وصفة للتخلص من الاندفاعية
إن كل فرد له كيانه الشخصي الذي يحتاج إلى أن يدافع عنه - كما أن كلاً منا لديه رغبة سيكولوجية للتأثير على الآخرين من حولنا . والوصفة التالية نتيجتها مؤكدة، فباتباعها، ستجعل الآخرين يريدون أن يعطوك أكثر مما تريده.
-
اتخذ من التأكيد على الذات بديلا للاندفاعية
طلبت منك سابقاً أن تستدعي موقفاً فشلت فيه في أن تتصرف بطريقتك المعهودة، وأعطيتك مثلاً على ذلك، وهو عدم قدرتك على أن تعبر عما بداخلك في سينما مزدحمة والجميع يتكلم أثناء العرض. ولأظهر لك ما أعنيه عندما وصفت لك التأكيد على الذات، هيا بنا نرحل.
في المواقف التي ينتهك فيها شخص ما حقوق شخص آخر فهناك ثلاثة تصرفات عليه أن يسلك واحداً منها، إما أن يخضع ويذعن وهو ما يجعله حبيس نفسه ويعاني في صمت، وإما أن يكون عدوانياً ويغضب بشدة، وهو الأمر الذي سيفقده احترام الآخرين.
وقد يكلف هذا التصرف الكثير، بأن يهدد الموظف الذي وقع عليه الضرر باستدعاء المدير وهو سيدخل الطرف المعتدي في مواجهة قد لا يقدر عليها - وإما أنه سيسلك الخيار الثالث وهو أن يؤكد على ذاته ورغباته وينال ما يريد.
والتأكيد على رغباتك في هذه الحالة يتمثل في أن تلتفت إلى من يتحدثون من حولك، وتنظر لهم مباشرة، وتقول عندما تتحدثون خلال (الفيلم) فإن هذا الأمر بشوش علي. ويجعل من الصعوبة أن أستمتع بالفيلم.
فالتأكيد على حاجتك هو أفضل فرصة لتنال ما تريد. وليس الهدف هنا هو أن تغضب أو تدخل في صدام مع الآخرين أو تستخف بأي شخص. فالفكرة كلها تنحصر في أن دورك مجرد تغيير سلوك الأخرين إذا ما كان يعتدي على حياتك الخاصة، والتأكيد على حقك يضمن لك بنسبة ۹۹٪ الحصول على ما ترید.
وقد وضعت نظاماً من ثلاث خطوات ليساعدك على التأكيد على ذاتك بطرق إيجابية وبناءة. فلنفترض مثلاً أنك دخلت ورشتك في البيت أو العمل لإخراج بعض المفاتيح والمتر المدرج. وعندما دخلت وجدت المفاتيح ملوثة بالدهانات والمتر مفرود ومتشابك في بعضه. فماذا أنت فاعل؟
أولاً: صف السلوك المشين دون تجريح أو إيذاء. وضح له أن سلوكه هذا اعتداء على مصالحك الشخصية : "عندما لم تعمل على رد أدواتي كما كانت بعد أن أصلحت سيارتك.........".
ثانياً: صف له نتيجة هذا السلوك عليك - بأنك تعتبره إساءة لك : "إنني أشعر بحزن شديد جداً ........".
ثالثاً: صف له باختصار قدر الإمكان ودون إلحاح عواقب فعلته : "إنني سأضطر لتخصيص وقت كبير من وقتي لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي".
هيئ نفسك لأن تؤكد على ذاتك بدلاً من أن تعتدي على الآخرين أو تخضع وتستكين. فبالتأكيد على حقك ورغباتك لن تعمل فقط على تغيير سلوك الآخرين، بل إنك ستبنى - في الوقت نفسه - علاقات أقوى و أمتن وأكثر تعاوناً مع الآخرين.