حينما تتقن استيعاب تلميحات ومشاعر الأشخاص الآخرين، فسوف تصير مستعداً لاستيعاب ذلك في غرفة ممتلئة بالأشخاص. قد يبدو الأمر مفزعاً، لكنه في الحقيقة نفس ما تعلمته عن الوعي الاجتماعي، فقط تقوم به على مدى أكثر اتساعاً.

هناك في الأساس طريقتان تتوصل من خلالهما إلى الحالة المزاجية في غرفة كاملة. الأولى، بالاعتماد على الغريزة الفطرية فحسب. فالمشاعر معدية؛ أي أنها تنتقل من شخص إلى آخر ما دامت هناك حالة مزاجية عامة واضحة سوف تحس بها عند درجة ما. على سبيل المثال، تخيل أنك تسير في غرفة تحتوي على 125 رجل أعمال يترابطون عبر شبكة اتصال ويتشاركون الأفكار.

فالاحتمال الأكبر يشير إلى وجود قدر من الإثارة والطاقة الإيجابية هناك، ولن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتدرك ذلك. ستسمع مستويات أصواتهم ونبراتهم، وترى وضعية أجسادهم ولغتها التي تشي بالتركيز والاهتمام. والآن، تخيل أنك تسير في غرفة بها 125 ممن ينتظرون اختيارهم لقضاء مهام هيئة المحلفين. تحس الهدوء يغمر الغرف، يحاول الناس أن يشغلوا أنفسهم بقراءة بعض الأوراق وبالموسيقى وأي شيء يساعدهم على إمضاء الوقت. وعلى الرغم من أن واجبنا الوطني يلزمنا بالحضور، فإن القليل هم من يرغبون في البقاء هناك. تلك الحالتان المزاجيتان تشبهان الليل والنهار.

إليك الطريقة التي تتبعها لتدرك الحالة المزاجية للغرفة:

عندما تلج إلى الغرفة، تفحَّصها ولاحظ ما تشعر به أو تراه من حيوية أو هدوء خافت وساكن. لاحظ كيف يرتب الناس أنفسهم؛ منعزلين أم في مجموعات. هل يتحدثون ويحركون أيديهم؟ هل البعض أكثر حيوية من الآخرين؟ ما الذي يخبرك حدسك به عن هؤلاء الأشخاص؟

أما الأسلوب الآخر لاستيعاب الحالة المزاجية للغرفة، فيتم بإحضار مرشد خبير، مثلما تفعل عندما تكون في رحلة سفاري في أفريقيا. ينبغي أن يكون مرشدك خبيراً بالوعي الاجتماعي، ويرغب في أن يوضح لك الروابط. عندما يتعلق الأمر بالاعتماد على غرائزك وتحديد الحالة المزاجية للغرفة، اتبع مرشدك كظله، واستمع إلى ما يشعر به ويراه. اسأله عما يحس به، وما الدلائل التي تكشف عن الحالة المزاجية. وفي النهاية، ينبغي أن تتولى القيادة.

خمّن الحالة المزاجية في الغرفة، وقارن أفكارك بأفكار مرشدك. ومن خلال هذا التمرين، سرعان ما ستدرك ملاحظات كما يفعل مرشدك، وتقوم بذلك لصالح نفسك.

ليس هناك فرق شاسع بين سلوكيات وطبيعة البشر وبين سهول السافانا الأفريقية المتسعة. فكلما أسرعت في تفعيل قدرتك لتكتشف الأمان أو القلق أو التغيرات في الحالة المزاجية في إعدادات المجموعة، زادت مهارتك في المراوغة أثناء سيرك في الأدغال الاجتماعية لحياتك.