جلس جين بروكون وجهاً لوجه مع مديرة ديف سانتيني وكان المدير يحاول جاهداً أن يعرف ما إذا كان بين أفضل موظفيه أم أسوأهم.
يقول ديف «لم تمر دقيقتان إلا وأتضح لي من خلال حواري مع جين أنه يمتلك من الذكاء ما يؤهله إلى ترقي مناصب أعلى في هذه المؤسسة. فجيف لديه عقل متوقد الذكاء وإحاطة جيدة بالجوانب الفنية للعمل وعندما يريد شيئاً ما فهو يعبر عن ذلك بوضوح شديد. أما المشكلة مع جين فهي فوضويته الشديدة وهذا يمثل تناقضاً في شخصيته، وعادات العمل السيئة لدى جين تمثل مشكلة كبرى».
ولا يزال ديف يتذكر بكل إعجابه ذلك التقرير الذي تقدمه جين وكان من الإتقان بحيث جعله يقوم بتوزيعه على بقية الموظفين ويحثهم على اتباعه كنموذج يحتذى به. وقد أعطاني هذا التقرير قدراً من الثقة في حين جعلني أوكل إليه مهمة أكبر وهي إعداد تقرير يشيرمان
وعندما سلم هذا التقرير في الصباح أصابتني الصدمة فاستدعيته إلى مكتبي لمناقشة الموضوع.
جين إنني غير راضٍ عن التقرير الذي قدمته. فهو تقرير يعوزه النظام كما أنه لا يركز على الأمور المهمة ويزخر بالثغرات. وبالتالي لم يكن بإمكاني أن أرفعه للإدارة العليا. وفي الحقيقة أنني أتوقع أن يصدر هذا من أي موظف غيرك أما أنت فلا. وأصارحك بأنني على قناعة أنك لو استطعت أن تغرس في نفسك عادة النظام فسوف تكون أكبر المنتجين في هذه الوحدة.
وما كان من جين إلا أن قال «هذا ليس عدلاً فأنا أخذ مرتباً مثالياً مثل غيري وأنت تطلب مني ما لا تطلب من غيري» .
وأنا لا أقول غير هذا، وأنا أعرف أن بمقدورك أن تتغلب على عدد التنظيم في حياتك. وعندما تبدأ في الوفاء بما أطلبه منك سأبذل جهدي لكي تحصل على ما تستحقه من مرتبات، وعلاوات وترقيات وحتى تفعل هذا إليك التقرير مرة أخرى. وستجد ملاحظات مفصلة على الهوامش وأود أن أرى التعديلات التي ستدخلها بنهاية هذا الأسبوع». .
وإذا كان النجاح عادة فالفشل أيضاً عادة كما هو واضح من قصة ديف وجين، والعادات هي جزء من الحقيبة العاطفية الداخلية التي نحملها معنا على مدار حياتنا. والعادات تتكون لدى الإنسان بشكل تدريجي ودون أن يشعر، وهذا شيء أكيد وهو أن العادات هي بمثابة محرك إلى أن نعمل – دون أن ندري -على توجيه أفكارنا ومشارعنا وتصرفاتنا سواء كانت جيدة أم سيئة أو تتسم باللامبالاة.
وما أعنيه هنا أن العادات هي التي تتحكم في كل شيء في حياتنا بداية من الجانب الذي نفرق عليه إحساسنا وحتى الأشياء الصغيرة التي تشغلنا بداية من ذوقنا في الملابس وانتهاء بأسلوب تعاملنا مع أولويات العمل.
وما يجعل العادة عادة ليس فقط حفظ سلوك معين وذلك لأننا نتشبث بطرق معينة من التفكير والتصرف ليس فقط لأننا دائماً ما نفعلها بهذه الطريقة ولكن أيضاً لأننا نعتقد أننا نستفيد شيئاً ما من خلال فعلها بهذه الطريقة وقد تكون هذه الاستفادة حقيقة أو من وحي الخيال.
ولكن ما دام هناك شعور بأننا نحصل على شيء ما فإننا نستمر على هذه العادة. وفي حالة جين فقد كان بمقدوره دائماً أن ينجح في الدراسة وفي أعماله السابقة وبشكل منجز، ولم يكن هناك ما يضطره إلى تعلم مهارات تنظيم وتحديد الأولويات والتي تمكننا جميعاً من المضي قدماً في الحياة. وبعبارة أخرى كانت عاداته السيئة عائقاً له من تعلم عادات، أفضل.
سبع عادات تُنذر باستنزاف قوتك
عندما يناديك شخص باسمك وتجيبه فهذه عادة، وحينما تقول بشكل دائم من فضلك وشكراً فهذه عادة واحتفاظ بسجل إنجازات العمل هو أيضاً عادة ومن العادات أيضاً الاتي:
- عدم التنظيم.
- عادات عدم إتقان العمل.
- عدم التحلي بالصبر.
- البكاء عند التعرض للضغط.
- السعي دائماً لاستشارة الآخرين قبل اتخاذ القرار.
- القلق الزائد.
- تعطيل الأعمال.
