وفقا لنابليون هيل: "فإن الخطوة الثالثة نحو تكوين الثروة تتمثل في الإيحاء الذاتي حيث يقول: " كل الانطباعات الحسية يمكن إيقافها من خلال التفكير بالعقل الظاهر (الواعي)، ويمكن نقلها إلى العقل الباطن أو رفضها، حسبما تشاء. لذلك تعمل القوة الإدراكية كحارس خارجي لمنهج العقل الباطن".
على الرغم من أن العلم الحديث قد اكتشف أن المعلومات لا تمر دائما إلى العقل الظاهر قبل أن تصل إلى العقل الباطن، إلا أن "هبل" لا يزال مُحقًا في تأييد وجود حارس على الباب. على الرغم من ذلك، فإن العقل الباطن يعد أكثر تعقيدا مما نتوقع. على سبيل المثال، فإن العقل الباطن يحتفظ بالمعلومات التي نسيها العقل الظاهر ولم يعد يعرفها على الإطلاق...
العاطفة تجتاز التفكير وتصل إلى العقل الباطن مباشرة. كما يبدو أيضا أن المعلومات قد تنتقل من حواسنا الخمس إلى العقل الباطن حتى قبل أن ندركها أو نعيبها! افترض الجراحون لعقود أنه عندما يفقد المريض الوعي بفعل التخدير فإنه يكون بذلك غير مدرك لما يحدث في حجرة العمليات، بما في ذلك أي تقرير قد يقوله الدكتور بخصوص الحالة، ففي عام 1963، كان الطبيب النفسي الأمريكي المشهور والمتخصص في العلاج بالتنويم المغناطيسي "ميلتون إريكسون" من أوائل من اكتشفوا أن العقل الباطن يسمع كل كلمة يتلفظ بها أي شخص أثناء عملية التنويم المغناطيسي، على الرغم من أن المريض لا تكون لديه ذاكرة واعية للأحداث التي تمت. وفي بحث تال استخدم التنويم المغناطيسي بعد إجراء العملية، أكد ذلك البحث أنه على الرغم من أن المريض لم يكن مدركا إلا أنه لا يزال يمتلك مستوى مذهلا لتذكر الأحداث التي وقعت أثناء العملية.
وفي عام ۱۹۸۸، شرع كل من "إيفانس" و"ريتشاردسون" في اكتشاف ما إذا كان الأمر مهما بالفعل أم أنه مجرد سمة مميزة مثيرة، ويظهر بحثهما -المدعوم بالوثائق الجيدة. أن الأمر مهم وأن الإيحاءات الإيجابية التي تقال للمريض المخدر أثناء العملية تعجل من شفائه.
يقول "هيل": "يتلقى العقل الباطن جميع الأوامر المعطاة له"، إنك تحتاج فقط إلى أن ترى الرفاهية التي يشعر بها المريض الذي يقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي لترى ذلك بالفعل. هل من المعقول أن تأكل بصلة كما لو كانت تفاحة؟
هل من الحكمة أن تدور على الأرض مثل الدجاج أو أن تقلد قردًا أمام أصدقائك؟ سينفذ العقل الباطن ما تأمره به، لذا تأكد أن تخبره أن يقوم بأمر بناء. تأكد من أنك تحمى أثمن ممتلكاتك وارفض الأفكار والمؤثرات السلبية.
باعتبار أننا نادرًا ما نكون تحت تأثير المخدر أو التنويم المغناطيسي، فلن تكون هنالك طريقة للوصول إلى العقل الباطن سوى من خلال العقل الظاهر من خلال النخيل أو الإيحاء الذاتي: "يمكن - كما يقول " هيل" أن يكون الإنسان هو مدير نفسه ومدير البيئة من حوله لأنه يمتلك القدرة للتأثير على عقله الباطن والذي باسل من خلاله على التعاون مع الذكاء المحدد".
إليك هذه الفكرة...
في المرة القادمة التي تذهب فيها لإجراء جراحة أو خلع إحدى أسنانك عند طبيب الأسنان ضع في اعتبارك أن أي شيء يتم التلفظ به سيجد طريقه المباشر نحو عقلك الباطن. اكتشف البدائل، وإذا لم تجدها، فتحدث إلى طبيبك واطلب منه أن تكون المحادثة خاصة عن أي شيء سلبي في أضيق الحدود.