كيف تناضل من أجل شيء ما بينما تنحاز لنفسك
ظنت ديبي أن إظهار عدم الولاء لصديقها وزميلتها من شأنه أن يجعلها أكثر قبولاً لدى الآخرين، واتخذت من المناورات طريقاً لها «لشراء» قبول الآخرين.
والمشكلة هنا - بالطبع - أن ديبي وأمثالها ممن يمارسون المناورات والخداع يعيشون حياة ليس فيها حياة، والسبب الذي يجعلهم يلجئون إلى هذا الضرب في التعامل مع الآخرين سواء في العمل أو المجتمع أو حتى في العلاقات الأسرية هي أنهم يعتقدون أن هذا هو الطريق الذي سيجعلهم يفوزون بالقوة الشخصية، ومن المثير للسخرية، أن سلوك هذا الطريق مؤداه الوضاعة في عيون الآخرين. ونحن نعترف كذلك أن هذا الاتجاه قد يحقق لهم ما يريدون من وقت لآخر، ولكن ليس هناك من عاقل يقر بصحة هذا الاتجاه.
إن القوة الشخصية في البيت، وفي العمل، وكذلك في المجتمع تتطلب أناساً لا يخشون النضال، أناساً يقررون القضايا على أساس ما يعرفونه وليس من يعرفون. وإذا ما كنت تناضل من أجل شيء ما فإن عليك أولاً أن تناضل من أجل نفسك؛ فاحترام الذات يسمح لنا بأن نكون أصدقاء مع أنفسنا، وأن نرى أن حقوقنا ليس بشرط أن نضحي بها من أجل الآخرين. وعندما تنتقل من حيز الذات إلى الحيز الأكبر وتفكر فيما ينفع الجميع، فنحن في حاجة إلى أن نحترم الآخرين بأن نأخذ القرارات ونعرض عليهم حرية الاختيار لكي لا نمس كرامتهم.