كانت القاعدة السابقة تتحدث عن مساندة المدرسة، حتى إن كنت لا تتفق مع كل سياساتها. لكن ذلك ليس أمرا مطلقاً _ فأنت ملزم بمساندة المدرسة في سياساتها ونظمها لأن هذا جزء من الصفقة ككل. إلا أن هناك موضوعات أخرى تخص ابنك قد تطرأ؛ ولا يمكنك أن تدع المدرسة تتعامل معها.
إن طفلك يحتاج إلى معرفة أنك تقف إلى جواره، وإذا ما حدثت أي مشكلة خطيرة فإنك ستكون البطل الذي يدافع عن حقوقه_ وفي بعض الأحيان يكون ابنك بحاجة بالفعل إلى بطل! فإذا كانت المدرسة لا تستطيع التعامل مع مشكلات التنمر، أو غير قادرة على تمييز حالة بطء التعلم التي يعاني منها ابنك، أو إذا كان أحد المدرسين يجعل من حياة طفلك جحيماً مطلقاً فهنا عليك أن تتدخل وتقول شيئاً ما.
وطفلك بحاجة لليقين من أنك موجود لمساندته إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة؛ فهذا هو دور الآباء. والبديل الوحيد لذلك هو أن يراك ابنك وأنت تسمح لمعاناته بأن تستمر.
قد يكون من العسير أحياناً على الكبار أن يتذكروا إحساس العجز الذي قد يعاني منه الأطفال؛ فالمواقف التي نستطيع التوافق معها الأن كانت تبدو محبطة بصورة مستحيلة حينما كنا صغاراً إن احتمال المواقف الصعبة والصبر عليها لشهور قد يعد شيئا محتملأ الآن، أما حين كنا في الخامسة، أو حتى في الخامسة عشرة، فإن تلك المواقف كانت تبدو كأنها لا نهاية لها.
أنني مازلت أشعر بذلك الشعور المقبض (المتكرر) الذي كنت أشعر به قبل أي حصة كان على الاعتراف فيها بأنني لم أقم بتأدية واجبات المدرسة (مجدداً) إن حدث وأوقفتني الآن في وجه نفس ذلك المدرس وهو يوبخني، فبكل تأكيد أستطيع الدفاع عن نفسي ومواجهة الأمر، لكنى لم أستطع ذلك حينها. إن الأطفال يتقبلون سلطة مدرسيهم بصورة مطلقة، كما أنهم لا يملكون المهارة أو الشجاعة لمواجهة النظام وحدهم _ وهنا يأتي دورك.
أنني أتساءل عما إذا كان من المناسب استخدام كلمة ”قاتل” في تلك القاعدة؛ وذلك لأن الطرق الدبلوماسية دائماً ما تجدى أكثر من المواجهات العنيفة، كما أنني لا أدعوك إلى أن تقتحم مكتب مدير المدرسة وتلقى بمطالبك عليه.
من المجدي دوماً أن تدعهم يعرفون أنك ترى الأمور من وجهة نظرهم، ثم بعد ذلك تعرفهم بوجهة نظرك. وهذا هو التصرف السليم الذي يتبعه الأب الحصيف؛ حيث إنك تحتاج للتصرف حيال مثل تلك المواقف بكل حرص حتى تضمن أنه لا يتم رفض مطالبك قبل تلقيها.
إذا ما كان القائمون على المدرسة يعلمون أنك ولى أمر لا تشتكي دوماً، فسوف يستمعون إليك باهتمام أكبر حين تكون غير راضٍ عن شىء ما. أما إذا كنت داثم الشكوى والانتقاد طوال حياة ابنك الدراسية. فسوف يعلمون أنك واحد من هؤلاء الآباء دائمي الشكوى، ومن غير المحتمل أن يستمعوا إليك حين يطرأ شىء مهم يستحق ذلك.