لنقل إنك في اجتماع للموظفين، والموضوع التالي في برنامجك هو اكتشاف سبب تخطي بعض المواعيد النهائية الأساسية. بعد القليل من الشد والجذب، يبدو أن "آنا" تتحمل قدراً من اللوم، وكل من في الغرفة أصابهم التوتر. في محاولة صادقة لتلطيف الحالة المزاجية، تقول شيئاً مثل: "آنا. يا للهول! يبدو أن تناول وجبات الغداء لفترات أطول جعل حركتك أبطأ بالفعل!".

بدلاً من الضحك، يسود الغرفة جوٌ من الصمت. أنت لا تفهم ما الخطأ الذي ارتكبته، تخبر آنا لاحقاً: "أنك كنت تمزح"، لكنها تبدو منطفئة، هذه هي الكلمات الأخيرة المشهورة لشخص لديه نوايا طيبة، لكن النتيجة، أو التأثير، لم يكن متماشياً مع قصده، ولقد فات الأوان.

أو فكر في المدير الذي تحركه النتائج، والذي يتمتع بنوايا طيبة في إرشاد موظفيه لتحقيق أهداف أسمى، إنه يركز على النجاح لدرجة أنه يصبح مقيماً في العمل (يقوم هو بمعظم العمل، أو يدفع الآخرين ليعملوا بطريقته الخاصة).

إنه ينسى تماماً كيف يدير العمل من خلال الآخرين. يعتبره موظفوه مديراً صغيراً صعب القيادة لا يشارك الخبرات رغم أنكل ما كان يقصده هو أن يتعلم منه الفريق، ويصبح ناجحاً. ومجدداً، كانت النوايا طيبة، لكن كان تأثيرهما معكوساً. لقد فقدت العلاقات الآن بريقها، ولا يستطيع المدير اكتشاف سبب استياء موظفيه منه.

إذا وجدت ان تمضي الوقت في تهدئة الأمور لتصلح علاقة، أو أنك غير متأكد من الشيء الخطأ في علاقاتك، فاعلم أن هذه المواقف يمكن تجنبها. بمساعدة مهارات الوعي والإدارة لديك، فإن بعض التعديلات الصغيرة ستصنع الفرق.

لكي توفّق بين كلامك وتصرفاتك وبين قصدك، يجب أن تستخدم مهارات الوعي الاجتماعي وإدارة الذات لتلاحظ الموقف والأشخاص المتواجدين فيه، فكر قبل أن تتكلم أو تتصرف، واتخذ رد الفعل المناسب والدقيق. قم بعمل تحليل سريع. فكر في موقف حيث كان تأثير كلامك أو أفعالك مخالفاً لما قصدته، على قطعة من الورق، قم بوصف الواقعة؛ قصدك، وتصرفاتك، والتأثير؛ والنتيجة النهائية، أو رد فعل الآخرين. بعدها، اكتب ما لم تدركه في هذا الموقف، واكتب ما أدركته متأخراً، وتفهمه الآن، متضمناً الإشارات الغائبة، وما عرفته عن نفسك وعن الآخرين.

أخيراً، قم بكتابة ما كان يمكنك فعله بشكل مختلف لتحافظ على التوافق بين قصدك وتأثيرك. إذا لم تكن متأكداً فاسأل شخصاً آخر كان متورطاً في نفس الموقف.

في حالة "آنا"، لم تدرك أنها لم تكن اللحظة المناسبة لتلك المزحة؛ فقد اختصَصٌتها علانية.

في المرة القادمة، ستلطف الحالة المزاجية عن طريق إطلاق المزحات عن نفسك، وليس عن الآخرين إن المدير الذي تحركه النتائج ولم يدرك ما يحفز موظفيه لا يعطيهم المساحة والوقت للتعلم والنمو بمفردهم.

لتديرعلاقاتك بشكل أفضل، فمن الضروري أن تكشف عدم التوافق قبل أن تتصرف؛ بحيث تتسبب تصرفاتك في أن يتماشى تأثيرك مع نواياك الطيبة.