تتمثل الخطوة العاشرة من خطوات الوصول إلى الثروة في تحويل الطاقة الجنسية. على الرغم من خطورة الأمر، إلا أنه بسيط ويمكن تفسيره بسهولة ويسر. إن تحويل الطاقة الجنسية يعني تحول العقل من أفكار التعبير البني إلى أفكار من طبيعة أخرى، ويعد استخدام قوة الإرادة لتوجيه الطاقة الجنسية إلى شيء آخر غير معاشرة الزوجة من الأمور الضرورية لتحقيق النجاح!

لا تعد هذه الفكرة من الأفكار الجديدة، ففي عالم الألعاب الرياضية بعد التقشف (الامتناع عن بعض الشهوات) من التمرينات العامة قبل المسابقات الكبرى. لقد كان "محمد علي كلاي" يتوقف عن الاتصال الحميمي بزوجته لما يزيد على 6 أسابيع قبل أي مباراة مهمة!

الجنس هو الجنس، لا يمكن القيام باي شيء آخر حياله حيث لا يؤدي الجنس إلى بناء الطرق أو كتابة الروايات كما أنه لا يعطي معني لأي شيء في الحياة سوی لنفسه. 
"جور فيدال"

لقد ركزت إحدى العادات الهندية القديمة على التقشف كوسيلة لتوجيه العقل والجسد نحو هدف الإدراك الروحاني. تعتبر الحفاظ على هذه الطاقة من الأمور الضرورية لتعزيز القدرات الفكرية والروحانية.

ومع أن هذا الأمر قد لا يكون سليما اجتماعيا، إلا أن "هيل" يشير إلى نقطتين رئيسيتين أولهما: أن "مشاعر الإيمان والحب والجنس تعد من أقوى المشاعر الإيجابية. عندما تدمج تلك المشاعر الثلاثة، تصبح لديها تأثير على صياغة الأفكار بطريقة يمكنها دائما الوصول إلى العقل الباطن".

ويعزو هذا إلى أن (أ) جميع الرجال الذين حققوا إنجازات عظيمة لم يصلوا إلى النجاح إلا بعد سن الأربعين حيث لم يعد الجنس من أولويات الحياة ولم يعد لازما للقيام بأي شيء، (ب) كل الإنجازات في مجالات " التعليم والفن والصناعة والمعمار والحرف، قد تم التحفيز عليها من خلال تأثير المرأة".

يذكرنا "ميل" أن "صفحات التاريخ ممتلئة بسجلات القادة العظماء الذين حققوا إنجازات عظيمة من خلال تأثير النساء اللائي يلهبن القدرات الإبداعية في عقول الرجال، من خلال تحفيز الرغبة الحسية".

 تشير الطبيعة البشرية إلى أننا سنهتم بأمور الشخص الذي نحبه أكثر من الاهتمام بأمورنا. ومن ثم، وفقا لـ"هيل"، عندما يسقط الرجل في الحب، فإن إرادته ليظهر جديرا بهذا الحب وهذه المشاعر تكون كافية لتغيير مشاعر الحب والإيمان كما تكون كافية لزيادة قدراته.

وعلاوة على ذلك، عندما يصل الرجل إلى سن الأربعين سيدرك أن الجنس ليس كل شيء وليس نهاية كل شيء في الوجود، ومن ثم يتعلم توجيه بعض من طاقته الجنسية نحو بعض الممارسات البناءة الأخرى. مما يعطي معنى جديدًا لعبارة "الحياة تبدأ عند الأربعين".

بطرح هذا الأمر بعض التساؤلات عن دور المنشطات في تحقيق النجاح والإنجازات الشخصية. إذا لم يعد الشخص الذي يعتمد على المنشطات الكيميائية في حاجة إلى تعويض الرغبات الراكدة لديه ببعض الإنجازات الخارجية، فقد يصبح العالم بالنسبة إليه عبارة عن مكان فقير، حيث سيفقد الرغبة في القيام بأي شيء سوى لعب النرد ومشاهدة التلفاز!

على كل حال فإن تعلم طريقة توجبه الطاقة العاطفية يُعد من الأمور الواضحة بالنسبة للمرأة كما هو الحال بالنسبة للرجل.


إليك هذه الفكرة....

إذا كنت تمارس العلاقة الحميمة مع زوجتك بانتظام، توقف لمدة أسبوعين على الأقل، إذا كان التقشف هو الطريقة التي تتبعها في حياتك طواعية أو مجبرا، إذن وجه هذه الطاقة وركز في مشروع جديد بدلا من أن تتذمر منها. تعلم أن تدرك الطاقة التي تتمتع بها، لكي يمكنك توجيه بعض هذه القرى إلى مصادر بديلة.