يتعلق بهذا
نعتمد جميعاً على ضوء الكشاف في السيارة ليوجِّهنا بأمان خلال ما نصادفه من تقاطعات طرق عشرات المرات أسبوعياً. وعندما لا يعمل ضوء الكشاف، فإن الأضواء إما أن تومض للتقدم بحذر وإما أن تنقطع تماماً، وتتحول التقاطعات إلى مواقف يبحث فيها كل فرد عن صالحه الشخصي، ويصاب الناس بالارتباك.
وعندما يحين دورهم في العبور، ينظرون في كل الاتجاهات بحذر شديد قبل المضي قدماً. فعندما تعمل الكشافات نثق بنظام المرور لأن ما نقوم به واضح جليّ؛ نقف في الإشارة الحمراء ونتحرك في الإشارة الخضراء. والإشارات التي نرسلها للناس في علاقاتنا تتبع نفس النهج.
تُعبّر المشاعر عن الحقيقة، وتتخذ سبيلها للظهور على السطح من خلال ردود أفعالنا ولغة أجسادنا، على الرغم مما نختاره من كلمات مخالفة.
فعندما تخبر الموظفين أنهم قاموا بأداء المهمة على أحسن ما يكون في الترويج للمنتج – بينما صوتك خافت ووجهك عبوس – فإن الأمر يبدو غير متطابق؛ فالتناغم هو ما يربط بين الكلمات ولغة الجسد، وثقة الناس فيما تراه اعينهم تفوق ثقتهم فيما يسمعونه.
حتى إذا كنت ماهراً في إدارة الذات، فإن مشاعرك تطفو على السطح. تتعرض للعديد من المشاعر يومياً، ولا يستطيع عقلك تصنيف كل واحد منهم على حدة. فبينما تتحدث مع شخص ما، قد تقول شيئاً ما يدور في عقلك، في حين يصدر جسدك رَدة فعل لمشاعر تعرضت لها منذ عدة دقائق.
عندما تقول شيئاً لا ينطبق مع نبرة صوتك أو لغة جسدك، تصيب الآخرين في ذلك الحين بالارتباك والإحباط. وبمرور الوقت، سوف يتسبب هذا الارتباط في ظهور مشكلات في التواصل والتي بدورها تؤثر على علاقاتك.
تجنب تضارب الحديث والإشارات في كلامك ؟
وللتخلص من مشكلة تضارب الإشارات، استخدم مهاراتك في الوعي الذاتي للتعرف على مشاعرك، واستخدم أيضاً مهاراتك في الوعي الذاتي للتعرف على مشاعرك. واستخدم أيضاً مهاراتك في إدارة الذات لتحديد أيّ المشاعر ينبغي أن تعبر عنها وكيف يمكنك التعبير عنها.
في بعض الأحيان، قد لا يبدو من المناسب أن تطابق إشاراتك مشاعرك. لنفترض أنك صرت غاضباً في اجتماع ما، ولا يمكنك في هذه الحالة أن تعبر عن مشاعرك في اللحظة ذاتها. ما عليك سوى أن تضع مشاعرك جانباً للحظة، لكن لا تنبذ الشعور على الإطلاق. اختر وقتاً يمكنك فيه التعبير عن غضبك: عندما لا يصبح غضبك عقبة أمامك بل يؤدي إلى أكثر النتائج إيجابية.
إذا كانت مشاعرك قوية بما فيه الكفاية، ولا يمكنك أن تتجنب التعبير عنها، فأفضل ما يمكنك القيام به هو أن تبيّن السبب وراء ما يحدث على سبيل المثال: "إن بدوت شارد الذهن، فذلك لأنني لا أستطيع التوقف عن قلقي بشأن مكالمة هاتفية عجزت عن الرد عليها هذا الصباح".
وخلال الشهر المقبل، ركز الانتباه على مطابقة نبرة الصوت ولغة الجسد لما تحاول قوله. سجّل ملاحظات ذهنية عندما تخبر شخصاً ما بأنك على ما يرام، بينما يرسل جسدك أو نبرة صوتك أو سلوكك إشارات مختلفة.
وعندما تعي أنك ترسل إشارات متضاربة، فقم بإعادة الضبط للتطابق، أو فسّر ذلك التعارض.