من الأشياء، المهمة التي يجب على أطفالك أن يتعلموها في هذه الحياة هي أن الحقوق والمسئوليات مترابطان بشكل هائل، ومهمتك هي أن توصل هذه الحقيقة إليهم، أم هل ينبغي علًى أن أقول إن هذه هي مسئوليتك؟
فمثلاً من حق طفلك أن يطالب بأن تتم معاملته كشخص بالغ لكنه بحاجة لفهم أن ذلك الحق سيكون مصحوباً بمسئولية التصرف مثل البالغين، وإذا ما تخلى عن الالتزام بهذه المسئولية، يفتد الحق الممنوح له فوراً.
هذا المبدأ يمكن أن يكون له أثر بالغ حين يتم تطبيقه على أطفالك وهم في مرحلة المراهقة؛ حيث إنه في مقابل كل حق يطالب طفلك المراهق به (ويا لكثرة الحقوق التي يطالبون بها في هذه المرحلة)، يمكنك أن توضح له المسئولية المرتبطة به.
إن لدي أصدقاء، يطبقون هذه القاعدة حتى على مصروف الجيب. فلأولادهم الحق في مصروف أسبوعي محدد، لكن الوالدين أوضحا لهم كذلك أن عليهم مسئوليات فيما يخص أعمال المنزل. وهذا يعني أن على الأولاد المشاركة في بمض الأعمال المنزلية التي تضمن أن تسير الأمور بسلاسة داخل المنزل -مثل تنظيف المطبخ بمد الوجبات،
التقليل من الفوضى بقدر الإمكان وما شابه، وإذا لم يلتزم الأبناء بهذه المسئوليات، فإنهم يفقدون الحق في مصروفهم.
الشيء نفسه ينطبق على الحق في المعاملة باحترام؛ حيث ترتبط بها مسئولية معاملة الآخرين باحترام؛ فإذا تفوه الأطفال بألفاظ نابية أو صاحوا فيك. فسوف يفقدون الحق في أن يعاملوا باحترام. يمكنك أن تتوقف عن الاستماع إليهم (أو على الأقل تحاول حجب الصوت) حتى يعودوا للتصرف باحترام.
بمجرد خروج أطفالك للعالم الخارجي، سيكونون بحاجة إلى معرفة هذه الحقيقة فلا يمكنهم أن يتوقعوا الحصول على شيء دون بذل شيء في مقابله، وسنوات المراهقة هي الفرصة المثالية لأطفالك لكي يتعلموا العلاقة بين الحقوق والمسئوليات، فكل شيء يرغب فيه أطفالك يكون مصحوباً بشروط: الاحترام، المال، الاستقلالية، الحرية، الهيبة، بل إن الحق في التمتع بالمسئوليات نفسه يفرض عليهم بعض المسئوليات.
والأطفال يحبون هذا. حقاً –لا جدال في هذا، فهذا يوضح لهم أنك نهتم بهم؛ فحين تخبر طفلك أنه يستطيع السهر بالخارج لوقت متأخر إذا كان مسئولاً بما فيه الكفاية بحيث يخبرك بمكانه وموعد عودته، فسوف يكون ممتناً في داخله من اهتمامك به. وعلى الرغم من أنه لن يخبرك بهذا، لكنه سيخبرك بموعد عودته للمنزل؛ وذلك لأنه يدرك أنه سيفقد الحق في السهر بالخارج إذا لم يفعل.
لذا أُسُدِ لأبنك معروفاً ولا تترك لهم الحبل على الغارب! فكلما أرادوا شيئاً منك، أخبرهم بأنك تتوقع مقابلاً له، وهذا سوف يعلمهم قيمة التمتع بالحقوق ويعدهم للحياة المستقبلية، كما أن هذا سيسهل حياتك معهم كذلك.