وفقا لما يراه "هيل"، فإن الإنجاز يُعد مستحيلاً بدون اجتياز اختبار المثابرة. يعد هذا الاختبار بمثابة "مرشد خفى يتمثل دوره في اختبار الأشخاص خلال جميع التجارب المثبطة التي مر بها هؤلاء الأشخاص الذين ينهضون بأنفسهم بعد الهزيمة ويداومون على المحاولة حتى يصلوا إلى أهدافهم، ثم يصرخ العالم مشجعا لهم، " مرحی! کنا نعلم أنه يمكنكم القيام بالأمر".

بعد السير "جيمس دایسون" أحد الأمثلة الكلاسيكية الحديثة التي تدل على المثابرة، قرر على المثابرة. قرر "جيمس دایسون"  قبل أن يحصل على لقب سیر. أن يطور مكنسة كهربائية بدون كيس للغبار. اعتقد الجميع أنه أصيب بشيء من الجنون، خاصة باقي الشركات المنافسة في هذا النوع من الصناعات. ويعود السبب في المقام الأول إلى أن تلك الأكياس كانت تقدم عائدا طائلا لمعظم المصنعين الكبار. ولذلك، فإن التخلص من الأكياس كان من الأمور المستحيلة والمزرية ماليا. على الأقل بالنسبة إليهم.

لا يوجد شيء في هذا العالم يمكن أن يحتل مكانة المثابرة. لن تستطيع الموهبة أن تحل محلها، فليس هناك ما هو أكثر شيوعًا من الفاشلين أصحاب المواهب. ولن تستطيع العبقرية أن تحل محلها. 
فالعبقرية المدفونة في التراب تكاد تصبح مثلا يردده الناس صباحا ومساء. وكذلك التعليم لن يحل محلها، فالعالم ممتلئ بالأشخاص المتعلمين المهجورين. إن المثابرة والإصرار لديهما القدرةعلى القيام بكل شيء. - "كالفين كوليدج" ، الرئيس الثلاثون للولايات المتحدة

على الرغم من ذلك، تجاهلهم "دايسون" ومضي قدما في طريقه. كلفه هذا الأمر خمسة عشر عاما من عمره وإنفاق معظم مدخراته وعمل حوالي 5126 نموذجا مبدئيا. بعد الإصرار المستميت وما يصفه "دایسون" ب "الإخفاقات الهادفة" جزءًا أساسيًا من العملية التي قادته إلى النجاح في نهاية الأمر، وكانت الفكرة بسيطة جدًا.

وتتمثل في تجربة الأشياء التي يقول عنها الفكر السليم إنها لن تعمل. عندما كان "دایسون" يعمل على مكنسته الكهربائية المشهورة حاليا، شرع في العمل من خلال تجربة الشكل المخروطي لإعصار الهواء التقليدي الذي تراه في كتب الدراسة.

لكن هذه الآلة لم تتمكن من فصل صوف السجاد وشعر الحيوانات الأليفة والأجزاء القطنية الصغيرة. جرب "دایسون" جميع الأشكال، فلم يعمل أي منها. لذلك حاول استخدام الشكل الخاطئ. عكس الشكل المخروطي، فعمل هذا الشكل. يقول "دایسون": "لقد كان هذا الأمر خطأ في العمل وليس في التفكير، وهذا ليس أمرا سهلا لأننا جميعنا تعلمنا كيف نقوم بالأشياء بالطريقة الصحيحة".

يؤمن "دایسون" بالقاعدة التي تقول إن العديد من الأشخاص يستسلمون عندما يشعرون بأن العالم بأسره يقف ضدهم، لكنه يقول: "هذه هي المرحلة التي يجب عليك فيها بذل مزيد من الجهد". إنني أستخدم التشابه مع سباق الجري. إنه يبدو كأنك لا تقدر على الجري، لكن إذا اجتزت حد التعب، سترى خط النهاية وستكون على ما يرام. غالبا لا تجد الحلول إلا عند المواقف الحرجة.

كان "دایسون" سعيد الحظ، لقد كان بداخله إحساس دائم بأنه سيجد النجاح بعد الضيق وبالفعل عثر عليه عند التجربة رقم ۵۱۲۹، حيث نجح النموذج التالي. وبحصوله على لقب سیر في عام ۲۰06، تصبح "السير جيمس دایسون" واحدا من أغنى الشخصيات في المملكة المتحدة بروة صافية يبلغ قدرها 1 بليون جنيه إسترليني.

اختتم "هيل" نقاشه قائلاً إنه من خلال: " الدراسة النزيهة لحياة العباقرة والفلاسفة وأصحاب الخبرات ورجال الدين في الماضي، يصل الإنسان إلى استنتاج أن المثابرة وتركيز المجهود وتحديد الهدف تمثل الموارد الرئيسية لتحقيق إنجازاتهم".

إليك هذه الفكرة...

حاول المرور بما يعرف بـ" الإخفاق الهادف". فكر في المشروع الذي صادفه الفشل. قم بزيارته مرة ثانية وسجل الأشياء التي لم تعمل وفقًا للحكمة والعقل المألوف. حاول أن تسترجع هذه الأشياء بطريقة نظامية، لاحظ كيف فشلت ولماذا فشلت وادمي كلا من الأفكار أو الدروس التي تعلمتها عند التنفيذ في المحاولة التالية.