ليكن لديك عقلية متفتحة لتقبل الأفكار الجديدة
يقول نورمان فيلد ينكريز أحد المتخصصين في التسويق عن بعد «لقد سعيت للحصول على نقل إلى أن وصلت إلى ما أريد وكان السبب وراء سعيي للنقل.
إنني كلما طرحت على المدير اقتراحاً من شأنه أن يساعد على انسيابية العمل. لا أجد منه إلا الرفض التام وأعتقد أنه يعتقد أنه مادام لم يطرأ هذا الاقتراح على ذهنه فلن يكون اقتراحا جيدا بالمرة». .
وتجربة نورمان هي رد فعل طبيعي لما نسميه على سبيل المزاح في الشركات الأمريكية ظاهرة لم يخترع هنا. وكما هو واضح من التجربة فإن هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على مجال الأعمال بل تمتد لتشمل كل نواحي الحياة سواء في البيت أو المجتمع.
وهذه الظاهرة مبنية على التشويه. وأعني بالتشويه هنا أن تنسب لشيء أو شخص ما شيئاً ليس له وجود إلا في عقلك. كما أعني به النظر إلى الحياة عبر منظار متعدد الألوان ورؤية الأفكار الجديدة على أنها نقد ضمني ليس هناك ما يبرره.
وفي الحقيقة فإن هذه الظاهرة بأشكالها المختلفة ما هي إلا دلالة واضحة على عدم الثقة بالنفس، وذلك لأن الشخص غير الواثق لا يتحمل النقد سواء كان هناك فعلاً أو كان هذا النقد من وحي خياله - وهذه الشخصية تعتاد أن تبقى أعينها مفتوحة تترصد لأي نقد. وكل هذا أملاً في تحديد موضع النقد وإذا اقتضت الضرورة تحديد معالم هذا النقد في الوقت المناسب، وذلك لمنع أي تعد على المشاعر.
ولا يخفى عليك أنك لن تجد كل الأفكار التي تأتيك من شخص تعمل أو تعيش معه تكون ذات قيمة أو حتى مفيدة. ومهمتك هي أن تفصل الأفكار المقيدة عن الأفكار غير المقيدة؛ بحيث تكون انتقائياً في استجاباتك. وهذا هو المفتاح للتخلص من عادة رفض أفكار الآخرين حتى قبل أن تعرف ما إذا كانت مفيدة لك أم لا.