ابحث عن خيار «الفوز لكل الأطراف»
إن اتجاه الفائز - الخاسر لتحقيق القوة مثل الساعة الخربة والتي تبدو مضبوطة مرتين فقط على مدار اليوم كاملاً وهو اتجاه يسعى من خلاله صاحبه إلى أن يحقق هو الفوز دون مراعاة لأي شخص آخر. وهذا الاتجاه لا ينبغي عليك أن تخوضه.
ولكن ليس معنى هذا أنني أطلب منك التضحية في سبيل الآخرين، فلن تجد سطراً في هذا الكتاب يحوي ذاك المضمون. وإذا ما نظرت إلى نفسك دون مراعاة للآخرين - فأياً كان النجاح الذي ستجنيه، فإن النهاية ستكون مشئومه وكئيبة، وذلك بسبب
إن الشخص القانع فقط هو الذي يستطيع أن يكون كريماً ومغدقاً على الآخرين، وفي كل مرة تلحق فيها خسارة بطرف آخر، تحقق أنت فوراً على حسابه، فبالتالي تخرجه عن قائمة من يساعدونك، والشخصية المشهورة --كذلك- في قلق شديد وتحمل هم فقدان ذيوعها وشهرتها، فلن يسمح لك بأن تفوز على حسابها. وهكذا تضيع القوة.
وتقول ماري فرانسيس والتي تعمل كمستشارة في مجال التدريب على الإدارة دائماً ما يسألني الناس طيلة السنوات الماضية وحتى الآن هل هناك إكسير سحري يجعل من الأفراد العاديين قادة وزعماء ؟ ودائماً ما أخبرهم بأنه يوجد فعلاً هذا الإكسير السحري - وهذا الإكسير يتمثل في أنك إذا ما اتبعت منهج الفائز والخاسر في معاملاتك مع الآخرين، فإنهم سوف ينصرفون عنك - أما إذا ما اتبع الفرد منكم الخيار الذي يخرج من وراءه كل الأطراف فائزين فإنهم سوف يتبعونك وينصاعون لقيادتك.
وعندما تقدر الآخرين ممن تتعامل معهم وتشعرهم بثقلهم وأهميتهم، فإنك تفرض سيطرة فورية على العمل وكذلك العلاقات الشخصية التي تشكل حياتك وأحلامك ومصيرك. وبما أنك تمتلك وتحتاج ما يرغبه الآخرون ويعرضونه فمن الواضح أن تتبع نصيحة ماري فرانسيس «أعط الآخرين وضعهم ومكانتهم التي يريدونها وستضمن قوة الشخصية التي تبحث عنها».
ويقول أدوين أرتسيت الرئيس التنفيذي لشركة بروكتر جامبل «إنني أتذكر ذاك اليوم الذي قام فيه أحد الموظفين الشباب ممن كانوا يعملون في إدارتي مذكرة من صفحتين يقترح فيها أن تقوم شركتنا بالخوض في مشروع أعمال جديد. وقد تمت الموافقة على هذا الاقتراح. وبعد الموافقة بيوم، قابلت نايل ماك الوري رئيس مجلس إدارة الشركة وسألني الرجل «هل هذا الموظف الشاب كفء بالفعل؟» فأجبته «نعم».
فقال «ما رأيك في أن ترقيه؟» فوافقت بالطبع وتمت ترقية الموظف بالفعل ولا أخفي عليك شعوري أنا وباقي الموظفين من حولي في إدارتي فقد كنا جميعا فخورين بهذا الموظف الشاب الذي استحق ثناء رئيس مجلس الإدارة بنفسه وكنا نشعر كما لو كنا نحن الفائزين شخصياً والمستحقين لهذا الثناء».
وأعتقد أن كلمات أرتسيت هذه تعطيك سبباً قوياً في أن تجعل خيار الفوز لكل الأطراف أولي اهتماماتك وأولوياتك لأنك تخرج من ورائه بفائدة.