إن الاعتراف بأنك تحب أحد أطفالك أكثر من إخوته يعد شيئاَ محرماً.

والعديد من الآباء يقولون بكل بساطة:" لا ينبغي عليك أن تفضل أحد أطفالك على الآخرين " _ حسناً، أنا واثق من أن هذا أمر جميل، لكن قد لا يمكنك أن تمنع نفسك منه، بعض الآباء لا يعانون من تلك المشكلة حيث إنهم بطبيعتهم لا يستطيعون أن يحبوا طفلأ بصورة زائدة عن إخوته حتى لو حاولوا. لكن البعض الآخر لا يستطيعون منع أنفسهم من أن يحبوا أحد أبنائهم أكثر من إخوته، وإذا قالوا انهم لا يفضلون طفلاً على آخر فهم يكذبون.

في هذه الحالة يكون الكذب هو الحل! فلا يمكنك -تحت أي ظرف من الظروف _ أن تكشف عن تفضيلك طفلاً على آخر لأي شخص، ربما باستثناء شريك حياتك. ولكي تضمن عدم انكشاف هذا الأمر فقد يجدر بك الكذب وادعاء أنه لا يوجد لديك طفل مفضل. أنني أذكر ذات مرة أن جدتي قالت لي أنني الطفل المفضل لإحدى عماتي، وبالطبع شعرت بالسعادة الغامرة. لكن ما كان يجدر بها أن تخبرني بهذا، وكما ترى لا يمكنك أن تثق في عدم إفشاء، الآخرين لبعض الأشياء أحياناً.

لقد أخبرني أحد الآباء الذين أعرفهم أنه بالفعل لديه طفل مفضل فهو لا يستطيع إنكار ذلك -لكنه ليس نفس الطفل طوال الوقت. فكل واحد من أطفاله هو طفله المفضل في وقت أو آخر، وكلهم يتناوبون على هذا الأمر دون حتى معرفة منهم بذلك. ولقد قال لي إنه في الحقيقة يحبهم كلهم بصورة متساوية، كل ما في الأمر هو أنه أحياناً ما يفضل أحدهم على الآخرين.

ماذا عليك أن تفعل إذا كنت تفضل أحد أطفالك (بجانب الكذب بخصوص هذا الأمر بالطبع )؟ حسناً، بداية عليك التفكير فيما إذا كنت تحب هذا الابن أكثر من إخوته أم أنك فقط تعجب به أكثر منهم. ربما تشعر بأنك أكثر قرباً منه، وهو ما لا يعنى بالضرورة أنك تحبه أكثر من إخوته. وربما تكون تحب أطفالك كلهم بصورة متساوية في واقع الأمر، لكنك فقط لا تدرك هذا.

هذا قد ينجح مع بعض الآباءـ لكن ليس جميعهم. وإذا كنت بالفعل تشعر أنك تحب أحد أطفالك أكثر من إخوته فربما يجدر بك أن تحاول إصلاح علاقتك بهؤلاء الإخوة بصورة أكبر. ابحث فيهم عن الصفات المحببة، وربما يجدر بك قضاء وقت أطول معهم أو إيجاد اهتمامات مشتركة وإيجاد الوقت لممارستها معاً، مثل تصميم لعبة القطارات، صيد الأسماك‘ الملابس، التسوق، أفلام الرعب (في حالة الأطفال الأكبر سناً بالطبع) ، المشي، طهو الطعام، الركوب، كرة القدم وغيرها.

بالمناسبة، عادة ما يترقب أطفالك إشارات توضح لهم من هو المفضل لك منهم. وقد يسألونك عن هذا بصورة مباشرة، وحتى إذا لم يتفهموا الإشارات البسيطة التي قد تصدر منك ‘فقد يسيئون تفسير ما تقول أو تفعل حتى يحصلوا منك على تلك المعلومة القيمة.

وبصورة عامة، إذا وجدت أن كل واحد من أطفالك يتهمك بأنك تفضل الآخر، فأعلم أنك تحسن التصرف عندثذ٠ أما إذا اجمعوا على أنك تفضل نفس الطفل — سواء كانوا محقين أم مخطئين — فربما يجدر بك الاهتمام بشأن ما تبديه من إشارات نحوهم.

لا يجدر بك - تحت أي ظرف من الظروف أن تكشف عن تفضيلك طفلاً على آخر لأى شخص.