كيف تحافظ على قدرك الشخصي مع ترك بصمة طيبة على الآخرين
هناك بعض الأفراد بالفعل نجدهم مندفعين ولكن لأسباب جيدة. ومع ذلك فهناك مجازفة من أن اندفاعاتهم هذه - بالرغم من أنها على صواب تكلفهم الثمن كثيراً جداً وتقاس هذه التكلفة بالنظر إلى الأشخاص الذين وقع عليهم الضرر وعدم المقدرة على خلق وتدعيم علاقات أسرية واجتماعية وعملية بناءة ويسودها التعاون والمشاركة.
وتقول ديانا جوريمار أحد المسئولين المحليين بمدينة سياتل «عندما حضرت ورشة عمل بخصوص معالجة العدوانية والقهر، سألونا عن الطريقة التي كنا نتعامل بها مع الدكتاتوريين، وكانت الأشياء التي ذكرها الآخرون من حولي والتي كانوا يقومون بها لمجاراة رؤسائهم الدكتاتوريين الرفض، لوم الآخرين، التحدي، التخريب، الطعن في الظهر، التآمر والكذب».
وتجربة ديانا تعطينا رسالة واضحة وطبيعية، فدفع الآخرين قد يولد نتائج فعلاً، ولكن هذه النتائج وقتية، وعاجلاً أم آجلاً، سيثبت المضطهدون وجودهم، فسوف يجد الأطفال الطرق التي تجعلهم يرفضون أوامر والديهم المستبدين وسوف يقهر الموظفون رؤساءهم المهيمنين.
وإذا كان التهجم والاندفاعية سماً فإن (الترياق) هو الحزم والتأكيد على الذات. وأعني بذلك أن عليك أن تؤكد على ذاتك بطريقة تجعلك تشعر بارتياح عن نفسك وعن الآخرين وتحصل على ما تريده من الحياة.
ويقول جيم هيبشميدث مدرس اللغة الإسبانية بإحدى المدارس الثانوية «إن تلاميذي يعرفون ما أريد ويدركون كذلك أنني لن أتنازل عما أريد. ولكنني لا أحب أن أتصرف معهم مثل هتلر لأجبرهم على الأداء، بل إنني أستغل قواي في العمل معهم. فهذا يجعلني ويجعلهم نشعر براحة أكثر. وأرى أن هذا الأسلوب يحقق نتائج طيبة ففي العام الماضي حصل ۱۰٪ من طلابي على الدرجة النهائية في مادة اللغة الإسبانية.
إن الشخص الذي يؤكد على حقه مثله مثل (الجيتاريست) الذي يقود فرقة موسيقية، ففي الأوقات التي لا يؤدي فيها مقطوعات السولو، نجده في مساعدة الآخرين الذين يقومون بأداء فردي.
والأفراد الذين يؤكدون ذاتهم بطرق صحية يكتسبون احترامهم لذاتهم ويشعرون بالسعادة ويشبعون احتياجاتهم الشخصية ويدافعون عن حقوقهم الخاصة، كل هذا دون أدنى إساءة لأي فرد آخر. والنقطة التي لا تقل عن ذاك أهمية، هي أنهم يحصلون على كل الأشياء التي عددناها دون شعور بالخوف من أن يؤدوا مشاعرهم.