من أين تأتي طاقتك
أريد إعطاءك الإرشادات العملية الخاصة بالطاقة في لحظتها. ولكن من الأفضل أولاً أن ندرس معاً بعض الأساسيات.
الطاقة عملية متطورة ونامية، وليست حدثاً مكتملاً بمجرد القيام به
عندما تنظر إلى حائط صخري عمودي يبلغ ارتفاعه مئات من الأقدام، يبدو من المستحيل قياسه، إلا أن متسلقي الجبال يقومون بهذا طوال الوقت. فهم يصلون إلى القمة بتقسيم التسلق إلى أجزاء، ثم تقسيم الأجزاء إلى مواطن لتعلق اليد ثم الدعائم إلى مواطئ للقدم، كمثل العناكب الصغيرة جداً التي تشق طريقها ببطء وثبات إلى القمة.
ونفس الشيء ينطبق على اكتساب وإنماء الطاقة اللازمة للحصول على ما تريده من الحياة. فإذا قلت لنفسك أنك ستحصل على المزيد من الطاقة في عجالة، فستجد نفسك وكأنك أمام هذا الحائط الصخري العمودي ولكن إذا قسمتها إلى عناصر وجعلت كلا منها جزءاً من عملية متواصلة تنفذ خطوة بخطوة، فإن مواطئ أصابعك على الطريق للطاقة لا يمكن أن تفشل في بناء قلعة حصينة لك بشكل سريع.
التخلص من دهون الجسم غير المستخدمة يعد جزءاً من العملية
العضلات فقط هي التي تولد الطاقة. فسواء كنت بديناً أو رشيقاً، طويلاً أو قصيراً، ومهما كان لونك فإن نظام الدورة الدموية بالكامل - القلب والرئتان والشرايين والأوردة والشعيرات الدموية - مبني في الأساس لنقل الدم الغني بالأكسجين إلى العضلات؛ حيث يتم توليد الطاقة.
ودعني أوضح لك بسرعة لماذا الأمر هو كذلك. فكما ترى، يقوم الجسم بتحويل معظم السعرات الحرارية التي تستهلكها إلى دهون. فسبعون أو ثمانون في المئة من الوقود الذي تحتاجه العضلات يجب أن يكون في هيئة جزئيات دهون. وهذه الجزئيات إما يتم حرقها للوفاء بحاجة المفاصل أو يتم تخزينها إذا كانت زائدة عن الحاجة كدهون في الجسم.
فإذا كانت أخر وجبة استهلكتها تحتوي على أقل مما تحتاجه العضلات من الدهون فإن الجسم يستهلك مما هو موجود في احتياطات الدهون في الجسم ذاته، أما إذا احتوت على كمية زائدة، فإنه يتم تخزينها، وإذا تجنبت أكل الدهون، فلن يوجد أمام الجسم اختيار غير استغلال الاحتياطي المخزن. وبهذا فإن الامتناع عن الدهون الموجودة في الغذاء أسرع وأسهل من طريقة للتخلص من الدهون الجسم غير المستخدمة.
والأكسجين، وهو المادة الخام للحياة، يعد مفتاحاً آخر لبناء الطاقة فمن الحقائق النفسية المعترف بها أن طاقة الإنسان تتناسب دائماً مع قدرة الجسم على أخذ واستخدام الأكسجين بكفاءة. وفكر فيها كما بلي الإنسان يمكنه العيش أسابيع بدون طعام، وأيام قليلة بدون ماء، ولكن خمس دقائق بدون أكسجين أمر يهدد الحياة ذاتها.
لماذا تعتمد طاقتك على مقدار الأكسجين الذي تحرقه؟
إن الأشخاص الذين لديهم نظم نقل الأكسجين عالية الكفاءة يحرقون طاقة أكثر من هؤلاء الذين دورتهم الدموية في مستوى أقل من حيث اللياقة، وبعبارة أخرى كلما زادت الطاقة التي ترغب في حرقها، زادت كمية الأكسجين التي تحتاجها لحرقها. فإذا كان بإمكانك إيجاد وسائل لزيادة قدرة جسمك على الحصول على الأكسجين واستخدامه فسيمكنك بسهولة، وربما بقوة زيادة طاقتك الشخصية بغض النظر عن عمرك ووزنك ومستوى لياقتك.
وقولي هذا لا يعني ضمنياً أن المزيد من الأكسجين يحول من تصل أعمارهم إلى تسعين عاماً إلى رياضيين، فأنا لا أقول هذا على الإطلاق. ولكن النقطة التي أشير إليها هنا أن الاستخدام الأكبر والأفضل للأكسجين لا يمكن أن يفشل في رفع مستوي الطاقة للأشخاص.
بدءاً ممن أعمارهم تصل إلى تسع سنوات إلى من أعمارهم تصل إلى تسعين عاماً، وحتى من هم أكبر من تسعين عاماً. إن إنك عندما تتنفس فإن جسمك يحتاج كل الأكسجين الطبيعي الذي يمكنه الحصول عليه ليس الخلق إنسان جديد منك ولن لتحسين الإنسان الذي هو أنت بالفعل.
فإذا كنت في الرعاية الصحية فإن الأكسجين سيعطيك القدرة على مواجهة أي طواري. وإذا كنت في الحكومة فإن احتياطات الأكسجين ستكون كافية للتغلب على كابوس البيروقراطية. وإذا كنت ممن يعدون عدواً وئيداً فستندهش من قدرة الأكسجين على تخفيف سرعة نبضات قلبك بينما تسرع من الجلو.
كيف تعيش وتأكل وتتنفس من أجل الحصول على الطاقة
هناك ثلاث طرق أساسية لتحسين قدرتك للحصول على الأكسجين الطبيعي والاستفادة منه وهي
- تحسين أسلوب التنفس للحصول على مزيد من الأكسجين.
- تناول الطعام لتحقيق أفضل استفادة من الأكسجين.
- تدريب أجسادنا على حرق المزيد من الأكسجين وبمعدلات أعلى.