمونيليا. ولعل بعض السيدات قد لاحظن ظهور إفراز مهبلي سميك أبيض اللون، مما يشير للإصابة بالمونيليا، بعد العلاج لفترة بالمضادات الحيوية.

الإفرازات المهبلية المرضية

هنا تزيد كمية الإفرازات المهبلية عن المعتاد، وتضطر المرأة إلى كثرة تغيير ملابسها الداخلية التي تتسخ بلون بني أو بني مصفر، أو غير ذلك، بعد جفاف الإفرازات عليها. كما يتغير لون الإفرازات فتصبح صفراء أو رمادية أو بيضاء أو خضراء، كما تتغير رائحتها إلى رائحة كريهة. وعادة يصاحب الإفرازات المرضية حرقان وحكة شديدة، وقد يتسلخ جلد الفرج بسهولة إذا لم تهتم المرأة باستبدال ملابسها الداخلية المتسخة.

ويدل ظهور الإفرازات المهبلية على هذه الصورة. على وجود عدوى ميكروبية أو طفيلية تكون غالباً بالمهبل أو ربما أبعد من ذاك.