يقول "نابليون هيل"، "كل الأفكار التي تكتسب صبغة عاطفية (تعبر عن المشاعر) وتختلط بالإيمان، تبدأ فورا في تحويل نفسها إلى المقابل أو المثيل المادي". بمعنى آخر، إن الأفكار التي تحدث الفارق هي فقط تلك الأفكار التي تشعر بها عاطفيا من داخلك.

لذا فإن القلق الذي ينتاب الإنسان بخصوص حدوث أو عدم حدوث الشيء لا يعد فقط من الأمور العقيمة التي لا فائدة منها، لكنه أيضا، وفقا ل "هيل" وما تم اكتشافه بواسطة العلم الحديث، يضيف القوة إلى الفكرة مما يزيد من احتمالية وقوعها.

لا تمتلك جميع أفكارك القدرة على تغيير العالم من حولك، لكن الأفكار التي يمكنها ذلك هي فقط تلك الأفكار المألوفة والمدعومة بالقوة العاطفية. يتسكع معظم الناس في الحياة بلا هدف، لينتهي بهم الحال في وظيفة أتت عن طريق المصادفة وليس عن طريق اختياره كما أنهم لا يمتلكون أي حماسة تجاه أي شيء ولذلك فإنهم يفشلون في الربط بين هذه القوة وأي شيء آخر غير التوتر بسبب الديون،

إن إضافة العاطفة إلى الأفكار يضفي عليها بعضا من القوة. لكننا لا نعرف بالفعل حتى الآن كيف يحدث هذا. على الرغم من أن الطريقة التي يتعامل بها المخ مع المشاعر قد تقدم لنا بعض الحلول الخاصة بذلك.

 لقد كان هناك اعتقاد استمر لفترة طويلة يفترض أن المشاعر لا تظهر إلا بعد التفكير. كان هناك اعتقاد بأن الإشارات الحسية تصل إلى المفسر في المخ (المهاد)، حيث يتم تفسيرها وترسل إلى الأقسام الصحيحة من الجسم. ستنتقل الإشارة إلى الجزء الخاص بالتفكير (الغشاء الدماغي الحديث)، ثم ستنتقل بعد ذلك إلى الجزء الخاص بالإحساس (الجهاز الكوفي) حيث يمكن البدء في اتخاذ ردة الفعل الملائمة.

لقد كان "جوزيف ليدوكس". خبير الجهاز العصبي بمركز العلوم العصبية في جامعة نيويورك. هو أول من اكتشف أن الأمر لا يسير على هذا المنوال. حيث يوجد نسيجان صغيران على شكل اللوزة يسميان "اللوزتين" ويقعان أعلى جذع المخ على كل جانب من جانبي المخ. وتحكم هاتان اللوزتان في العواطف.

أثبت بحث "ليدوكس" أنه عندما تصل الإشارات القادمة من الحواس إلى المهاد، فإنه يقوم بإرسال رسالتين، وليس رسالة واحدة، تمر إحداهما عبر مشبك واحد لتصل إلى اللوزة بينما تسلك الإشارة الثانية طريقها إلى الغشاء الدماغي الحديث من أجل التقييم المقلى الواعي.

والنتيجة هي أن اللوزة تسطو على التفكير وتلهب حماستك على العمل قبل أن تكون مطلقا تماما على ما يحدث، وهذا هو الفعل اللاإرادي الذي سيجعلك على سبيل المثال تقفز في النهر لإنقاذ طفل قبل أن يقوم الجزء الخاص بالتفكير في المخ من تقييم الخطر. وهذا هو السبب الذي يؤدي غالبا إلى وصول الثورة العاطفية قبل التفكير العقلي. للأسف!

يوضح هذا الاكتشاف حقيقة أن العاطفة لها مدخل مباشر وقوي إلى العقل الباطن. حيث إنه تسبب في وقوع الحدث أسرع من التفكير المنطقي، ولذلك، فقد تكون مسئولة جزئيا عن السبب الذي يجعل من العاطفة عاملا فعالا وضروريا في تحويل الأفكار إلى واقع ملموس.

إليك هذه الفكرة ...

من المهم للغاية أن نحقن القوة العاطفية في عملية التنفيذ، اغمس نفسك في تجربة مستقبلك المرغوب واشعر بالمشاعر التي ستنتابك وأنت تمتلك هدفك المحدد. ستؤدى الرغبات الضعيفة إلى خلق نتائج ضعيفة.