من المرعب ان تتواجد في مكان غير مألوف، وأن تكون في الظلام. مثال: هل سبق وخططت للتخييم، لكن وصلت إلى الموقع في الظلام؟

من الصعب تحديد اتجاهاتك؛ أنت تنصب الخيمة في الظلام. ولأنك في البرية، فإن الهدوء والسواد يخيمان على المكان بشكل مخيف، تذهب إلى النوم بعين مفتوحة، وتأمل خيراً.

اليوم التالي، تستيقظ وأنت متعب وتفتح خيمتك، فتندهش من الجمال حولك: المياه، والجبال، والممرات التي تزينها الأشجار، والحيوانات الصغيرة الفاتنة المنتشرة. ليس هناك ما تخشاه، سرعان ما تنسى مخاوف الليلة الماضية، وتتجول في يومك.

ما الذي كان يقلقك كثيراً على أية حال؟

الفرق الوحيد بين هذين المشهدين هو الضوء. إنه نفس المكان، وأنت مع نفس الأشخاص بنفس المعدات، هذا هو ما يختبره الناس عندما يتم اتخاذ القرارات نيابة عنهم. عندما تكون في الظلام – بقصد أو من دون قصد – بشأن: تسريح العمالة القادمة، ومفاوضات التعاقد، والأمور المشابهة، قد تكون أيضاً تبني مخيمك في الظلام.

إذا كان هناك تسريح للعمال سيزيد من ضغط العمل عليك أو سيغير مناوبتك، أو ستكتشف متى يتم توزيع خطابات الفصل. إذا تغيرت الضرائب، ستلحظ هذا على راتبك، لا ملاذ، وليست هناك فترات تجريبية، إنها مسألة محسومة.

إنه موقف يصعب تقبله لأننا لسنا أطفالاً؛ إننا راشدون. لكي نؤيد فكرة، يجب أن نفهم لماذا تم اتخاذ القرار.

عندما تستخدم ذكاءك العاطفي في إدارة العلاقات، ضع هذا في اعتبارك، بدلاً من أن تحدث تغييراً وتتوقع من الآخرين أن يقبلوا به، خذ بعض الوقت لتشرح سبب هذا القرار، موضحاً البدائل، ولماذا كان الاختيار النهائي هو الأكثر عقلانية.

إذا كان بمقدورك السؤال عن أفكار وإسهامات في وقت مبكر فسيكون هذا أفضل. في النهاية، اعترف كيف سيؤثر هذا القرار على كل شخص. يقدّر الناس هذه الشفافية والصراحة، حتى لو كان القرار سيؤثر عليهم سلباً. إن الشفافية والصراحة أيضاً يوضحان للناس أنهم مصدر للثقة، والاحترام، وأنهم متواصلون مع منظمتهم، بدلاً من إخبارهم ما يجب عليهم فعله، وإبقائهم في الظلام.

إذا كانت لديك عادة اتخاذ القرارات بسرعة واستقلالية، فهذا الأمر يعينك شخصياً. على الرغم من أن العادات القديمة تتغير بصعوبة؛ لأنها متأصلة في دماغك، إلا أن الوقت قد حان لتغير عاداتك وتضيف كفاءة اجتماعية لمرجعية اتخاذ القرارات.

أولاً، سيكون عليك أن تحدد قراراتك القادمة. أخرج مفكرتك لتلقي نظرة على الثلاثة الأشهر القادمة لتحدد القرارات التي ستحتاج لاتخاذها حتى ذلك الوقت.

الآن فكر من الذي سيتأثر بتلك القرارات. اصنع قائمة كاملة بمن سيتأثر بكل قرار، وخطط متى وأين ستتحدثان معاً عن كل قرار، ويكون الحديث متضمناً التفاصيل التي توضح لماذا وكيف سيتم اتخاذ كل قرار.

إذا كان يجب أن تدعو الأشخاص لاجتماع خاص، فليكن.

بينما تخطط برنامجك وكلماتك، استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لتضع نفسك مكان الآخرين، حتى تستطيع أن تتحدث لمستمعيك قبل وبعد اتخاذ القرار كما يتوقعون ويأملون.