وصفات عملية للتحكم في الغضب
إذا ما كنت تنكر مشاعر الغضب، فاعلم أنك تعمل وفق هذه المشاعر دون أن تعلم أنها هي القوة الدافعة وراء ردود فعلك. وهذا قد يولد سلوكاً تندم عليه مستقبلاً. وها هي روشتة للتعامل مع الغضب وهي التي ستساعدك على أن تعبر عن مشاعرك وليس كبتها - ولكن بطرق آمنة وبناءة.
-
عبر عن غضبك إذا ما حدث ما يدعو لذلك ثم اتركه وشأنه
الغضب له بداية ووسط ونهاية. أما الغيظ فله مرحلتان فقط بداية ووسط. وإن لم يعبر الشخص عن غضبه، فإن هذا الغضب يبقى حبيساً بداخله لا ينتهي. والطريقة التي تمنع الغيظ (الثورة الشديدة عند الغضب) هي أن تتعامل مع الغضب لحظة حدوثه بطريقة بناءة.
وقد نشأنا ولدينا مشاعر من الخوف من الغضب الذي بداخلنا وداخل الآخرين، وبالتالي، أصبحنا قلقين من أن هذا الغضب سوف ينتج عنه شيء مفزع. فالأزواج والزوجات يخشون غضب بعضهم البعض والموظفون يخشون غضب رؤسائهم، والبائعون يهتزون رعباً إذا ما هاج أحد الزبائن، وبالتالي فإننا جميعاً نحاول أن نتجنب أن نغضب أو نغضب الآخرين.
ولكن هناك نقطة مهمة يجب أن تعي لها جيداً وهي أن الغضب ظاهرة طبيعية فإذا ما أنكر البعض ما نريده ولم يعطه لنا أو إذا ما أوذينا عاطفياً، فلا شك أننا نغضب، فهذا شعور لا تستطيع أن نمنعه وهو الشعور بالغضب لأن المشاعر والأحاسيس من الأشياء التي لا سيطرة لنا عليها. ولكننا نستطيع التحكم فيما نقوم به نتيجة هذه الأحاسيس. وعندما تقول لأنفسنا - نتيجة ما تربينا ونشأنا عليه – أننا سنكون أفضل وأحسن حالاً إذا لم نشعر بالغضب فإننا بذلك نكون خائفين من شيء ما بداخلنا لأننا لا نستطيع أن نمنعه.
وما دمنا قد اتفقنا على أن الغضب شعور طبيعي، فإن عليك من الآن أن تتعود على أن تعبر عن هذه المشاعر، وتعترف بها لنفسك قدر الإمكان، وأن تتقبلها، ثم تدعها تنصرف بعد ذلك.
-
ركز غضبك على الأحداث وليس الأشخاص
إن أفضل وأكفأ طريقة للتعامل مع الغضب هي أن تركز على ما حدث -فإذا ما وضعت العبء على من سبب لك الغضب، فإنه وقتها سيخشى من أي هجوم مضاد من جانبك، وهذا سينتج عنه رد فعل سيئ. أما الطريقة التي تمنع ذلك هي أن تبعد الشخصيات عن الموضوع وتركز على ما حدث بغض النظر عمن قام به. ولكي تنزع فتيل الموقف، وضح للطرف الآخر أنك لست غاضباً منه ولكنك غاضب مما قاله أو قام به.
ملخص وصفلت لتحسين شخصيتك
هناك ثماني وصفات عملية قدمناها لتكون تذكرة لنا عند النسيان:
- استمع بطريقة أفضل.
- أظهر تعاطفك.
- حاول أن تجد شيئاً ما مفيداً - فيما يقوله الآخرون.
- كف عن استدعاء الكوارث.
- ابدأ بأن تعيش حياتك الخاصة.
- اتخذ من التأكيد على الذات بديلاً للاندفاعية.
- عبر عن غضبك إذا ما حدث ما يدعو له ثم اتركه وشأنه.
- ركز غضبك على الأحداث وليس الأشخاص.
هُناك أربعة أسباب رئيسية تمنع الأشخاص من التمتع بقوة الشخصية أو تحقيقه معدل نجاح أقل مما يرغبونه. وليس هذا بسبب نقص القدرات العقلية، ولا بسبب عدم القدرة على تملك المهارات اللازمة لأداء الوظيفة ولا بسبب نقص في الخبرات الفنية إنما عجز المرء عن تحقيق ما یرید راجع إلى خصال بشرية محددة ألا وهي التكبر، والتآمر، والعدوانية، وعدم التحكم في الغضب.
وهذه الأمور لا دخل لها بالذكاء أو الخبرات أو التعليم. فهي متصلة بالشخصية، والتفاعلات البشرية، والقدرة على التعامل مع الآخرين بنجاح. وإذا ما تدبرت هذا الأمر، فلن يكون مفاجئاً أو غريباً بالنسبة إليك، فالحياة - كما ترى - ما هي إلا مكان يتجمع فيه البشر والحياة لا تسير بالجانب النظري، بل إنها المشاعر والأحاسيس والتعامل مع المشاعر يتطلب حساسية مع الآخرين ولك شخصياً.
والجانب الإيجابي في كل هذه الأمور، أنك بقراءة هذا الفصل تكون قد اشتريت تذكرة سفر مستغلة طوال الحياة لتحقق قوة الشخصية وترضى عن نفسك.
ولكن هناك نقطة ما يجب أن تعي لها في رحلتك، وهي أنك إذا ما فكرت في نفسك فحسب، فإنك سوف تواجه بعض القضايا التي تعوق وتعطل مسيرتك. ولكن إذا ما أبدلت ذلك بالتفكير فيمن حولك، فإنني أضمن لك بالتأكيد نجاح رحلتك وتمتعك بالثقة وقوة الشخصية.
إن مفتاح الحصول على قوة الشخصية والثقة هو أن تهيئ عقلك على التعامل بنجاح مع الآخرين، والثاني الأمور اللازمة لتشعر بالثقة والقوة وتكون تصرفاتك نابعة من مصدر قوة وثقة.