يقول "هيل"، "إن الحالم العملي كان وسيظل دائما أحد أنماط صناعة الحضارة". وهو يؤكد على أن "التحمل وتفتح العقل من الضروريات العملية بالنسبة للحالم هذه الأيام. إن الذين يخافون من الأفكار الجديدة محكوم عليهم بالفشل قبل أن يبدأوا".
لقد كان "والت ديزني" بدون شك أحد أنماط صناعة الحضارة. ولد "ديزني" في شيكاغو وتربى وترعرع في. إحدى مزارع ولاية ميزوري قبل أن يعود مرة ثانية إلى شيكاغو لدراسة الفن. لم يكن "ديزني" يتمتع بكثير من الحظ، حتى قام بتصميم شخصية الفأر "ميكي ماوس".
لقد عانى "والت ديزني" من الإفلاس عقب بعض الأعمال التجارية الفاشلة التي حاول القيام بها في مدينة كنساس. مثل ملايين الأشخاص، انتقل "ديزني" إلى لوس أنجلوس للبحث عن وظيفة في مهنة صناعة السينما. لم يفلح الأمر، لكنه احتفظ بحلمه وبدلا من أن يعود إلى كنساس، استأجر إحدى كاميرات الفيديو وجمع بعض الرسوم المتحركة وبدأ العمل في شركة "ديزني" في مرآب منزل عمه بالاشتراك مع أخيه "روی".
لقد أدي حلمه إلى خلق صناعة جديدة، كما أنه أثر في ملايين الأطفال (والبالغين)، كما أدى خياله إلى خلق احتمالات جديدة في عالم الرسوم المتحركة، حتى إنه قد اندهش بنفسه من الطريفة التي سارت بها الأمور منذ أيام عمله في المرآب.
في العصر الحالي، يوجد هؤلاء الأشخاص الذين يخشون من العمل الذي قد تقوم به جوجل، خذ آلية البحث عن الكتب الخاصة بموقع جوجل كمثال، حيث تعد الفكرة خارقة للعادة. أن تجد على الإنترنت كل كتاب مقروء على مستوى العالم.
يا له من مصدر لا يمكن تصوره، إذا تمت إدارته جيدا ليلقى هذا المصدر اهتمامات عديدة، خاصة من الكتاب والناشرين. لكن بدلا من التركيز على الطريقة التي قد تعوق عمل هذا المصدر أو التي لا يجب العمل بها، قد يجب علينا التركيز لإيجاد حل عادل لكل الأطراف وإعطاء المزيد من الناس مداخل للحصول على المزيد من المعرفة.
يتحدث "هيل" عن الطريقة التي استخدمها أصدقاء "ماركوني". مخترع الراديو للإمساك به وإيداعه بأحد مستشفيات الأمراض العقلية. لقد كانت عقولهم منغلقة تماما لدرجة أنهم لم يتقبلوا احتمال أنه يمكن نقل الرسائل في الهواء بدون أية أسلاك مما أدى إلى أنهم قد افترضوا بكل سهولة أن صديقهم قد أصيب بالجنون.
في عام ۱۸۹۹، قال "تشارلز اتش. دويل"، مندوب مكتب تسجيل براءة الاختراع في الولايات المتحدة: "كل شيء يمكن ابتكاره، قد تم ابتكاره من قبل". في عام 1943 قال "توم وارسون"، رئيس مجلس إدارة شركة آي بي إم: "أعتقد أن متطلبات سوق الكمبيوتر العالمي لا تزيد على خمسة أجهزة على أحسن تقدير".
وهي عبارة تبدو الآن في منتهى السخف -خاصة أن هناك بعض المنازل التي قد تحتوي على ذلك العدد حتى العباقرة قد يخطئون في الفهم أحيانا، فمثلا لم يكن "ألبرت أينشتاين" شخصا أخرق فكريا، بل كانت لديه كعالم قدرة خرافية على الأحلام، لكنه هو نفسه الذي قال في عام ۱۹۳۲: "لا يوجد أي دليل ولو كان بسيطا على أنه يمكن الحصول على الطاقة الذرية. مما قد يعني أنه لا بد من تفتيت الذرة بطريقة ما".
لا تنمو الأفكار الجديدة داخل العقول المغلقة...
إليك هذه الفكرة…
إذا كنت تبحث عن أفكار جديدة في العمل أو إذا كنت ترغب في العثور على أفكار لمنتجات جديدة أو كنت تبحث عن أسواق جديدة لمنتج موجود بالفعل، خذ ورقة بيضاء وسجل فيها واحدا وعشرين احتمالا. لا تتوقف في تدون جميع الاحتمالات. من خلال كتابة العديد من تلك الاحتمالات، فإنك تجبر نفسك على النظر إلى الأفكار المجنونة أيضا، وستؤدي هذه العملية إلى فتح أبواب التفكير والتي من الممكن أن تقود إلى اتجاهات مريحة وغير متوقعة.