اجعل تقييمك للأخرين بناءاً:
فكر في أفضل تقييم تلقيته في حياتك. لم يكن بالضرورة شيئاً أردته أو توقعته، لكنه أحدث فرقاً في سلوكك للمضي قدماً. قد يكون هذا التقييم قد شكَّل أداءك العام، أو كيفية تعاملك مع موقف معين، أو حتى مهنتك، ما الذي جعل التقييم جيداً بهذا الشكل؟
إذا كنت مسئولاً عن إعطاء التقييم، فهناك العديد من الكتيبات الإرشادية التي تقودك خلال العملية، مع التأكد أنها في إطار المبادئ التوجيهية القانونية والخاصة بالموارد البشرية.
اجلس، فلدينا بعض الأخبار: إن اتباع المبادئ التوجيهية القانونية ليس هو ما يجعل التقييم ينعكس على الأداء أو يكون تجربة مُغيرة للشخص؛ لكن ما يجعله كذلك، هو دمج خبرة الذكاء العاطفي المكتسبة في ملاحظاتك.
كيف تُقيّم الأخرين بالذكاء العاطفي:
إن أعطاء التقييم هو حدث يبني العلاقات، ويتطلب مهارات الذكاء العاطفي الأربع لتصبح فعالاً. استخدم مهارات الوعي الذاتي لتحدد مشاعرك عن التقييم. هل أنت مرتاح لهذه العملية؟ لماذا نعم؟ ولماذا لا؟ بعدها استخدم مهارات إدارة الذات لتقرر ماذا ستفعل بالمعلومات التي عرفتها عن نفسك للتو من خلال الإجابة عن الأسئلة السابقة.
على سبيل المثال، إذا كنت قلقاً من إعطاء ملاحظات عن آداب التحدث في الهاتف لأنك تخشى أن يظن الناس أنك تسترق السمع، فكيف ستتغلب على هذا القلق لتعطي ملاحظاتك بثقة؟ الأمر متروك لك، لكن لا تتجاهل الملاحظات لأنك تشعر بالانزعاج.
ثم بعد ذلك، استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لتفكر في الشخص الذي يتلقى التقييم. تذكر، إن التقييم يهدف إلى مخاطبة المشكلة، وليس الشخص. كيف يحتاج الشخص لسماع رسالتك بشكل واضح، ومباشر، وبناء، ومحترم؟
إن التقييم البناء يتكون من شقين: مشاركة آرائك وتقديم حلول للتغيير. فلنأخذ تود كمثال: إنه مباشر جداً، والتلطيف عند إخباره بحاجته – بهدف تحسين آداب التحدث في الهاتف – سيكون بمثابة إهانة له؛ لكن إذا كان تلطيف الأخبار القاسية موجوداً في خطة التحسينات الخاصة به. ففكر في مشاركة التقييم بتلطيف ومن دون تلطيف حتى يستطيع أن يلحظ الفرق، ويتعلم منه.
جيني، على الجانب الآخر، رقيقة المشاعر.
بما أن هذه تجربة بناء العلاقات، فضع جيني في اعتبارك عند تخطيطك لملاحظاتها. إن استخدام الملطفات مثل: "أنا أظن"، أو "أنا أعتقد"، أو "هذه المرة" – في بداية الجملة قد يخفف الصدمة.
وبدلاً من قول: "إن تقريرك بشع"، استخدم "أنا أعتقد أن هناك بعض الأجزاء في تقريرك تحتاج للمراجعة. هل يمكن أن أرشدك من خلال بعض الاقتراحات؟".
هنا، يكون تقديم اقتراحات للتحسين مفيداً، وليس إلزامياً. في النهاية، اطلب من الشخص أن يقدم أفكاره، وأشكره على استعداده للتفكير في مقترحاتك.