يقول "نابليون هيل": "عندما يمتزج الإيمان مع ذبذبات الفكرة، يتلقى العقل الباطن هذه الذبذبات فورا ويحولها إلى العوامل الروحانية المقابلة لها ثم يحولها إلى ذكاء غير محدود، كما هو الحال بالنسبة للمصلي".
بينما بدأ الفهم العلمي في تفسير بعض عجائب الطبيعة، برزت فكرة الفصل بين العلم والدين فكلاهما يؤمن ببعض من أنواع الذكاء الكوني. لكنهما لا يتفقان معا في الشيء الذي ننشده. وقد انتهى ذلك الفصل (بين العلم والدين)، عندما أجبر "رينيه ديكارت". الفيلسوف الفرنسي ومؤسس الطب الحديث في القرن السابع عشر. على إجراء صفقة تبادلية مع أكبر رجال الدين في ذلك الوقت، حيث وافق "ديكارت" على عدم الخوض في مسائل الروح والعقل والعواطف في مقابل أن يمده رجل الدين ببعض الجثث لكي يشرحها ويجرى عليها اختباراته.
يقر "نابليون هيل" بكل وضوح أن الإيمان والعاطفة هما ما يظهران ويحركان هذه القوة الخفية، إن الإيمان هو الشيء الذي يساعد العلاج البديل على العمل ومما يرشد الناس في المواقف الصعبة وهو أمر ضروري لتحويل الفكرة إلى واقع مادي. لكن الإيمان ليس حكرا على الملتزمين دينيا.
إن الإيمان ببساطة ما هو إلا إحساس بالثقة يمتلك تأثيرًا عميقا وذكاء غير محدود. لذا فإن الأفكار التي تجول بخاطرك وأنت تنتظر الحافلة لن يتم تحويلها بمعجزة إلى واقع مادي. لكن الأفكار التي توقظك في الليل والتي ترتبط بإحساسك، هي تلك الأفكار التي يمكن تحقيقها.
قد يكون ذلك هو السبب الذي يجعل المصلى قويا وفعالا في التأثير على الآخرين. إن المصلى ليس مجرد رفيق للقوم (المصلين)، لكنه عادة ما يكون متسلحا بقوة وجدانية شديدة، في الأيام الحالية لا يصلى بعض الناس عندما تسير الأمور بشكل جيد، ولكنهم يصلون عندما تنتشر المصائب أو عندما يواجهون مشكلة أو مرضا أو فزعًا ويعمل الموقف على تعزيز أفكارهم وتقوية اهتمامهم، وقد يكون هذا الموقف بمثابة توسيع للإدراك مما يؤدي إلى تحقيق المعجزات.
قد يأتي يوم في المستقبل يتحد فيه العلم مع الروحانية مرة ثانية ويفهم فيه الناس أن الأفكار مثل القدر ليست من الأمور المجازية، إن الأفكار والأعمال التي نعزوها إلى العلوم المجردة قد تعود إلينا في شكل روحاني مثل العاقبة الأخلاقية، وقد يأتي اليوم الذي ينفذ فيه الإنسان أوامر الله ليس لأنه يخاف من العقاب، لكن لأن هذا هو الطريق المستقيم. سيظهر عهد المسئولية الشخصية وسنفهم حقيقة أن كل شيء نقوم به أو نقوله أو نفكر فيه له أهمية كبيرة. كلنا مترابطون، لذا فإن عبارة: "عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به" ما هي إلا إحساس مشترك.
إليك هذه الفكرة…
تحت عنوان" الأشياء التي أثق فيها"، اكتب جميع الأشياء الموجودة في العالم والتي تؤمن بانها حقيقية. ما هي مظاهر حياتك التي توافق عليها بدون أي تساؤلات؟
فكر بعناية في الموضوعات المهمة مثل الحب والسعادة وقدرتك على بناء الثروة وتحقيق أحلامك. ما اعتقادك المخلص تجاه هذه الأشياء؟ هل من المحتمل أن إيمانك بشيء بعينه قد يقيد من نتائجك؟