يقول فينسنتت فون أنكين أحد المتعهدين بمدينة ساكرامنتو «لن أنسّ أبداً اليوم الذي ضقت فيه بإهمال الآخرين لي وعدم اهتمامهم بي - ومن هنا، عزمت على أن أغير هذا الموقف. وعندما نظرت إلى نفسي في المرأة، وجدت الوجه الكائن في المرأة لا يمت لي بصلة. فقد وجدت وجه شخص تافه ضعيف بقع دائماً عرضة لاستغلال الآخرين».
"وحقيقة فإنني لم أشعر في حياتي بالراحة التي ينبغي أن يعيشها باقي البشر، إذ إنني كنت أشعر دائماً بالضألة عندما أقارن نفسي بالآخرين، فعندما كنت أود أن أتكلم مثلاً، كنت أعتقد أن ما سأقوله ليس فيه شيء مهم ينكر؛ إذ إنه في موضوع لا يود الآخرين الحديث عنه.
وكنت معتاداً على لوم الآخرين جميعاً لرفضهم لي وكذلك تنفيسهم عن أنفسهم من خلالي. وحقيقة، فعندما نظرت إلى نفسي في المرأة، أدركت أنني لا أحترم نفسي. فقد كنت أنا شخصياً السبب في أن أكون مرفوضاً ولست محل احترام الآخرين! وقتها، أيقنت أنه لا خلاص من ذلك إلا إذا سمحت لقوتي الداخلية بأن تخرج وذلك لتصبح أحلامي حقيقة.
وقد تغير الوضع الآن تماماً، فالآخرون يودون رؤية الأشياء على طريقتي أنا . وسواء كنت في دائرة صغيرة من الأصدقاء أو أفراد العائلة، أو كنت في حجرة مليئة بأشخاص لا أعرفهم، فإنني أعرف كيف أحصل على ما أريد - وقتما أريد - ودونما أي مشاحنات أو مشاجرات".
لنكُن أمناء مع أنفسنا، فالكل تواق لتحقيق قوة الشخصية لينال ما يريد، رجال الأعمال يريدون طلبيات، والسياسيون يريدون الأصوات، والعمال يريدون الأجور، ورؤساء العمل يريدون الإخلاص، والزميل يتمنى من زميله الاعتراف بعمله وإنجازاته، والصديق يريد أن يشعر بالثقة في صديقه، والآباء يريدون طاعة أبنائهم. والأطفال يريدون الأمن، وكل إنسان على ظهر البسيطة يريد أن يكون محل احترام الآخرين.
كيف توقظ القوة الكامنة بداخلك
قد تجد نفسك أنت الآخر مُهمَلاً من الآخرين مثل صديقي فينسينت وقد تلجأ في سبيل تحقيق ما تريد إلى التذلل للآخرين. ولكن من أعماق فكرك، فإنك متأكد أن التوسل والتذلل للأخرين إما فرصة صائبة تخرج من ورائها بما تريد، وإما عملية خاسرة تكون بها قد خسرت كل شيء، وبرغم ذلك، فقد تجد نفسك كثيراً مقبلاً على سلوك هذا الاتجاه، حتى برغم رفض طلبك مرة تلو الأخرى.
فما تفسير ذلك؟
قد تقول لنفسك أن سبب إقدامي على هذه الخطوة هو أنني لا أستطيع تحقيق شيء لنفسي بمفردي إذ إنني أفتقد الجينات الوراثية التي تمكنني من ذلك. ولكن، إذا ما حللنا تلك الكلمات، نجد أنه ادعاء باطل إذ إن جميع البشر «ذوي الحالات الطبيعية» مولودون بنفس المقومات الخام - تلك المقومات التي إن استغلت فسوف تحول أحلام المرء إلى حقيقة. فكل ما عليك هو أن تعمل على استغلال هذه المقومات لتحقيق ما تريد.
وهذه الحقيقة تدفعني إلى الشعور بالثقة في أن أؤكد لك أنك بقراءة هذا الفصل، ستبدأ صفحات جديدة من النجاح على المستوى الاجتماعي ومستوى العمل. وفي صفحات هذا الفصل، سوف أوضح لك إحدى عشرة طريقة يمكنك الاعتماد عليها كثيراً لتعبر عن طاقتك الهائلة والجبارة والتي للأسف ظلت حبيسة طيلة فترة كبيرة، وسوف أوضح لك كذلك كيف تغير وتعدل من أمورك وحياتك في البيت، وفي العمل، وفي المجتمع الذي تعيش فيه فعلياً بما يحققه لك النجاح وهي الأمور التي أحلم بها حالياً وعندما أتحدث عن هذه النقطة بالتحديد، فإنني لا أعني كيف تغير من أسلوب حياتك في عام أو شهر أو حتى أسبوع. أما ما أقصده، فهو أنك بعدما تنتهي من قراءة هذا الفصل، سوف تجد أن حياتك قد تغيرت للأفضل تماماً.
وكل وصفة من الوصفات الإحدى عشرة العملية التي سأحدثك عنها أثبتت نجاحها وفاعليتها في تحقيق قوة الشخصية على جميع المستويات والعلاقات. أجمل هذه الروشتة (۱۹ طريقة) جزءاً من حياتك اليومية ولن تخفق أبداً في تحقيق ما تريد، وسوف تجد عندك النهم في دخول غرفة مليئة بشخصيات جديدة ليس لديك بهم صلة، وسوف تكون قادراً على الخروج بالنتائج التي تبغيها من ورائهم. وقبل أن تنفذ هذه الخطوات على الواقع، يمكنك أن تجري عدة بروفات عليها وأن تطبقها كلما سنحت لك فرصة لتنفيذها. وعندما تطبق هذه الطرق فإنك سوف تخرج بفائدتين مدهشتين
- أن الآخرين من حولك، والذين كانوا دائماً ما يتجاهلونك، سوف تجدهم ملتفين حولك تجذبهم أراؤك وأفكارك.
- وفي العمل، سوف تجد الآخرين من الرجال والنساء والذين كانوا ينصرفون عنك ولا يلقون لك بالاً، حريصين على أن يقدموا لك دعمهم الكامل.