يفتتح "نابليون هيل" كتابه قائلا، "في الواقع، تعد الأفكار أشياء حقيقية، بل إنها أشياء قوية، خاصة عند مزجها بثبات الهدف والمثابرة والرغبة التواقة لتحويلها إلى ثورات أو أي أشياء مادية أخرى، ووفقا لا يراه "هيل"، لا يمكن إنجاز أي شيء عالي القيمة بدون وجود هدف محدد.
عندما صرح الرئيس الأمريكي "كنيدى" للعالم أجمع في الخامس والعشرين من مايو ۱۹6۱، بأن الولايات المتحدة ستغزو الفضاء قبل نهاية ذلك العقد، لم يستطع أحد أن ينكر أن هذا التصريح يشير إلى هدف محدد. لقد كان رجل القضاء السوفيتي "بوری جاجارين" هو أول إنسان يذهب إلى الفضاء ولم يكن هناك أي شيء يشير إلى أن الولايات المتحدة يمكنها هزيمة الاتحاد السوفيتي فيما يعرف بسباق الفضاء. ومع ذلك، فقد اقتنع "كينيدي" وشعر أن تحقيق أحد الأهداف السامية سيجلب الشعور بالفخر إلى الشعب الأمريكي. وفي العشرين من يوليو عام 1969، تحول هدف "كينيدي" المحدد إلى واقع عندما هبط "نيل أرمسترونج" قائد سفينة الفضاء أبوللو 11 على سطح القمر.
لقد كان لدى " غاندى" غرض محدد أيضا. ألا وهو أن يخرج الاستعمار البريطاني من الهند بدون أي عنف، ويشير "ميل" في كتابه Think and Grow Rich إلى "غاندى" كما لو كان أقوى رجل عاش على سطح الأرض". على الرغم من تجاوزه السبعين من العمر، إلا أنه كان هناك البعض القليل ممن ينافسونه على اللقب. لقد استطاع " غاندي" حث مائتي مليون شخص ليتجمعوا على مبدأ واحد قائم على المقاومة بدون عنف، على الرغم من أنه قد تم القبض عليه عدة مرات، إلا أن التمرد المدني الذي قاده قد أدى إلى استقلال الهند في 1947.
إنه لمن الضروري أن تعرف الشيء الذي تهدف إلى تحقيقه. وفي إحدى الدراسات الشهيرة التي أجريت على طلاب جامعة بيل، اكتشف الباحثون أن 3٪ من الطلاب الذين استهدفتهم الدراسة هم فقط من دونوا أهدافهم مع الخطط اللازمة لتحقيقها، وبعد مرور عشرين عاما، قابل الباحثون الخريجين الذين لا يزالون على قيد الحياة واكتشفوا أن الطلاب الذين كانوا يمثلون نسبة 3% هم من يمتلكون الآن موقفا ماليا أقوى من ال ۹۷% الآخرين.
يعود أحد أسباب أهمية هذا الأمر إلى الطبيعة البيولوجية للإنسان، حيث يوجد جزء في المخ يسمى نظام التنشيط الشبكي، وهو الجزء المسئول عن عدد كبير من الوظائف منها عملية تنقية المعلومات: فإنك لو أدركت كل المعلومات التي تتلقاها حواسك الخمس خلال الأربع والعشرين ساعة طوال أيام الأسبوع السبعة، فقد يصيبك هذا بالجنون لتجنب حدوث هذا، فإن نظام التنشيط الشبكي يفيد ويحدد المعلومات التي تركها من خلال حذف الأمور التي لا تتعلق بك اعتمادا على أفكارك ومعتقداتك وغير ذلك. هل مررت من قبل بتجربة اتخاذ قرار لشراء شيء ما، لنقل سيارة على سبيل المثال، وأصبحت فجأة تراها في كل مكان وكأنك لم تدرك وجود السيارات من قبل؟ هذه هي الحالة التي يعمل فيها نظام التنشيط الشبكي، لقد كانت السيارات موجودة دائما. لكنها لم تكن مهمة لك قبل ذلك لأنك لم تقرر أن تشتري واحدة، لذلك فقد أزالها نظام التنشيط الشبكي من عقلك ولم تلاحظها أبدا.
أن يكون لديك هدف محدد ومن ثم تنشط نظام التنشيط الشبكي لديك لكي تبدأ في رؤية الفرص، فسيساعدك هذا على تحقيق ذلك الهدف.
.....................................................................................................
إليك هذه الفكرة ...
على الرغم من أن الأمر قد يبدو بسيطاً، فإن الحقيقة لا تزال تشير إلى أن معظم الناس ليس لديهم أي فكرة عن أهدافهم المحددة. لتحصل على المساعدة في تحديد هدفك، فكر في ذلك السؤال:" إذا لم يكن المال والوقت يمثلان مشكلة، فماذا سأفعل في حياتي هذه؟ ضع على الأقل قائمة بخمسة أشيام ولا تقم بكتابة الأشياء التي لن تقوم بها مثل:" أود أن أستقيل من وظفني".